حريق واشتباكات في محيط مجمع للصناعات العسكرية في الخرطوم

منذ 1 سنة 143

تدور اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع الخميس في محيط مجمع للصناعات العسكرية في جنوب الخرطوم غداة إعلان قوات الدعم سيطرتها عليه، فيما اندلع حريق كبير في منشأة للنفط والغاز على مقربة منه.

وأبلغ شهود وكالة فرانس برس عن "أصوات إطلاق نار واشتباكات في المنطقة المحيطة" بمجمع اليرموك.

ويعدّ المجمع أبرز منشآت التصنيع العسكري في السودان. وهو تعرّض في تشرين الأول/أكتوبر 2012 لقصف جوي اتهمت الخرطوم في حينه إسرائيل بالوقوف خلفه، لكن الدولة العبرية لم تعلّق بشكل رسمي على تلك الاتهامات.

تأتي هذه الاشتباكات غداة إعلان قوات الدعم تحقيق "نصر جديد ... بالسيطرة الكاملة على مجمع اليرموك ومستودعات الذخيرة"، مشيرة إلى أن جنود الجيش فرّوا تاركين خلفهم "كميات من العتاد العسكري والمركبات".

ونشرت عبر حسابها على تويتر شريطاً قالت إنه "من داخل المجمع"، يظهر فيه عناصرها وهم يحتفلون داخل مخزن تتكدس فيه البنادق الرشاشة ومدافع الهاون وكميات هائلة من الذخيرة.

وعلى مقربة من موقع مجمّع اليرموك، تحدث شهود ليل الأربعاء الخميس عن سماع دوي هائل واندلاع حريق جراء انفجار أحد صهاريج تخزين النفط في منشأة الشجرة للنفط والغاز.

وتقع المنشأة على مسافة قريبة من المجمع العسكري المترامي الأطراف، وتحيط بها أحياء سكنية.

ولم يتم تحديد السبب المباشر للحريق لكن شهوداً أكدوا أن محيط المنشأة يشهد معارك منذ أكثر من 48 ساعة، مشيرين إلى أن سحب الدخان لا تزال تتصاعد منها الخميس، وهي تبدو للعيان حتى من على بعد 10 كلم من الموقع.

منذ اندلاعها في 15 نيسان/أبريل، تتواصل المعارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو بلا أفق للحلّ.

وأسفر النزاع عن مقتل أكثر من 1800 شخص. إلا أن الأرقام الفعلية للضحايا قد تكون أعلى بكثير، بحسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية. وبحسب آخر أرقام المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، تسبب النزاع بنزوح زهاء مليوني شخص، بينهم أكثر من 476 ألفا عبروا الى دول مجاورة.

ولم يفِ طرفا القتال بتعهدات متكررة بوقف إطلاق النار يتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.

تخريب سفارتي الرياض والمنامة

والأسبوع الماضي، انهار آخر اتفاق للتهدئة تمّ التوصل إليه بوساطة سعودية-أميركية على هامش مباحثات استضافتها مدينة جدة السعودية. وأعلنت الرياض وواشنطن تعليق المباحثات، لكنهما حضتا الطرفين على العودة الى طاولة المفاوضات.

وأخذ ملف السودان حيّزا من المباحثات التي يجريها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال زيارته السعودية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر الأربعاء بعد لقاء بلينكن ونظيره السعودي فيصل بن فرحان، إن الطرفين تعهّدا "مواصلة تعاونهما القوي لإنهاء القتال في السودان".

ومساء الأربعاء، أفادت كل من السعودية والبحرين عن تعرض مقراتهما الدبلوماسية في الخرطوم للتخريب، علما بأن البعثات الدبلوماسية قامت في بداية النزاع بإجلاء دبلوماسييها ورعاياها وإغلاق مقارها في السودان.

ودانت وزارة الخارجية السعودية في بيان قيام مسلحين بـ"تخريب وعبث في مبنى سفارة المملكة لدى السودان والملحقيات التابعة لها، بالإضافة الى تخريب سكن وممتلكات الموظفين السعوديين العاملين بالسفارة".

ودعت الى "التصدي لهذه الجماعات المسلحة التي تحاول النيل من عودة الأمن والاستقرار" للسودان وشعبه.

واستنكرت البحرين تعرّض سفارتها ومنزل سفيرها "للاقتحام والتخريب... باعتباره انتهاكًا خطيرًا لقواعد القانون الدولي والاتفاقيات الدبلوماسية"، داعية لحماية البعثات الدبلوماسية والمنشآت المدنية.

وسبق للعديد من مقار السفارات والبعثات الدبلوماسية في الخرطوم أن تعرضت لاعتداءات خلال الفترة الماضية.

وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان الذي كان يعدّ من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع المعارك الأخيرة.

وتؤكد الأمم المتحدة أن 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، باتوا الآن بحاجة للمساعدة والحماية.