جيل ما بعد الألفية.. هل يذهب ضحية الرقمنة والعمل «عن بعد»؟!

منذ 1 سنة 150

في ظل البيئة الرقمية، يرى خبراء أن العاملين الجُدد من جيل ما بعد الألفية يفتقدون القدرة على التقاط مهارات مهمّة في توجيه السلوك والعمل المشترك والتواصل داخل المؤسسات، فبينما يشهدون ازدهارا في عالم العمل بشكل تشيع فيه المرونة، وينتشر فيه التواصل الرقمي، ويملك الموظفون فيه النفوذ الكافي لطلب ما يرغبون به من الشركات التي يعملون بها؛ ينتاب بعضَ الخبراء القلق من أن ترتيبات العمل عن بُعد والعمل المختلط تفوت الكثير من المهارات على العاملين الجُدد.

ويتمحور جانب من هذا القلق حول غياب أشياء غير ملموسة تتعلق بمكان العمل، من بينها غياب المحادثات والملاحظات غير الرسمية، تلك التي يتعلم منها الموظفون الجدد كيف يتصرفون.

وبحسب BBC، تقول الأستاذة المساعدة في كلية إدارة الأعمال بجامعة ليدز هيلين هيوز: «محور الأمر هو التواصل.. وأشياء مثل معايير الإدراك، والقيم، وآداب السلوك: مَن الذين ينبغي أن تتصل بهم؟ كيف ينبغي أن يجري التواصل معهم؟ وهل بعض الناس غير مقبولين؟».

وذات يوم، كانت هذه النوعية من الأسئلة يجاب عنها وجها لوجه أو عبر زيارة في المكتب أو في محادثة عابرة في مطبخ المكتب. ويُعدّ التعرّف على سياسات مكان العمل أمرا بسيطا يمكن إحرازه بالحدس بناءً على إشارات دقيقة ولكنها ملموسة.

وتنمّ ترتيبات مقاعد الجلوس في مكان العمل عن التسلسل الهرمي للوظائف؛ وكذلك لغة الجسد يمكن أن تنوّه عن طبيعة الأشخاص من حيث الودّ وسهولة الوصول.

تشير هيوز، إن المقارنة الاجتماعية تكون أصعب في بيئات العمل عن بُعد أو العمل المختلط، حيث لا يمكنك رؤية الجميع من حولك وانتقاء الطريقة التي تتصرّف بها. لكن مع كثرة أعداد الموظفين الشباب العاملين إمّا عن بُعد أو بالنظام المختلط، ما كان يوما يتمّ عبر لقاء طبيعي، بات الآن أكثر تعقيدا.