حاميها حراميها

منذ 1 سنة 188

في خطوة جريئة وحضارية أعلنت الحكومة المصرية البدء في برنامج لاستبدال سيارات (التكتك)، وهي وسيلة مواصلات شعبية تنتشر داخل الضواحي والقرى، واستبدال سيارات آمنة ورخيصة بها، وهي (ميني فان) تعمل بالغاز الطبيعي، بدلاً عن (التكتك) الذي بدأ يزحف بين المدن الكبرى، كما تزايدت عملية استخدامه في ارتكاب الجرائم، والعدد المسجل لدى المرور منه لا يتجاوز 240 ألف (تكتك)، بينما الأعداد الواقعية تتعدى ذلك الرقم بكثير، هو في الواقع يقترب من (مليونين)، لهذا لا بد من إجراء (علميّة قيصريّة) للقضاء عليه –والقاهرة (ما هي ناقصة زحمة).

وما دمنا في هذا الصدد، فقد أطلقت القيادة العامة لشرطة دبي مبادرة حملة (يوم بلا حوادث)، من خلال (وثيقة تعهد)، مع حزمة من الحوافز والمكافآت، وكانت النتائج مبشرة إذ انخفضت أعداد المتوفين إلى حد كبير، وللتحفيز على ذلك قدمت القيادة العامة لشرطة دبي سيارة من نوع هيونداي، للمقيم الآسيوي (زيد الزبيدي) وذلك بعد إعلان الفائز في نظام النقاط البيضاء للمرور.

من جانبي لا أملك إلاّ أقول: وفي ذلك فيتنافس المتنافسون، أما الذي لم يتنافس على الإطلاق مع المتنافسين، فهو الرئيس الشيشاني، الذي سجل له رجل المرور مخالفة بسبب عدم ربط حزام الأمان، بالإضافة إلى عدم وضع الأطفال الذين كانوا معه بالسيارة بالمقاعد المخصصة لهم، (وبرافو) عليه عندما نشر مقطع فيديو له مع مخالفة المرور على حسابه على إنستغرام وقال إنه قد تم تغريمه مبلغا من المال عقوبة على عدم التزامه بقواعد المرور وذلك رغم أن الطريق كان خالياً من السيارات بسبب تأخر الوقت ليلاً -ولكن هذا لا يمنع أن أطلقت عليه أنا مسمّى (حاميها حراميها)!!

ولكن دعونا من كل هذا، وتعالوا معي لتتعجبوا من هذه الحادثة التي حصلت في أول دولة في العالم وضعت قواعد المرور، كيف حصل فيها هذا:

كشفت تقارير صحافية في بريطانيا أن رجلاً مسنا يقود سيارته من دون رخصة قيادة ولا تأمين طيلة 70 عاماً، دون أن يجري اكتشاف أمره من شرطة المرور، كما أنه لم يتسبب يوماً في أي حادثة سير ولم يلحق أي ضرر بالغير، طيلة العقود الطويلة التي ظل يقود فيها، وأورد المصدر أن السائق وعمره 82 سنة، قال للشرطة إنه لم يحصل يوماً على رخصة قيادة ولا تأمين، ودأب على القيادة منذ أن كان في الثانية عشرة من عمره، ولم يتم توقيفه من طرف الشرطة في أي يوم من الأيام.