وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط واستمرار الحرب الروسية في أوكرانيا مع تزايد التهديدات الصينية لتايوان والتهديدات الكورية الشمالية لليابان وكوريا الجنوبية، تبدو القوى العظمى كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وكأنها في طريقها إلى صدام دولي قد يشمل عدة نطاقات مفتوحة.
وتشير عدة مؤشرات إلى تلك الاحتمالية نستعرضها كالتالي:
تحذير بريطاني
حذر وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس الأسبوع الماضي من انتقال بلاده "من عالم ما بعد الحرب إلى عالم ما قبل الحرب الجديدة"، وقال إنه في السنوات الخمس المقبلة، قد تكون هناك حروب تشمل الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران.
وسلط شابس الضوء على العديد من التهديدات للسلام، لكن القاسم المشترك وسط كل هذه التحذيرات هو روسيا.
وردد تصريحاته وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس الذي قال لصحيفة ألمانية: "علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أن فلاديمير بوتين قد يهاجم إحدى دول الناتو في يوم من الأيام".
وأضاف أنه على الرغم من أن مثل هذا الهجوم غير مرجح في الوقت الحالي، إلا أن هناك خطر لحدوثه في غضون خمس إلى ثماني سنوات.
استعدادات
وقال خبير في الشؤون العالمية هذا الأسبوع لصحيفة "ذا ميرور" البريطانية، إن المملكة المتحدة بأكملها يجب أن تستعد للتجنيد الإجباري في غضون ست سنوات ما لم تتم هزيمة بوتين.
واضطرت الحكومة البريطانية إلى نفي احتمالية استدعاءات عسكرية واسعة النطاق بعد أن قال رئيس الجيش الجنرال السير باتريك ساندرز، إن المدنيين البريطانيين سيحتاجون إلى الاستعداد لمحاربة روسيا في حرب مستقبلية.
نشر أسلحة نووية في بريطانيا
وأُعلن هذا الأسبوع أيضا أن الولايات المتحدة تعتزم نشر أسلحة نووية في بريطانيا لأول مرة منذ 15 عاما مع تزايد المخاوف بشأن احتمال نشوب حرب عالمية ثالثة مع روسيا.
ووفقا لوثائق البنتاغون، فإن التصميمات دعت إلى أن يكون سلاح الجو الملكي البريطاني في لاكنهيث في سوفولك موطنا لرؤوس حربية أقوى بثلاث مرات من القنبلة التي دمرت هيروشيما. ووضعوا خططا لـ"مهمة نووية ستتم في القاعدة "قريبا".
ويعتقد أن هذا الإجراء هو جزء من مبادرة حلف شمال الأطلسي (ناتو) لتحديث وتطوير المواقع النووية رداً على الغزو الروسي لأوكرانيا.
الضربات الأمريكية البريطانية ضد الحوثيين
وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا غارات جوية استهدفت مواقع صواريخ جماعة الحوثيين في اليمن.
كذلك قال مسؤولون أمريكيون يوم الاثنين، إن الحليفين نفذا ضربات انتقامية منسقة على مجموعة من قدرات إطلاق الصواريخ للمتمردين وذلك عقب استهداف الحوثيين لسفن نقل مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر رداً على الدعم الغربي لإسرائيل.
وطبقاً لـ"ذا ميرور"، يشعر مسؤولون بريطانيون بقلق متزايد بشأن انجرار المملكة المتحدة إلى صراع أوسع في الشرق الأوسط.
جميع القوى تملك أسلحة نووية
ويحذرالدكتور ديفيد ويرنغ، المحاضر في العلاقات الدولية بجامعة "ساسكس" البريطانية، من أن الوضع الحالي أصبح "أكثر خطورة بكثير" مما كان عليه قبل الحرب العالمية الأولى في عام 1914 وقبل الحرب العالمية الثانية في عام 1939 قبل أن تمتلك القوى الكبرى الآن أسلحة نووية.
ويقول ويرينغ إن توفر الأسلحة النووية يعني، أن هناك خطر التصعيد إذا "قام أحد الأطراف بخطوة أساء تفسيرها طرف آخر، ثم بدأ تبادل نووي على الرغم من الحقيقة" وذلك وسط تصاعد التوترات الدولية في عدة مناطق بالعالم.