قال هانى محمد الباحث فى مجال حقوق الإنسان، وعضو الأمانة الفنية باللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان السابق، أن الغارة الجوية الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت تمثل جريمة جديدة فى سجل الاحتلال الإسرائيلى الحافل بانتهاكات حقوق الإنسان والاعتداءات على سيادة الدول.
وأضاف هانى محمد فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن هذا الهجوم الوحشى الذى استهدف مناطق سكنية، بزعم ملاحقة قيادات معينة، لا يمكن تفسيره إلا كمحاولة متعمدة لبث الرعب بين المدنيين اللبنانيين، وهو انتهاك صارخ لكل الأعراف الدولية والقوانين الإنسانية.
وتابع هانى محمد :"إسرائيل لطالما أظهرت استهتارًا بالقوانين الدولية والقرارات الأممية، حيث تستمر فى استخدام القوة العسكرية المفرطة ضد المدنيين الأبرياء تحت ذرائع غير مقبولة، استهداف الضاحية الجنوبية، التى تعتبر منطقة مكتظة بالسكان المدنيين، هو عمل إجرامى يرقى إلى جريمة حرب، هذه الهجمات غير المبررة تؤكد أن الاحتلال لا يتوانى عن استهداف الأطفال، النساء، والشيوخ، ضاربًا بعرض الحائط كل المواثيق التى تكفل حماية المدنيين فى أوقات النزاع".
ونوه إلى أن إسرائيل تنتهك بشكل مستمر حقوق الإنسان فى فلسطين ولبنان، ليس فقط من خلال الغارات الجوية، بل عبر سياساتها الاستيطانية، حصارها الظالم على غزة، واعتداءاتها المتكررة على سيادة الدول المجاورة، مضيفا أن استخدام القوة المفرطة ضد أهداف مدنية يعكس عقلية الاحتلال القمعية التى تعتمد على العنف والقتل كوسيلة لإحكام السيطرة وترويع الشعوب.
وأردف :"أدين الهجمات الإسرائيلية على المدنيين فى لبنان كما لا يمكن أن تمر دون إدانة شديدة من قبل المجتمع الدولى العاجز عن إنتهاكات إسرائيل المستمرة للقانون الدولى وحقوق الإنسان حيث أن تفجير البيجر الذى أوقع خسائر فى الأرواح بين المدنيين الأبرياء بلبنان وسوريا هو تذكير جديد بالمخاطر التى يواجهها الشعب اللبنانى فى ظل عدوان مستمر، هذه الهجمات تزيد من معاناة شعب لبنان الذى يعانى أصلًا من أزمة اقتصادية وسياسية خانقة، وهى بمثابة جريمة إنسانية تهدد حق الشعب اللبنانى فى الحياة والأمان".
وشدد على ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولى موقفًا حازمًا ضد إسرائيل وجرائمها المتواصلة، مؤكدا أن الصمت على هذه الانتهاكات يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية فى لبنان، ويشجع الاحتلال على الاستمرار فى سياساته العدوانية وأنه أن الأوان لفرض عقوبات دولية على إسرائيل، ومحاسبتها أمام المحاكم الدولية على جرائمها المتكررة ضد المدنيين وانتهاكها الصريح لحقوق الإنسان.
وأوضح أن مصر من أشد الداعمين للاستقرار فى المنطقة، وقد نبهت مرارًا إلى أن أى تصعيد عسكري، سواء فى لبنان أو فلسطين أو أى منطقة أخرى، سيؤدى إلى مزيد من الفوضى والدمار، موضحا أن الهجوم الإسرائيلى على لبنان يشكل تهديدًا إضافيًا لأمن الشرق الأوسط، ويمثل استفزازًا لمشاعر الملايين من العرب والمسلمين، وأن مصر دائما ما تؤكد أن هذه السياسات الإسرائيلية القمعية لن تؤدى إلا إلى تصاعد التوترات، وزيادة احتمالات اندلاع مواجهات واسعة قد تمتد آثارها إلى دول أخرى فى المنطقة.
وأشار هانى محمد إلى أن مصر ترى أن الطريق إلى السلام لا يمكن أن يتحقق من خلال العنف والحلول العسكرية، بل من خلال الحوار الدبلوماسى والالتزام بالقوانين الدولية التى تكفل حق الشعوب فى العيش بكرامة وأمان وأنه يجب أن تتوقف إسرائيل عن انتهاكاتها المتكررة لحقوق الإنسان، وأن تعمل على احترام سيادة الدول الأخرى، والتوقف عن استهداف المدنيين الأبرياء.
وذكر هانى محمد الباحث فى مجال حقوق الإنسان، وعضو الأمانة الفنية باللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان السابق، أن استمرار إسرائيل فى هذه الأعمال العدائية يدفع المنطقة نحو مزيد من التصعيد والدمار، مما يتطلب تدخلًا عاجلًا لوقف هذه الممارسات الإجرامية وضمان حقوق الشعب اللبنانى فى العيش بكرامة وأمان.