في مشهد أشبه بالجحيم، اندلعت حرائق غابات هائلة وتقدمت بسرعة نحو تجمع سكني جبلي في جنوب كاليفورنيا يقطنه 4500 شخص، ما دفع السلطات إلى إصدار أوامر عاجلة للسكان بترك منازلهم فوراً ومغادرة البلدة حفاظاً على سلامتهم.
قال أليكس لونا، وهو مبشر يبلغ من العمر 20 عاما، إن السماء تحولت من اللون الأحمر إلى الأسود في غضون 90 دقيقة تقريبا بينما كان اللهيب يندفع باتجاه بلدة رايتوود الجبلية في جنوب كاليفورنيا. وأضاف "كان الوضع مروعا للغاية، لأقول إنه كان شبيها بالجحيم"
لقد جاء الحريق على جسر هو واحد من ثلاثة حرائق رئيسية تشتعل في جنوب كاليفورنيا وتهدد عشرات الآلاف من المنازل والمباني الأخرى.
وقد اندلعت الحرائق خلال موجة حر بلغت فيها درجات الحرارة إلى أكثر من 100 درجة فهرنهايت قرابة 38 درجة مئوية، وقد قد أعاقت تلك الظروف رجال الإطفاء من التقدّم في مكافحة النيران.
كما اضطر نحو 20 ألف شخص إلى الفرار هربا من حريق قرب رينو حيث اشتعلت حرائق أخرى في جميع أنحاء الغرب، بما في ذلك في ولايات أيداهو وأوريغون ونيفادا.
في شمال كاليفورنيا، اندلع حريق هائل يوم الأحد، متسبباً في تدمير 30 منزلاً ومبنى تجارياً على الأقل، بالإضافة إلى إتلاف ما بين 40 إلى 50 سيارة في مدينة كليرليك، التي تبعد حوالي 110 أميال شمال سان فرانسيسكو.
وأجبر الحريق نحو 4000 شخص على الإخلاء. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الفترة تصادف موسم حرائق الغابات في كاليفورنيا بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وقد تجاوزت الأضرار حتى الآن ثلاثة أضعاف المساحات المحترقة مقارنة بجميع حرائق عام 2023.
هذا و تم توسيع أوامر الإخلاء في جنوب كاليفورنيا ليلة الثلاثاء بعد اتساع الحرائق، مع الإشارة إلى أنّ النيران تهدد أكثر من 65600 منزل ومبنى، بما في ذلك تلك الخاضعة لأوامر الإخلاء الإلزامية وتلك الخاضعة لتحذيرات الإخلاء.
وقد أدى الهواء اللاذع المنبعث من لهيب النيران إلى إغلاق العديد من المدارس حتى نهاية الأسبوع. فيما أصيب ثلاثة رجال إطفاء منذ الإبلاغ عن الحريق يوم الخميس، حسبما قال مسؤولون بجهاز الاطفاء.
وقد تم علاج اثنين من رجال الإطفاء الذين أصيبوا بإصابات ناجمة عن الحر ومقيم طبي أصيب بالاختناق الناجم عن كثافة الدخان في أطلق سبيلهم.
من جهة أخرى، استخدم رجال الإطفاء في مقاطعة أورانج المجاورة، المجنزرات والمروحيات والطائرات للسيطرة على النيران التي اشتعلت بسبب المعدات الثقيلة التي يستخدمها العمال العموميون، كما قال المسؤولون.
وقالستيف كونسيالدي، مسؤول إطفاء في مقاطعة أورانج، إنّ النيران أتت منذ الثلاثاء على أكثر من 30 ميلا مربعا واتجهت عبر التضاريس الجبلية إلى مقاطعة ريفرسايد المجاورة، كما أتت على بعض أبراج الاتصالات في قمة جبل، على الرغم من أنه حتى الآن لم يكن هناك تقارير عن تعطل إشارات الاتصالات الأمنية أو الإطفاء في المنطقة بسبب الضرر.
وأشار كونسيالدي، إلى أن الحرائق اندلعت بعيدا عن المنازل في مقاطعة أورانج، ولكنها سرعان ما انتشرت ولا تعرف السلطات ما إذا كانت الأكواخ السياحية القائمة في المنطقة قد تضررت أو حرقت بالكامل.
فيما كانت شيري فانكهاوزر وزوجها وابنتها يجلسون على كراسي في حديقة ويراقبون المروحيات وهي تقوم بإلقاء المياه على تلة ملتهبة على بعد بضع مئات من الأمتار عن منزلهم في تربوكو كانيون.
بالرغم من أن شارعهم كان تحت طائلة أمر الإخلاء الإلزامي منذ يوم الاثنين فلقد ساعد أحد الجيران جدة فانكهاوزر البالغة من العمر 89 عاما على الفرار من النيران وإخلاء المكان، كما قالت فانكهاوزر. وقد خفت النيران ليلة الثلاثاء لكنها اشتعلت مرة أخرى في صباح الأربعاء.