ينظم حزب الوفد، اليوم الجمعة، احتفالية كبرى لإحياء ذكرى رحيل زعماء الوفد التاريخيين سعد زغلول ومصطفي النحاس وفؤاد سراج الدين، التي تتزامن مع تاريخ 23 أغسطس من كل عام، وذلك للتذكير بمواقفهم الوطنية الكبيرة ومسيرتهم التي أسست لهذا الحزب العريق وكانت جزءً هام من تاريخ مصر.
ومن جانبه أعلن الدكتور عبد السند يمامة، رئيس حزب الوفد، أن شهر أغسطس هو شهر أحياء ذكري رحيل زعماء الوفد التاريخيين سعد زغلول ومصطفي النحاس وفؤاد سراج الدين ، ويلقي الدكتور عبدالسند يمامة خطاباً سياسيًا هامًا يتناول ذكري الزعماء الثلاثة وسيرتهم العطرة وتأثيرهم في الحياة السياسية المصرية ،كما يتناول الخطاب القضايا الوطنية الحالية وتعاطي الحزب معها، ثم تستكمل الاحتفالات بعد العودة مرة أخري لمقر الحزب
وقال "يمامة"، إنه بفضل هؤلاء الزعماء فإن الوفد هو الحزب السياسي الحقيقي الذي يعرفه كل فرد في مصر في قرأها ومدنها، مؤكدا أن بيت الأمة يعيش علي المبادئ التي اسسسها هؤلاء الزعماء وسوف يستمر علي تلك المبادئ الوطنية، وتحل اليوم ذكرى رحيل السياسى المعروف سعد زغلول الذى رحل عن عالمنا في 23 أغسطس من عام 1927 أي بعد ثمانية أعوام من ثورة 1919 التي كان قطبها الأبرز ومحركها الأول.
ذكرى رحيل سعد زغلول
ترك سعد زغلول ميراث كبير في التاريخ السياسي المصري، فقد اشعل وقود الثورة، وكان ركيزة هامة في حراك ثوري قاده الشعب المصري ضد الإنجليز، للتخلص من الاحتلال الإنجليزي، فقد أثرت مهمنته كمحامي محترف في أن تكون قضيته الأولى والأخيره تحرير بلاده من الاحتلال، واسترداد وطنه من المحتلين.
وقد أسس "زغلول"، جماعة سرية حملت اسم جماعة الانتقام، للثأر من الانجليز، لكنه تم اعتقاله وظل في السجن على الرغم من صدور حكم ببرائته الأمر الذى كشف عن رعونة الاحتلال وأسلوبه الغاشم في التعامل مع المصريين ، وقد اشترك سعد زغلول في الثورة العرابية وناله من أذى الاعتقال بلاء غير يسير، وخسر وظيفته، وبات في قائمة أنصار عرابي باشا.
وانضم سعد زغلول إلى الجناح السياسي لفئة المنار، التي كانت تضم أزهريين وأدباء وسياسيين ومصلحين اجتماعيين ومدافعين عن الدين، واشترك في الحملة العامة لإنشاء الجامعة المصرية، وفي عام 1906م تم تعيينه ناظراً للمعارف ثم عين في عام 1910م ناظرا للحقانية.
ونجح "زغلول" في تشكيل الوفد المصري برفقة أصحابه، و اتفقوا على وضع مطالب محددة لرفعها أملا في الوصول إلى الاستقلال، وبالفعل سافر الوفد للمشاركة في مؤتمر الصلح لرفع المطالب المصرية بالاستقلال، وإزاء تمسك الوفد بهذا المطلب، ووسط تعاطف قطاعات شعبية واسعة مع هذا التحرك، لم يسمح الاحتلال البريطاني أنذاك، بتمرير مطالب الاستقلال لترى التور، فأصدرت قوات الاحتلال قرار بالقبض على سعد زغلول وثلاثة من أعضاء الوفد هم محمد محمود وحمد الباسل وإسماعيل صدقي، ورحّلتهم إلى مالطة فى الثامن من مارس عام 1919.
واستفز قرار القبض على زعيم الأمة سعد زغلول المصريين، الذين أشعلوا ثورة 1919، في جميع انحاء البلاد، والتي تصدت لها القوات البريطانية بأقصى درجات العنف، لكنها رغم ذلك سطرت تاريخ حديد لمصر على أعتاب الحرية وجعلت المقاومة في روح كل مصري، وكانت المرأة المصرية أهم ملامح تلك الثورة فقد شاركت بها بقوة وبرهنت على أنها شريك في صناعة القرار السياسي.
وقد أدى غياب زغلول إلى الاضطرابات في مصر، مما أدى في نهاية المطاف إلى الثورة المصرية في عام 1919م، لدى عودته من المنفى، وقاد زغلول القوى الوطنية المصرية حتى إجراء الانتخابات في 12 يناير 1924م، حيث أدت إلى فوز حزب الوفد المشكل من الجمعية التشريعية بأغلبية ساحقة، وبعد ذلك بأسبوعين، شكلت الحكومة الوفدية برئاسة سعد زغلول.
ذكرى رحيل فؤاد سراج الدين
كما يحتفل "الوفد" بذكرى رحيل فؤاد سراج الدين، الذى أثر في العقلية السياسية المصرية، فهو صاحب تاريخ تحديد عيد الشرطة الذى يحل علينا في 25 يناير من عام، وذلك بعد أن وقع اختياره على هذا اليوم بسبب رفض الإنذار البريطاني، كما أنه خاض معارك عديدة فكرية وسياسية مع الإنجليز، انتهت بانتصاره في تأميم البنك الأهلي الإنجليزي وتحويله إلي بنك مركزي، كما أنه كان وراء قيام الوفد بإلغاء معاهدة 1936 وبدء حركة الكفاح المسلح في منطقة القناة ضد قوات الاحتلال البريطاني.
وكان الراحل فؤاد باشا سراج الدين يملك عقلية فريدة، فهو من أصدر قانون الكسب غير المشروع، قانون تنظيم هيئات الشرطة، بخلاف قوانين العمال عام 1943، قانون النقابات العمالية، قانون عقد العمل الفردي، قانون الضمان الاجتماعي، و قانون إنصاف الموظفين.
ونجح "سراج الدين"، في فرض الضرائب التصاعدية على كبار ملُاّك الأراضي الزراعية عندما كان وزيرًا للمالية سنة 1950، عاد حزب الوفد للحياة السياسية 1978 وأصبح رئيسًا له حتى 9 أغسطس 2000 حتى وافته المنيه، وتولى عدد من الحقائب الوزارية ومنها وزيرا للزراعة في 31 مارس سنة 1942، وأيضا وزيرا للشئون الاجتماعية ثم وزيرًا للداخلية في يوليو سنة 1942، كا أنه اصبح وزيرا للمواصلات في يوليو سنة 1949، ثم وزيرًا للداخلية في 12 يناير سنة 1950 وفي نوفمبر من نفس السنة أضيفت عليه وزارة المالية.
ذكرى رحيل مصطفى النحاس باشا
ويحيي "الوفد" أيضا ذكرى رحيل مصطفى النحاس باشا أحد رموز الحزب، والذى قد انتخب نائباً في البرلمان ، 1926 وحاول الوفد إدخاله وزيراً في الوزارة الائتلافية في يونيو عام 1926 ولكن المندوب السامي اعترض فانتخب نائباً لرئيس مجلس النواب، وأصبح رئيساً لحزب الوفد في سبتمبر عام 1927 بعد وفاة سعد زغلول، ومنذ أواخر العشرينيات حتى قيام ثورة يوليو 1952وظل رئيساً للحزب.