بقلم: Hassan Refaei & Rosie Frost • آخر تحديث: 13/03/2023 - 21:24
مزارعون هولنديون يتظاهرون ضد سياسة الحكومة بشأن النيتروجين، مدينة لاهاي، 11 آذار-مارس 2023. - حقوق النشر Robin UTRECHT / ANP / AFP
احتجاجُ المزارعين الهولنديين ضد خطط الحكومة لخفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد النيتروجين، تحظى باهتمام محلي وقاريّ لافت، خاصة مع تصاعد حدّة الاحتجاج ليشمل إغلاق طرق وتجمهر أمام منازل السياسيين وإلقاء السماد الطبيعي في الطرقات.
فيوم السبت الماضي، شهدت العاصمة السياسية، لاهاي، احتجاجات شارك فيها أكثر من عشرة آلاف مزارع خرجوا للتنديد بالخطط اليبئية للحكومة التي يراه المحتجون تهديداً مباشراً لمصالحهم ذلك أنها ستؤدي إلى إغلاق الكثير من مزارعهم والتي هي موردُ رزقهم.
لوائح "مبالغٌ فيها"
المحتجون في لاهاي وفي إشارة رمزية منهم على التنديد بالحكومة ولوائحها البيئية، رفعوا علم بلادهم مقلوباً خلال المظاهرة التي جاءت قبيل موعد انطلاق الانتخابات المحلية المقررة في الخامس عشر من الشهر الجاري، والتي تنتخب أيضاً بشكل غير مباشر مجلس الشيوخ في البرلمان.
وكانت الحكومة الهولندية، أعلنت مطلع الصيف الماضي، سعيها لخفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد النيتروجين في البلاد بنسبة 70 بالمائة في عشرات المناطق الزراعية، وذلك على اعتبار أن قطاع الزراعة يُنتجُ كميات كبيرة من انبعاثات غاز النتروجين وهو من غازات الدفيئة المنبعثة بشكل خاص من الأسمدة والسماد العضوي، كما أن الأبقار تعدّ من خلال أجهزتها الهضمية، إحدى المصادر الرئيسية لانبعاثات غاز الميثان، وهو أحد الغازات الدفيئة القوية.
ويرى المزارعون أن اللوائح البيئية الجديدة للحكومة بشأن خفض انبعاثات النتروجين، "مبالغ فيها" وأن الخطط الحالية لحلّ تلك المشكلة "غير عادلة وغير فعّالة".
في هذه الأثناء، وعلى خلفية احتجاجات المزارعين تتزايد شعبية حركة المواطنين المزارعين التي أسستها، كحزب سياسي، الصحفية المختصة بالشؤون الزراعية كارولين فان دير بلاس في العام 2019 والتي تشغل حالياً مقعداً في البرلمان.
الزراعة والمواشي
رئيس الوزراء مارك روته كان التزم بخفض انبعاثات النيتروجين إلى النصف بحلول العام 2030، علماً أن مستويات أكسيد النيتروجين في الهواء والماء بهولندا حالياً هي أعلى من الحدود المسموح بها في لوائح الاتحاد الأوروبي، والكثير من تلك الانبعاثات تأتي من فضلات أكثر 4 ملايين رأس ماشية و12 مليون خنزير و100 مليون دجاجة، تملكها الدولة الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها نحو 17.5 مليون نسمة.
ولخفض انبعاثات النيتروجين، تخطط الحكومة لتقليل أعداد الماشية بمقدار الثلث وهذا يعني أن بعض المزارعين سيواجهون عمليات بيع إجبارية لمواشيهم.
ويشار إلى أن هولاندا، وعلى الرغم من صغر حجمها نسبياً (44 ألف كيلومتر مربع)، تعدّ ثاني أكبر مصدّر للمنتجات الزراعية في العالم بعد الولايات المتحدة.
حركة المواطنين المزارعين
الانتخابات المحلية القادمة، والتي سيتمخض عنها أيضاً مجلس شيوخ جديد، قد يكون لها تأثير على الخطة البيئية للحكومة، خصوصاً وأن آخر استطلاع للرأي يُظهر أن حزب المواطنين المزارعين سيحصل على نحو 12 بالمائة من أصوات الناخبين.
وكانت خطط الحكومة لتقليل عدد الماشية في هولندا وإغلاق بعض المزارع أدى إلى زيادة شعبية الحزب المذكور، خاصة في المناطق الريفية، شمالي وشرقي البلاد، وثمة استطلاعات للرأي تشير إلى أن هذا الحزب قد يصبح أكبر حزب سياسي في البلاد.
وفي حال فوزه بعدد كافٍ من المقاعد في مجلس الشيوخ، فيمكنه حينها تشكيل تحالف مع الأحزاب اليمينية المتطرفة لمنع تنفيذ اللوائح البيئية الخاصة بانبعاثات النتروجين.