في تنورين، حيث الجبال تتعانق مع الغيم، ولد جوزيف حرب، ابن الجبل الأشم الذي تشرب من صلابته وقساوته، لكنه ظل طيب القلب، بسيط الروح، قريبا من الناس كما كانت بلدته، حيث الجمال يتماهى مع الأصالة، وحيث يستمد الإنسان من الطبيعة هدوءه وثباته.
في بلاط «عكاظ»، لم يكن مجرد مترجم، بل كان كاتبا وأديبا وشاعرا، يسكب من روحه في النصوص التي يترجمها، فلا تأتي مجرد كلمات منقولة، بل معاني تتوهج بحس إبداعي خاص. بين زملائه، كان الحاضر بهدوئه، العميق بفكره، الراسخ بمحبته. لم يكن مجرد زميل، بل كان صديقا للجميع، محفوفا بصداقة «العكاظيين» الذين أحبهم وأحبوه، وظل بين أروقة الصحيفة لسنوات طويلة، ينسج معهم حكايات مهنية وإنسانية لا تُنسى.
رحل جوزيف حرب في أكتوبر 2019، لكن اسمه لم يرحل، ظل صدى صوته يتردد في ذاكرة من عرفوه، وذكراه محفورة في زوايا الجريدة التي أعطاها من روحه الكثير. وكما قال عنه الزميل سليم كرم: «كان صاحب قلب طيب، أحبه الجميع، من قيادات التحرير والإدارة، إلى الزملاء في مختلف الأقسام، كان محبوبا أينما حل».
اليوم، نتذكره في #مانسيناهم ونكتب عنه لا لنرثيه، بل لنحفظ اسمه حيا كما كان بيننا، وكما سيبقى في ذاكرة «عكاظ».