حرائق هاواي نموذجاً.. ما هو تأثير حرائق الغابات على صحة الإنسان؟

منذ 6 أشهر 92

بدأ حريق الغابات في هاواي في 8 من آب/ أغسطس 2023، وأدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص. ويحاول الباحثون التوصل إلى آثار هذه الظاهرة على صحة الناس.

وجدت دراسة جديدة أن ما يقرب من نصف الأشخاص في هاواي الذين تأثروا بالحرائق "عانوا من تدهور في الصحة" مقارنة بالعام الماضي.

وكان ما يقرب من 74% من المشاركين في الدراسة يعانون من ضعف صحة الجهاز التنفسي أو ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بسبب ارتفاع ضغط الدم.

أجريت الدراسة على 679 شخصًا، لفهم تأثير الحرائق على الصحة. أكثر من نصف المشاركين يعيشون في منطقة محيط الحريق.

ووجدت الدراسة أن ما يقرب من نصف المشاركين لديهم "علامات انسداد خفيف إلى شديد في الرئة"، وأن 39% منهم يعانون من ضعف وظائف الرئة.

الوصول إلى الرعاية الطبية

ووجد التقرير أن أكثر من أربعة من كل 10 أشخاص واجهوا صعوبة في الحصول على الرعاية الطبية مقارنة بواحد من كل عشرة قبل الحرائق.

قال بعض المشاركين في الدراسة إنهم لم يتمكنوا من الحصول على الرعاية الطبية لأن العيادات احترقت أو لأنهم أعطوا الأولوية للحصول على السكن والوظائف والطعام بعد الكارثة.

وقالت الدكتورة أليكا موناكيا، أحد الباحثين والأستاذة في كلية الطب بجامعة جون أ. بيرنز، إن أولئك الذين أبلغوا عن تعرضهم لحرائق الغابات بشكل أكبر، قد تظهر عليهم أعراض أكثر.

وحثت موناكيا الأشخاص المعرضين لحرائق الغابات على إجراء فحوصات.

كان ثلثا المشاركين في الدراسة يعيشون في لاهاينا وقت اندلاع الحرائق. أبلغ ما يقرب من نصف المشاركين في الدراسة عن تعرضهم اليومي أو الأسبوعي للدخان أو الرماد أو الحطام.

بدأ حريق الغابات في 8 أغسطس 2023، وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 101 شخصاً، مما يجعله حريق الغابات الأكثر دموية في الولايات المتحدة منذ أكثر من قرن. لقد أحرقت آلاف المباني وشردت 12000 ساكن ودمرت المدينة التاريخية في ماوي.

ووجد الاستطلاع زيادة في الاكتئاب مقارنة بما كان عليه قبل الحرائق أيضًا، حيث ظهرت الأعراض على أكثر من نصف المشاركين.

أبلغ ما يقرب من 30 في المائة من المشاركين في الدراسة عن أعراض قلق معتدلة إلى شديدة.

تأثيرات طويلة المدى

قال الدكتور جوبال ألادا، الأستاذ المشارك في الطب المتخصص في الرعاية الرئوية والحرجة في جامعة أوريغون للعلوم والصحة والذي لم يشارك في البحث، إنه كان من الرائع لو أن المشاركين في الدراسة قد خضعوا لاختبارات وظائف الرئة المماثلة قبل الحريق .

لكنه أقر بأن ذلك غير ممكن، كما هو الحال في كثير من الأحيان في دراسات مماثلة.

ويأمل أن يحصل الباحثون على التمويل لمواصلة أبحاثهم مع مرور الوقت.

وأشار الدكتور جوبال إلى أن معظم الدراسات العلمية حول الآثار الصحية لحرائق الغابات ركزت على ما يحدث للناس في أيام وأسابيع التعرض ولا يُعرف سوى القليل عن التأثيرات طويلة المدى.

وفيما يتعلق بالجهد المبذول من قبل الباحثين، قال: "هذا عمل مهم نأمل أن يؤثر على صناع القرار والسياسات".