حفرية عثر عليها حديثا تكشف كيف نفقت بقرة بحر قبل ملايين السنين

منذ 2 أشهر 45

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشفت حفرية نادرة عن لمحة خاطفة ليوم مشؤوم بشكل استثنائي بالنسبة لبقرة بحر من عصور ما قبل التاريخ.

هذا النوع المنقرض من الثدييات البحرية كان يشبه خروف البحر، وهو حيوان بحري ثديي كان يسبح في البحر قبل حوالي 15 مليون سنة عندما افترسه اثنان من الحيوانات، وهما تمساح وسمكة قرش النمر.

وقد تركت سمكة القرش النمر أحد أسنانها مغروسًا في جسد بقرة البحر.

ومن خلال تحليل الأحفورة التي اُكتشفت في فنزويلا، تمكن الباحثون من تجميع أجزاء من كيفية هلاك بقرة البحر، التي تنتمي إلى مجموعة منقرضة من الحيوانات تُعرف باسم "كوليبراثيريوم".

وتسلط الدراسة، التي نُشرت في دورية "علم الحفريات الفقارية"، لحظة في الزمن توفر نظرة فريدة لكيفية عمل السلسلة الغذائية في العصر الميوسيني المبكر إلى الأوسط منذ ما يتراوح بين 11.6 مليون و23 مليون سنة.

بقرة بحرقام علماء الحفريات بدراسة آثار عضات حيوانات مفترسة على بقايا بقرة بحر متحجرةتصوير: Jorge Carrillo-Briceño/Marcelo Sánchez-Villagra

وأوضح مؤلف الدراسة الرئيسي، ألدو بينيتس بالومينو، وهو طالب دكتوراه في قسم علم الحفريات بجامعة زيورخ السويسرية: "من النادر العثور على دليل لوجود حيوانين مفترسين على عينة واحدة".

وأضاف: "هذا يوضح لماذا يجب علينا استكشاف الحفريات في المناطق الاستوائية مثل (فنزويلا)".

تشريح هجوم

كشفت البقايا المتحجرة، وهي عبارة عن جمجمة جزئية و13 فقرة أو عمود فقري، عن ثلاثة أنواع من علامات العض. ويشير كل من شكلها، وعمقها، واتجاهها إلى أنها نتجت عن حيوانين مفترسين، هما تمساح صغير إلى متوسط ​​الحجم وسمكة قرش النمر.

وبحسب الدراسة، هاجم الكائن الشبيه بالتمساح أولاً، بضربات أسنان عميقة أنف بقرة البحر، ما يشير إلى أنه حاول الإمساك بهذا الجزء من وجه بقرة البحر لخنقها.

ويشير شِقان آخران كبيران منحنيان إلى أن التمساح قام بجر بقرة البحر، فمزق لحمها.

وتُوضح الخطوط والضربات على الأحفورة أن التمساح نفذ "لفة الموت"، وهو سلوك دوار لإخضاع الفريسة والذي يُلاحظ أيضًا في أنواع التماسيح الحية.

ولفت مؤلفو الدراسة إلى أن "هذا النوع من العلامات لا ينتج إلا عن أحداث العض التي يتم فيها تنفيذ أفعال التمزيق، أو التدحرج، أو الإمساك".

بعد ذلك، قام قرش النمر، الذي يتميز بأسنانه الضيقة غير المسننة، بتفتيت بقرة البحر.

قد يكون التمييز بين علامات الافتراس النشط والنبش أمرًا صعبًا، ولكن وفقًا للدراسة، فإن علامات العض في جميع أنحاء جسم بقرة البحر والتوزيع غير المنتظم إلى جانب التباين في العمق، دلّ الباحثين للاستنتاج بأنه كان سلوك ينم عن النبش مثل سمكة قرش النمر.

وأكد العلماء هوية القرش من خلال اكتشاف سن معزولة عالقة في رقبة بقرة البحر، والتي تنتمي إلى نوع منقرض من أسماك القرش النمر، واسمه "Galeocerdo aduncus".

ومع ذلك، ذكرت الدراسة أنه نظرًا للطبيعة المجزأة للهيكل العظمي، لم يكن من الممكن استبعاد سيناريوهات أخرى لوفاة بقرة البحر.

من جانبه، قال دين لومكس، وهو عالم الحفريات في جامعة بريستول وجامعة مانشستر بالمملكة المتحدة الذي لم يشارك في البحث، إنه يتفق مع نتائج الدراسة، لكنه يرى أنه من الصعب التمييز بين سلوك النبش والسلوك المفترس النشط.

وأضاف: "ما لم يكن لدينا دليل مباشر على وجود بقرة البحر داخل التمساح (كوجبة أخيرة)، أو نفوق التمساح وبقرة البحر أثناء الهجوم، فمن النادر دائمًا أن نقول بنسبة 100% ما إذا كان هذا نتيجة لهجوم نشط على الفرائس".