بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 22/03/2023 - 13:18
سائقو التوك توك ينتظرون الركاب في بينتيو في 7 فبراير 2023. - حقوق النشر SIMON MAINA/AFP or licensors
خلال السنوات الأربع الأخيرة، أدى هطول الأمطار بغزارة في جنوب السودان والفيضانات التي ضربت العديد من المقاطعات إلى إغراق ما يقرب من ثلثي الأراضي وتحويلها إلى مستنقعات.
وأنهكت الأحوال الجوية القاسية المجتمعات النازحة المتضررة من توالى الكوارث.
وتتجلى الكارثة البيئية بشكل واضح في مدينة بانتيو الواقعة على بعد 450 كم من شمال شرق العاصمة جوبا.
فبعد الحرب الأهلية والصراع الذي استمر لمدة 5 سنوات وأودى بحياة 380 ألف شخص على الأقل، بحسب دراسة حديثة، أتت الفيضانات لتضع أهالي هذه المنطقة أمام واقع أشد قساوة.
وجرفت المياه المنازل والمواشي، وأجبرت الآلاف على الفرار، وغمرت مساحات شاسعةً من الأراضي الزراعية مما أدى إلى تردّي حالة الطوارئ الغذائية التي تعد حرجة أصلاً.
تقول ماري نيارواي، المعلمة التي تعجز عن فهم سبب توالي الكوارث الواحدة تلو الأخرى، إنها تشعر وكأنهم ولدوا ليعانوا.
وبعد أن واجهت البلاد مستويات قياسية من الأمطار، دعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في أكتوبر/ تشرين الأول 2022 إلى توفير الدعم الدولي للجهود الإنسانية في جنوب السودان.
وطالت تأثيرات الفيضانات حينها أكثر من 900.000 شخص بشكل مباشر.
وغمرت مياه السيول الآبار والمراحيض، مما أدى إلى تلويث مصادر المياه وخطر تفشي الأمراض.
وجعلت الفيضانات كافة الطرق المؤدية إلى العاصمة بنتيو وخارجها غير سالكة، مما جعل القوارب ومهبط الطائرات هناك بمثابة شريان حياة الوحيد لإيصال المساعدات الإنسانية إلى 460,000 شخصٍ كانوا قد اضطروا للنزوح.
وتركت الفيضانات آلاف المزارعين بلا عمل. ويشير الخبراء إلى أن انخفاض مستوى المياه قد يحتاج إلى سنوات عدة، وأن العواقب ستطال حوالي 7.7 مليون إنسان.
وتقول كويار تيني، إن الأطفال يستيقظون صباحا ويبدأون في البكاء بحثا عن شيء يأكلونه.. ولكن لا يوجد طعام.
وانفصل جنوب السودان عن السودان عام 2011، واشتعلت الحرب الأهلية بعد عامين من الانفصال نتيجة القتال بين الحكومة التي يقودها سالفا كير ورئيس أكبر جماعة متمردة في البلاد ريك مشار.
وانتشر الصراع في جميع أنحاء البلاد. وقد جمع صحفيون وباحثون في مجال حقوق الإنسان أدلة على الفظائع الجماعية التي ارتكبها كلا طرفي النزاع.
وأدى العنف إلى وقوع عدد كبير من الضحايا والجرحى بالإضافة إلى عمليات خطف واغتصاب لم يسلم منها حتى الأطفال.
كما أنتجت الحرب أزمة لاجئين، حيث هرب أكثر من مليون شخص إلى البلدان المجاورة بالإضافة إلى مليون نازح دون مأوى داخل البلاد. وتعتبر هذه الأزمة الأخطر من نوعها في القارة الأفريقية منذ الإبادة الجماعية التي شهدتها راوندا عام 1994.
وبحسب أرقام نشرها البنك الدولي في العام 2018، يعيش 80 بالمئة من سكان جنوب السودان البالغ عددهم 11 مليون نسمة في "فقر مدقع"، كما تتهدّد المجاعة ثلثي الشعب.