الضحية التي عملت في الشركة الإسبانية لمدة 15 عامًا وأجرت آلاف المكالمات مع العملاء الغاضبين، سقطت في مكان عملها ولم تجد من يقترب منها لمساندتها ومساعدتها.
في حادثة تثير الصدمة.. أثار خبر وفاة امرأة تبلغ من العمر 57 عامًا إثر تعرضها لنوبة قلبية في مكان عملها في العاصمة الإسبانية مدريد، واستمرار زملائها والموظفين من حولها بالعمل بحانب جثتها لأكثر من ساعتين، وكأن شيئا لم يكن، غضبا واسعا في البلاد.
وفي التقاصيل، وقعت الحادثة المأساوية يوم الإثنين عند حوالي الساعة 12:30 ظهرًا، في مقر شركة "كونيكتا" (Konecta) الإسبانية، المتخصصة في مراكز الاتصال الهاتفي، عندما أصيبت الموظفة التي تدعى "إنما" بنوبة قلبية، أدت إلى وفاتها بالقرب من مكتبها على الرغم من التدخل الفوري لفريق الطوارئ، وقيامه بكل ما يستوجب في محاولة لإنقاذها.
الضحية التي عملت في الشركة الإسبانية لمدة 15 عامًا وأجرت آلاف المكالمات مع العملاء الغاضبين، سقطت في مكان عملها ولم تجد من يقترب منها لمساندتها ومساعدتها، ما أثار غضب الشارع الإسباني ووسائل الإعلام التي وصفت الحادثة "بالدنيئة".
"هذا هو الإرهاب"
وقال أحد النقابيين في تغريدة نشرها عبر تويتر، وأرفقها بصورة لمكتب الضحية: "إسمها إنما، كانت تعمل كمسوقة هاتفية وتوفيت في مركز اتصالات كونيكتا. فرضت الشركة على موظفيها مواصلة عملهم إلى جانب زميلتهم المتوفاة.. مالك الشركة هو خوسيه ماريا باتشيكو، يملك 225 مليون يورو من الأصول وحاز على جائزة من البيت الملكي. هذا هو الإرهاب".
وبحسب صحيفة "إلباييس" الإسبانية، التي التقت بعدد من الموظفين ومندوبي النقابات، فإن زملاء إنما المقربين أصيبوا بالصدمة والألم إثر وقوعها على الأرض ولم ينجحوا في لملمة أنفسهم وتقديم المساعدة لها.
أما بقية الموظفين في المركز الذي يضم 70 عاملا لم يلتفتوا لما يحدث حولهم، ولم يكلفوا نفسهم عناء رفع أعينهم عن أجهزة الحاسوب المكتبية الخاصة بهم، بل أكملوا عملهم إلى جانب جثة مغطاة ببطانية بيضاء.
وبحسب نقابيين من الاتحاد العام للعمال، فإن ما هو أسوأ من ذلك، هو أن أحد الموظفين الذي صدم بوفاة زميلته طلب العودة إلى المنزل إلا أن مديره رفض طلبه، معولا سبب رفضه إلى أن عمله "خدمة أساسية".
وبعد حوالي ساعتين من وفاة الموظفة وصل مدير مجموعة "كونيكتا" إلى الموقع، وعندها أمر الموظفين بمغادرة المكان والذهاب إلى منازلهم.
وردا على ما ورد على لسان وسائل الإعلام، خرج المتحدث باسم الشركة لينفي خبر إجبار أي شخص على العمل بالقرب من الجثة.
وأعلنت الشركة الإسبانية أنها سمحت لموظفيها بالعمل عن بعد، مشيرة إلى أنها تركز "على رعاية أقارب المتوفى". بدوره، أكد المتحدث باسم اتحاد العمال، أن الموظفين اعتادوا على نظام عمل آلي وغير إنساني.