تصدر الحكم السلفادوري إيفان بارتون سيسنيروس منصات التواصل الاجتماعي ومواقع الصحف الرياضية خلال الأسبوع الماضي، على خلفية احتجاج نادي الهلال على قراراته عقب مباراة الفريق أمام جاره الرياض، وتحميله مسؤولية انتهاء اللقاء بتعادل الفريقين بداعي رفضه احتساب ركلتي جزاء يرى مسؤولو الفريق الأزرق أنها كانت مستحقة.
مدرب الهلال جورجي جيسوس صب جام غضبه على التحكيم خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد بعد المباراة، ولم يجد حرجاً في تجاوز كل الخطوط الحمراء وتوجيه عبارات مهينة للسلفادور قاطبة وللحكم سيسنيروس خاصة حين قال: «طاقم الحكام جاء من دولة لا نعرف إن كان لديها كرة قدم... لا أعرف لماذا يستقدمون حكماً من السلفادور، أعتقد أن هذه الدولة لا تملك كرة قدم... أنا ذهبت إلى السلفادور ولا توجد لديهم كرة قدم، ولا مستوى يسمح لحكامها بإدارة مباراة في الدوري السعودي»، وجاء انفجار المدرب البرتغالي بعدما توالت نتائج فريقه المتواضعة في الدوري المحلي وتزايد الحنق الجماهيري ضد قناعاته وتمسكه بفرضها على حساب مصلحة الفريق.
تصريحات جيسوس أثارت استياء الشارع الرياضي، لاعتبار أن الحكم السلفادوري ارتكب أخطاء واضحة خلال المباراة ضد الفريقين، فضلاً عن أنه الذي قاد في الموسم الماضي مباراة الكلاسيكو بين الهلال ضد الاتحاد وتسبب في خسارة الأخير وفوز فريق المدرب البرتغالي، ويومها لم ينفعل جيسوس ضد السلفادور ولم يكشف عن زيارته لها ولا عن مشاهداته فيها، ولم يتحدث عن مستوى التحكيم في هذه البلاد وضعف مستوى حكامها، كما تناسى تجاربه السابقة مع حكام أميركا الوسطى ومن ضمنهم حكم غواتيمالا ماريو إسكوبار الذي ساهمت هفواته التحكيمية في إنقاذ جيسوس من ورطة أخرى في الكلاسيكو حين تغاضى عن مخالفة الصربي سيرجي سافيتش قبل احتساب هدف الهلال الرابع، وحينها أيضاً لم يتحدث المدرب البرتغالي عن عدم وجود كرة قدم في غواتيمالا «جارة السلفادور» ولا عن مستوى الحكام فيها.
عبارات التنمر التي أطلقها جيسوس ضد الحكم وبلاده، أفقدته احترام متابعي الدوري السعودي، وكشفت حال التشنج التي يعانيها بفعل الصدام مع جماهير فريقه وخسارته المعركة في كل مرة يتعثر فيها الهلال، ما يرجح احتمال رحيله قبل كأس العالم للأندية بسبب التوتر الذي صنعه، حتى لو حاولت إدارة النادي دعم موقفه وتبريراته بإصدار بيان ضد الحكم السلفادوري على طريقة مسؤولي ريال مدريد عقب مباراة إسبانيول.
جيسوس المتهم بـ«الكتابة على الجدران» من رئيس نادي الهلال السابق في عام 2019 ربما يواصل جنون العظمة على حساب فريقه في المباريات المقبلة، خاصة أنه لا يرى في آراء المعارضين ما يمكن أن يلزمه بتغيير نهجه أو طريقة خطابه، ومن غير المستبعد أن تكون علاقة المدرب البرتغالي بلاعبيه تأثرت بفعل سلوكه المتعجرف وأدت إلى تراجع معنوياتهم وقدرتهم على مواصلة اكتساح المنافسين، ومهما كان الأمر، إلا أن جيسوس بات يواجه مصاعب من أهمها إعادة الثقة إلى الفريق الذي بدأت قوته تتراجع بفعل قناعات لا يستطيع العجوز البرتغالي التنازل عنها ولو مؤقتاً.