على غرار معظم الدول التابعة سابقاً للاتحاد السوفيتي والمنضمة الآن إلى حلف الناتو، لم تتبع جمهورية التشيك نظام الخدمة العسكرية الإجبارية لسنوات.
وقد انعكس ذلك على شكل نقص كبير في عدد القوات العسكرية والتي باتت غير قادرة على الوصول إلى الجاهزية القتالية، في الوقت الذي شكّل فيه الغزو الروسي لأوكرانيا، على أطراف أوروبا الشرقية، تذكيرًا صارخًا بالتهديد المحتمل لموسكو في المنطقة.
اختار حوالى 80 شخصاً من طلاب المدارس الثانوية التشيكية قضاء جزء من العطلة الصيفية في التعرف على الحياة العسكرية خلال برنامج التدريب الذي يستمر أربعة أسابيع بمنطقة عسكرية مغلقة على بعد 94 كم غرب العاصمة براغ.
في العام 2021، وصل التشيك إلى 56 في المئة من هدف التجنيد، وارتفعت النسبة إلى 85 في المئة في عام 2022، وفقًا لأحدث بيانات الجيش.
وقد كافحت البلدان في جميع أنحاء أوروبا الشرقية في تجنيد جنود جدد والاحتفاظ بالجنود ذوي الخبرة في منطقة تشترك فيها بولندا والمجر ورومانيا وسلوفاكيا في الحدود مع أوكرانيا.
مشكلة على مستوى أوروبا
تواجه دول أوروبا الغربية في حلف الناتو أيضاً بعض التحديات، علماً أن بلدان أوروبا الشرقية عانت من تحديات أكبر خصوصاً أنها أمضت أربعة عقود تحت الهيمنة السوفياتية وحذرت منذ فترة طويلة من التهديد الروسي الذي كان أكثر حزماً في عهد الرئيس فلاديمير بوتين.
وقد لجأت الحكومات إلى حملات التسويق الإلكتروني، ورفعت مكافآت التجنيد ودرست خيارات تشمل مرسوم وزارة الدفاع التشيكية، الذي دخل حيز التنفيذ في الأول من أيلول/ سبتمبر، بخفض المتطلبات الطبية للجنود العاملين وجنود الاحتياط والمجندين الجدد.
ولكن مع انخفاض معدلات البطالة في جميع أنحاء أوروبا الشرقية، فإن التحدي الرئيسي يتمثل في إقناع الشباب بالتجنيد مقابل أجر أقل مما يمكنهم كسبه في القطاع الخاص.
الحاجة إلى "جيل جديد" من الجنود
في بولندا، يقول المسؤولون الحكوميون والعسكريون إنهم يحققون أهداف التجنيد، ويخططون لزيادة الحد الأقصى له، لكن المنتقدين يتساءلون عما إذا كان هدف بناء جيش يضم 300 ألف جندي واقعيًا.
وتسعى أكبر دولة في أوروبا الشرقية أيضًا إلى زيادة الإنفاق الدفاعي إلى ما يقرب من 5% من الناتج المحلي الإجمالي، وأطلقت مؤخرًا حملة تجنيد أطلق عليها اسم "إجازات مع الجيش"، والتي توفر التدريب العسكري الأساسي للمواطنين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عامًا على مدار 28 يومًا.
لكن بيانات وزارة الدفاع الحديثة تظهر أنه في الوقت الذي ارتفع فيه عدد المجندين، ترك الخدمة العسكرية عدد قياسي من الجنود بلغ 9000 جندي محترف في العام 2023.
وقد أطلق الجيش المجري، الذي لم ينشر أرقاماً محدثة للتجنيد، حملة إعلامية باستخدام اللوحات الإعلانية والإعلانات ومسلسل تلفزيوني ذي طابع عسكري سيبث بحلول نهاية عام 2024 في سبيل استقطاب جنود جدد.
في رومانيا، بدأت الحكومة حملات التجنيد بعد أن أظهرت بيانات وزارة الدفاع الأخيرة أن 43 في المئة من مناصب الضباط شاغرة، إلى جانب 23 في المئة من مناصب الجنود والرتب المهنية الأخرى.
وتمتلك رومانيا أربع بطاريات دفاع صاروخي من طراز باتريوت ولكن اثنتين منهما فقط تعملان، بينما اشترت الحكومة عدداً من الطائرات المقاتلة من طراز F-16 ولكنها تفتقر إلى عدد كافٍ من الطيارين المدربين لقيادتها.
وتُعلّق رومانيا ودول أخرى آمالها على الجيل الجديد من الجنود.