حضور قوي لترامب وبايدن يحد من أضرار الديمقراطيين في انتخابات منتصف الولاية الأميركية

منذ 2 سنوات 172

بعد توقعات بأن يسجل انتكاسة، يبدو أن الرئيس الأميركي جو بايدن حد من الأضرار في انتخابات منتصف الولاية لكن يبقى معرفة إلى أي حد سيكون ذلك كافيا لمنحه دفعة جديدة، حتى عام 2024 أو بعده. 

أجرى الديمقراطي البالغ من العمر 79 عاما والذي لم يتوقف خلال حملته الانتخابية عن تشديد لهجته ضد الجمهوريين "المتطرفين" المؤيدين لسلفه دونالد ترامب، خلال السهرة الانتخابية الاتصالات مع الديمقراطيين الذين فازوا بمناصب معينة، سواء كحكام او أعضاء في مجلس النواب أو الشيوخ.

وكتب في تغريدة مع صورة له وهو يتحدث على الهاتف "بمن فيهم أشخاص التقيتهم هذا العام"، كما وكأنه ينسب لنفسه بعض الفضل في هذه الانتصارات.

وقالت الناطقة السابقة باسم جو بايدن، جين ساكي التي أصبحت معلقة على شبكة "ام اس ان بي سي" بعدما اتصلت بزملائها السابقين إن فرقه في كل الأحوال كانت "مذهولة ومسرورة".

مرحلة حساسة

إذا تأكدت الاتجاهات الأخيرة - أي أن الديمقراطيين لن يعطوا الجمهوريين سوى غالبية ضيقة في مجلس النواب - فيما يستمر الترقب بالنسبة لمجلس الشيوخ، فأن جو بايدن يكون قد كذَّب توقعات استطلاعات الرأي التي اعتبرت أنه سيكون خاسرا مع حزبه.

كما يمكنه رغم التضخم المتسارع، وتراجع شعبيته والهجمات العنيفة من دونالد ترامب أن يكون في وضع أفضل من الرئيسين الديمقراطيين السابقين باراك اوباما وبيل كلينتون اللذين شهدا على نتائج متراجعة خلال انتخابات منتصف الولاية.

لكن جو بايدن يقترب رغم ذلك من مرحلة حساسة.

في أميركا حيث باتت الانقسامات الحزبية أعمق من أي وقت مضى، هل سيكون قادرا مع خبرته الطويلة كعضو في مجلس الشيوخ وقناعاته الوسطية، أن يحقق توافقا مع الجمهوريين؟

لكن لا شيء أكيد، ويمكن أن يواجه شللا برلمانيا طويلا مع صراعات لا نهاية لها حول مشاريع قوانين تولد ميتة.

يبقى أيضا معرفة إلى أي حد سيبقى حزب المحافظين الذي وعد باستراتيجية برلمانية متشددة، على هذا الخط.

وتحقيق الغالبية حتى بفارق ضيق في مجلس النواب يعطي سلطة كبيرة في مجال الإشراف وقد وعد اليمين باستخدامها للبدء بعدد من التحقيقات ضد جو بايدن وآدائه وأوساطه.

خلال إحدى الجلسات، وعدت مارجوري تايلور غرين التي اعيد انتخابها في مجلس النواب، على سبيل المثال بفتح ملفات هانتر بايدن، النجل الأصغر للرئيس ونقطة ضعفه، وقد كان ماضيه مضطربا مع الإدمان.

وينتقده حزب الجمهوريين بانه استخدم نفوذ أبيه السياسي للقيام بأعمال تجارية مع الصين وأوكرانيا.

الأنظار تتجه الى عام 2024

كتبت مناصرة لدونالد ترامب في بيان "سأقود المعركة لضمان عدم فشل حزبي خصوصا".

إذا نال الحزب الجمهوري غالبية في مجلس النواب، فستكون لديه أيضا وسائل ضغط في الموازنة. يمكن أن يلوح بتهديد "إغلاق" - شلل الإدارات الفدرالية - أو حتى تخلف عن الدفع من قبل أكبر قوة عالمية.

كما سيلزم بعض الوقت قبل تسوية النتيجة في مجلس الشيوخ الذي يتمتع بسلطات واسعة.

أبعد من ذلك، السؤال الأبرز لجو بايدن والديموقراطيين هو الانتخابات الرئاسية لعام 2024.

لقد قال الرئيس الأميركي حتى الآن إنه ينوي الترشح، ليس لديه من خيار آخر تحت طائلة أن يخسر مباشرة كل رصيده السياسي.

لكن هذا الاحتمال لا يثير حماسة الرأي العام ولا حتى الديمقراطيين نظرًا لعمر الرئيس الذي سيحتفل بعيد ميلاده الثمانين في خلال أيام.

سبق أن ألمح ترامب إلى أنه يمكن أن يعلن ترشحه في 15 تشرين الثاني/نوفمبر في فلوريدا.

سيكون منافسه الديمقراطي بعيدا جدا، حيث يغادر الجمعة ضمن ماراتون دبلوماسي سيقوده إلى قمة كوب27 في مصر وكمبوديا لقمة أسيان ثم الى إندونيسيا لحضور قمة مجموعة العشرين.

من المتعذر في الوقت الراهن معرفة ما إذا كان جو بايدن سيوضح قبل مغادرته نواياه بالنسبة لعام 2024.

دونالد ترامب

كان دونالد ترامب الذي اقترب من إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2024، حاضرا على الدوام في حملة انتخابات منتصف الولاية معولا على اكتساح الموالين للجمهوريين الكونغرس تمهيدًا لعودته المحتملة الى البيت الأبيض.

يريد الرئيس السابق (2017-2021) البالغ من العمر 76 عاما الثأر بعد هزيمته في الانتخابات الرئاسية السابقة والتي لا يزال يحتج على نتيجتها، أمام الرئيس جو بايدن في تشرين الثاني/نوفمبر 2020.

رغم أن اسمه لم يدرج على أي بطاقة اقتراع في الانتخابات التشريعية والمحلية التي جرت الثلاثاء في الولايات المتحدة، فان مصير مرشحين جمهوريين دعمهم سيتيح قياس شعبيته وفرصه في العودة الى المكتب البيضاوي في 20 كانون الثاني/يناير 2025.

مساء الاثنين، وعد الملياردير الذي قلب مقاييس النظام السياسي الأميركي عبر فوزه في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين والرئاسة في 2016، بالأدلاء "بإعلان كبير الثلاثاء 15 تشرين الثاني/نوفمبر في مارالاغو"، منزله في فلوريدا.

عند التصويت الثلاثاء في بالم بيتش، قال ترامب "اعتقد اننا سنقضي أمسية رائعة، سيكون ذلك جيدا جدا للبلاد والثلاثاء (المقبل) سيكون يوما مثيرا جدا للكثير من الناس، أنا أتطلع لرؤيتكم في مارالاغو".

صورة قاتمة عن أميركا

رسم رجل الأعمال الذي كثف التجمعات مع نهاية الحملة، صورة قاتمة جدا عن أميركا برئاسة خصمه جو بايدن.

أمام حشد من مناصريه اعتمروا قبعات عليها شعار "اجعلوا اميركا عظيمة مجددا"، تحدث ترامب عن أكبر قوة في العالم حيث يؤدي ارتفاع الأسعار إلى "خنق الأسر" وحيث "تخرج الجرائم العنيفة عن السيطرة" وحيث يقوم اليسار المتشدد "بتلقين عقيدته لأولادنا". ركز على المواضيع الرئيسية لحملة الجمهوريين: التضخم وانعدام الأمن والتعليم.

ودعا إلى "حل لإنهاء هذا الجنون ووقف تدمير بلدنا وإنقاذ الحلم الأميركي" مطالبا بالتصويت للجمهوريين من أجل مد الكونغرس في واشنطن "بموجة عملاقة" حمراء، لون الحزب الجمهوري.

لكن الرئيس السابق حرص على انتظار نتائج انتخابات الثلاثاء قبل إعلان ترشحه حتى لا "يعطل" تجديد مجلس النواب وثلث أعضاء مجلس الشيوخ وحكام الولايات وآلاف المسؤولين المنتخبين المحليين.

نال 200 جمهوري دعم رجل الأعمال.

وقال روبرت شابيرو الخبير السياسي في جامعة كولومبيا في نيويورك "من المهم أن يحقق بعض المرشحين الذين ساندهم فوزا كبيرا".

هيمنة ترامب

إذا فاز أنصار ترامب، فان هيمنة ترامب على الحزب الجمهوري ستكون بلا منازع.

في المقابل، في حال هزيمته، فان الرئيس السابق سيواجه منافسة من مسؤولين بارزين آخرين في الحزب الجمهوري مثل حاكم فلوريدا رون ديسانتيس ونائب الرئيس السابق مايك بنس كما قال شابيرو لوكالة فرانس برس.

يرى هذا الخبير أن "الجمهوريين يريدون أي رئيس جمهوري، ترامب أو غيره" و"حكومة جمهورية تعتمد سياسات محافظة وتعين موظفين رسميين وقضاة محافظين".

لكن يبدو أن آمال الجمهوريين في اكتساح الكونغرس الأميركي تتضاءل الأربعاء مع تحقيق الديمقراطيين فوزا أول في بنسلفانيا.

خلال آخر تجمعات الحملة في بنسلفانيا وأوهايو، طالب أنصار ترامب بان يتولى "أربع سنوات إضافية" على أمل، وكما قالت ديكسي تشابل الموظفة في حضانة في فرجينيا، أن تشكل هذه الانتخابات "منصة" لانتخابات 2024.

جو متوتر

في بلد شديد الاستقطاب مع جو سياسي متوتر بسبب الطعن في فوز بايدن قبل عامين، ستؤدي انتخابات الثلاثاء أيضا إلى تعيين 27 "سكرتير ولاية" من بين مسؤولياتهم في كل ولاية المصادقة على الانتخابات لسنوات قادمة.

سيكون دور هؤلاء حاسما في الانتخابات الرئاسية لعام 2024.

في جورجيا، عام 2020 قاوم سكرتير الولاية الجمهوري براد رافنسبرغر ضغوط ترامب الذي طلب منه إعلان فوزه على بايدن في هذه الولاية الجنوبية.

في أريزونا، لم تعترف كاري لايك التي تريد أن تصبح حاكمة للولاية بنتيجة انتخابات 2020 ولم تقل ما إذا كانت ستقبل بهزيمة محتملة الثلاثاء. تتوقع "سكرتيرة الولاية" المحلية كايتي هوبس التي تنافسها أن تتم إعادة فرز للأصوات وتقديم طعون قضائية تؤخر النتائج.

viber

في هذا الإطار من شبهات التزوير التي لا أساس لها، تخشى استاذة العلوم السياسية سوزان ستوكس، في تعليق لها من جامعة شيكاغو، أنه في حال حدوث موجة مد جمهوري في الولايات المتحدة الثلاثاء، سيكون "من الصعب تجنب سيناريو يؤدي إلى تحقيق ترامب انتصارًا مهما كانت نتيجة انتخابات" 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2024.