حقوقيون ينددون باعتداء مجموعة مسيحية على عرض للمثليين في بيروت

منذ 1 سنة 107

ندّد ناشطون حقوقيون الخميس باعتداء مجموعة مسيحية متطرفة تحت مسمى "جنود الرب" على حانة في بيروت، أثناء استضافتها عرضاً لأفراد الميم-عين، معتبرين ما حدث "منعطفاً خطيراً" تجاه هذه الفئة في لبنان.

ويشهد لبنان في الآونة الأخيرة تصعيداً في الخطاب المعادي للمثليين، يقوده حزب الله، اللاعب السياسي والعسكري الأبرز في البلاد، في وقت يجرّم القانون العلاقات "المنافية للطبيعة" بالسجن لمدة تصل إلى سنة.

وهاجم أكثر من عشرة أشخاص من مجموعة "جنود الرب" الحانة الواقعة في منطقة مار مخايل، بينما كانت تستضيف عرضاً لأفراد الميم-عين ليل الأربعاء، ما أثار حالة من الهرج والمرج، وفق ما أفاد شهود عيان وكالة فرانس برس الخميس، متحفظين عن ذكر أسمائهم لأسباب أمنية.

وأغلق العاملون في الحانة، بحسب الشهود، الأبواب لحماية العشرات من رواد المكان، في وقت تعرض عناصر المجموعة لعدد منهم لفظياً وجسدياً وتسببوا بأضرار مادية في الخارج.

وقال أحد الشهود إن عناصر من المجموعة رددوا مراراً عبارة "نحن جنود الرب، ستحترقون في نار جهنم".

وفي تسجيل فيديو تمّ تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي أثناء الاعتداء، يصرخ أحد عناصر المجموعة "ممنوع الترويج للمثليين، ما زلنا نخاطبكم وهذه البداية. حذرناكم مئة مرة".

وسبق للمجموعة ذاتها أن حرّضت الصيف الماضي ضد المثليين. ونشرت حينها مقطعاً مصوراً يظهر شباناً غاضبين، يقتلع أحدهم وروداً بألوان قوس القزح رفعت على لافتة إعلانية مع وسم #الحب_يزهر_دوماً.

وقال جورج ورديني، وهو عضو في مجموعة "براود ليبانون" المدافعة عن حقوق المثليين لفرانس برس إن "الحادثة تمثل كيفية ترجمة الكراهية من خطاب وتحريض إلى عنف منظّم".

وأضاف "خطاب الكراهية والتحريض والترهيب الذي أطلقه حزب الله تخطى حدوده السياسية والمناطقية، وشجّع التطرف في بيئات أخرى".

ويقود حزب الله حملة منذ أسابيع تستهدف المثليين، انضم اليها رجال دين من طوائف أخرى ومسؤولون. وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الشهر الماضي إن المثليين يشكلون "خطراً داهماً" على المجتمع، وأن عقوبتهم هي "إقامة الحد" عليهم.

ودعا نصرالله بداية الشهر الحالي إلى مقاطعة بضائع تحمل ألوان قوس القزح، أشهر شعارات المثليين، ما أثار ردود فعل ساخرة. إلا أن البعض امتثل لطلبه ونشر صوراً على وسائل التواصل الاجتماعي لسلع مختلفة، بينها قوالب حلوى ومنتجات استهلاكية اعتُبرت أنها تروّج للمثلية بسبب ألوانها.

وقالت رشا يونس، الباحثة في حقوق الميم-عين لدى منظمة هيومن رايتس ووتش لفرانس برس "يؤشر الهجوم إلى منعطف خطير"، مضيفة "إنه تجسيد لاستمرارية الخطاب المناهض لأفراد الميم - عين".

ورغم أن لبنان يُعد أكثر تساهلاً مع المثليين مقارنة مع دول عربية أخرى، إلا أنه جرى إلغاء نشاطات عدّة لمجتمع الميم خلال السنوات الماضية. وتواجه هذه الفئة تمييزاً ورفضاً اجتماعياً ما يجعل ظروف معيشة أفرادها وحصولهم على حقوقهم الأساسية كالرعاية الصحية والوظائف أمراً صعباً، في بلد تُعاقَب فيه العلاقات المثلية بالسجن ويضطر كثر الى إخفاء هويتهم الجنسية.

وتقدم عدد من النواب الشهر الماضي بمشروع قانون الى مجلس النواب، لإلغاء مادة قانونية تجرّم العلاقات المثلية، ما أثار انتقادات لاذعة طالت عدداً منهم.