بقلم: Hassan Refaei • آخر تحديث: 22/02/2023 - 15:31
صورة أرشيفية لجندي أوكراني يساعد جندياً مصاباً في المنطقة المحررة في منطقة خاركيف بأوكرانيا، 12 سبتمبر 2022. - حقوق النشر Kostiantyn Liberov/Copyright 2022 The AP. All rights reserved.
حين التحق الشباب الأوكراني بجيش بلادهم من أجل الذود عن حياض الوطن ضد الغزو الروسي، لم يكن يدرْ في ذهن أحدٍ منهم قط أن هذه الحرب ستستمر مدة عام وأن أفقها الزمكاني سيكون مشرّعاً على كافة الاحتمالات.
ووسط ضبابية كثيفة في مشهدية موازين الحرب ومآلاتها، وانفلات الموت المباغت من عقاله، ليس فقط على جبهات القتال، وإنما أيضاً داخل القرى والمدن، أخذ جنود أوكرانيون، من الحالمين بتكوين أسرة، بتجميد السائل المنوي من أجل أن يصار إلى تلقيح زوجاتهم في حال حصدت الحرب أرواحهم.
ثمة عيادات خاصة في العاصمة كييف، مختصة بأمور الخصوبة، وهذه العيادات تقدمُ خدمة مجانية للجنود الذين يقاتلون على الخطوط الأمامية والراغبين بتجميد السائل المنوي الخاص بهم، وهذه الخدمة كانت عُرفت أثناء الحرب الروسية على شرق أوكرانيا في العام 2014.
فعيادة "إفميد" للخصوبة في كييف، سجلت، لغاية الآن، ما يقرب من 150 حالة تجميدِ سائلٍ منوي لعسكريين، في المقابل فإن 50 امرأة، لا يزال أزواجهنّ على قيد الحياة ويقاتلون في الجبهات، قد استخدمن السائل المنوي لأزواجهم والمجمّد في هذه العيادة.
أحد الأزواج الـ150 هو فيتالي خرونيوك وزوجته آنا سوكورينكو، وهذا الجندي يتملكه حلم بأن "يترك وراءه آثراً" في حال مقتله، ويقول: أثناء اشتداد المعارك "تستعر لدي الرغبة بأن يكون لي طفلٌ يحملُ ذكراي من بعدي"
وحين أخبر خرونيوك زوجته بأنه يريد أن يقوم بتجميد نطافٍ له، لم ترفض الفكرة، وقالت: "إنه لأمر مؤلم للغاية مجرد التفكير أن ثمة احتمال بعدم عودة خرونيوك"، مستطردة: لكن في اليوم التالي لطرحه الفكرة أعربت عن موافقتي.
سوكورينكو التي تعتزم حالياً استخدام العينة المجمدة للسائل المنوي الخاص بزوجها من أجل إجراء تلقيح اصطناعي، تقول: "أعتقد أنه أمر عظيم أن تتمكن المرأة من إنجاب طفل ممن تحبيه في حال موته".
وتوضح الطبيبة الاخصائية بالخصوبة ومديرة عيادة "إفميد" هالينا ستريلكو، أنه وعلى ضوء الغزو الروسي للبلاد، فإن ثمة قلقاً بشأن مستقبل التركيبة السكانية لأوكرانيا، في إشارة منها إلى غالبية قتلى الحرب هم من فئة الشباب.
وتقول: "لا أحد يتحدث عن هذا الأمر، ولكن حين تضع الحرب أوزارها، سنواجه مشكلة ديمغرافية خطيرة للغاية".
وتضيف قائلة: الجميع الآن يتظاهر بأن كل شيء هو على ما يرام، لكنني لست أدري إلى أين نمضي!!.