حسابات زائفة لـ"أميركيات شقراوات" على تويتر للترويج لاستضافة الإمارات قمة كوب28

منذ 1 سنة 141

تبدو صور هذه الحسابات الجذابة أشبه برسوم من رواية خيالية تمّ إعدادها على ما يبدو بواسطة مولّد للصور يعتمد على الذكاء الاصطناعي. ولا تظهر أسماء أصحابها ومواقعهم ومؤهلاتهم في مجال البيئة معا في أي مكان آخر على الإنترنت.

تنشر حسابات على منصة "تويتر" تعرّف عن نفسها بأنها لمدافعين عن البيئة يطلق عليهن باحثون اسم "الأميركيات الشقراوات"، تغريدات داعمة بشغف للإمارات العربية المتحدة واستضافتها المقبلة لقمة كوب28 للمناخ، لكن المشكلة الوحيدة تكمن في أنها غير حقيقية.

وتفيض حسابات برايانا وإيما وكيتلن وكلوي وبن بتعليقات متفائلة حيال دور الدولة الخليجية وسلطان أحمد الجابر، رئيس "أدنوك" (شركة بترول أبو ظبي الوطنية) والقمة في دعم التحرّك ضد تغيّر المناخ.

وتبدو صور هذه الحسابات الجذابة أشبه برسوم من رواية خيالية تمّ إعدادها على ما يبدو بواسطة مولّد للصور يعتمد على الذكاء الاصطناعي. ولا تظهر أسماء أصحابها ومواقعهم ومؤهلاتهم في مجال البيئة معا في أي مكان آخر على الإنترنت.

وقال محلّلون استشارتهم وكالة فرانس برس عن هذه الحسابات والعشرات غيرها على "تويتر" على أنها مرتبطة بنشاط منسّق، واصفين التكتيك بأنه شكل من أشكال "الدعاية الزائفة" الهادفة للتأثير على الرأي العام.

وعلى سبيل المثال، تأسست حسابات "الشقراوات" بفارق بضع ساعات عن بعضها البعض في آب/اغسطس 2022، بحسب تحليل رقمي أجراه ائتلاف "التحرّك من أجل المناخ ضد التضليل"، الذي يضم مجموعات غير حكومية.

وذكر أن الحسابات نشرت مجموعات من الرسائل المشابهة بشكل متزامن تقريبا، بما في ذلك إعادة نشر تغريدات من السفارة الإماراتية في واشنطن.

ولم يردّ منظمو قمة المناخ على طلب فرانس برس الحصول على تعليق. ونقلت صحيفة "ذي غارديان" عن متحدث لم تفصح عن هويته قوله إن الحسابات الزائفة "ولّدها أشخاص خارجيون غير مرتبطين بكوب28، وهي مصممة بشكل واضح لإضعاف الثقة بكوب28 والعملية المرتبطة بالمناخ".

ودعا نواب أميركيون وأوروبيون إلى جانب ناشطين إلى تنحي الجابر، الذي يرون أن منصبه كرئيس "أدنوك" يعني وجود تضارب في المصالح لشخص يرأس مناقشات لوضع حد لانبعاثات الكربون التي تتسبّب بالاحترار.

ويحظى الجابر بدعم أطراف في مؤتمر الأطراف للمناخ الذي تنظمه الأمم المتحدة، وبينهم مبعوث الولايات المتحدة المكلّف ملف المناخ جون كيري. وهو دعا إلى تطوير الطاقة المتجددة بشكل سريع وأقرّ الأسبوع الماضي بأن "تقليص الوقود الأحفوري حتمي".

"الغسل الأخضر"

وتسعى الحملة على "تويتر" إلى تصوير الجابر على أنه ملتزم وقادر على إصلاح أزمة المناخ. وعندما نشر الناشط من منظمة "أويل تشينج إنترناشونال" رومان يوالالين تغريدة عن أن استضافة الإمارات لكوب28 تؤدي إلى "تباطؤ الانتقال للابتعاد عن الوقود الأحفوري"، تلقى ردودا من عدد من الحسابات التي أفاد باحثون بأنها زائفة.

وأشادت "المحامية" المقيمة في دبي كيتلن بقيادة الجابر لكوب28 على اعتبار أنه "سيغيّر قواعد اللعبة"، بينما أثنت من تقدّم نفسها على أنها "عالمة بيئة" إيما بـ"شغفه للتحرك من أجل المناخ".

وعندما أعلن مركز التقارير المناخية الشهر الماضي بأن فريق الجابر يمارس "الغسل الأخضر" في موقع "ويكيبيديا" عبر تحرير صفحاته للتقليل من أهمية دوره كرئيس "أدنوك"، أثار ذلك ردودا مشابهة من 15 حسابا مؤيدا للإمارات.

وتدعي جميع هذه الحسابات بأنها تابعة لشباب من غير الإماراتيين مهتمين بالتغير المناخي وحقوق الإنسان، وأعرب العديد منهم عن دعمهم للجابر، وفق ما أفاد مدير المركز لورنس كارتر فرانس برس.

وكان من السهل تحديد أن زيف أحد الحسابات، وفق باحثين، من خلال الصورة الشخصية التي حملت علامة مائية عليها عنوان موقع على الإنترنت يعمل على توليد صور للوجوه. وكشفت عمليات بحث عن طريق الصور بأن صورا على حسابات أخرى أُخذت من مواقع تخزّن الصور.

وأكد عالم الكومبيوتر في جامعة إكستر ديوغو باشيكو لفرانس برس بعد فحصه عددا من الحسابات أنها تبدو "غير حقيقية"، مشيرا إلى أنه تمّ تغيير بعض الأسماء والسير الذاتية بعدما تمّ الإبلاغ عنها.

وتقول أستاذة علم الاتصال في جامعة هامبورغ كاتارينا كلاينن فون كوينغسلو "سيكون غير عادي إلى حدّ كبير أن يعتمد مستخدمون حقيقيون على هذا النوع من صور الحسابات الشخصية الزائفة أو الصور المخزنة".

وتحدّث ائتلاف "التحرك من أجل المناخ ضد التضليل" بالتفصيل عن "جهد منسّق" يضم 28 حسابا على الأقل للترويج للدولة الخليجية من خلال "أنماط مشبوهة" في التغريد على تويتر.

"حملة تضليل واسعة"

وشارك المحلّل المتخصص بالتضليل الرقمي مارك أوين فرانس برس قائمة تضم 93 حسابا متورطا في رأيه في جهود "الدعاية الزائفة" أنشئ بعضها قبل عامين.

وركّزت الحسابات بشكل كبير على دعم حساب الإمارات المرتبط بكوب28 مع الترويج لحسابات رسمية أخرى وذكر عدد من سفاراتها في الخارج، بحسب قوله.

وأفاد جونز من جامعة حمد بن خليفة في قطر بأنه "في هذه العمليات عادة، تكون شركة علاقات عامة" وراء الرسائل.

وتابع "لكن الحصول على دليل قاطع أمر صعب للغاية".

وقبل استحواذ الملياردير إيلون ماسك على "تويتر" العام الماضي، أعلنت المنصة بأنها حذفت الحسابات المرتبطة "بعمليات نشر معلومات تدعمها الدولة" في بلدان في الشرق الأوسط بينها الإمارات.

وفي إشارة إلى الحسابات المرتبطة بكوب28، أفاد مدير مجموعة "فوسيل فري ميديا" Fossil Free Media فرانس برس بأنه لم يشهد "قط حملة تضليل واسعة بهذا الشكل" على مدى عقد من متابعته محادثات المناخ التي ترعاها الأمم المتحدة.