مع استئناف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يواجه الجيش الإسرائيلي نقصًا ملحوظًا في جنوده، حيث يمتنع العديد منهم عن العودة إلى الخدمة، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت.
أحد الضباط الكبار في لواء احتياط مدرع، الذي يستعد لدخول غزة للمرة الثالثة خلال أسبوعين، قال للصحيفة إن ملء الصفوف بات يشكل تحديًا كبيرًا. "التجنيد لم يعد كما كان قبل عام، نشعر بذلك مع كل اتصال نقوم به"، أوضح الضابط، مشيرًا إلى أن الكثير من جنود الاحتياط يرفضون العودة.
ووفقًا للصحيفة، فإن اللواء الذي ينتمي إليه هذا الضابط يعاني نقصًا بنسبة 30% في عدد أفراده، مما يعطل عمليات التناوب ويؤدي إلى استنزاف الجنود الذين ما زالوا في الخدمة. وأضاف الضابط أن بعض الوحدات أصبحت غير فعالة بسبب غياب القادة، إذ خلت بعض السرايا من قائد سرية ونائب له، ولم يتبقَ سوى عدد قليل من الضباط الميدانيين.
وقد أكد ضباط آخرون نقلت عنهم الصحيفة أن أسباب امتناع جنود الاحتياط عن العودة تعود إلى ضغوط الحياة الشخصية، مثل تأخرهم في الدراسة والعمل أو ظروف عائلية معقدة. كما لفتت الصحيفة إلى أن معدلات التجنيد الاحتياطي التي كانت تتراوح بين 50% و70% أصبحت الآن استثناءً نادرًا، ما يجعل العبء على الجنود الموجودين في الخدمة أكثر صعوبة.
وفي ظل هذا التراجع، يقول أحد الضباط إنه اضطر للاتصال بجنود كانوا معفيين من الخدمة الاحتياطية منذ سنوات، مشيرًا إلى أن الإرهاق الجسدي والنفسي المتزايد يجعل الجنود غير قادرين على الاستمرار في القتال لفترات طويلة.
ونقلت الصحيفة عن قائد كتيبة خدم في غزة والضفة الغربية أن "الجنود يقاتلون منذ أكثر من 300 يوم، وإنّ استمرار القتال لفترة طويلة يضعهم في موقف صعب".
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، إطلاق عملية عسكرية برية وسط وجنوب قطاع غزة، في ظل تقارير إسرائيلية تشير إلى توسيع نطاق العمليات البرية بالقطاع. ووفقًا لهذه التقارير، فقد طوقت القوات الإسرائيلية، بدعم جوي من المروحيات الحربية، مناطق في شمال غزة.
وجاء التصعيد بعد إعلان إسرائيل، الثلاثاء، انسحابها من اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس، تلاه شنّ غارات جوية مكثفة على القطاع. وفي هذا السياق، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس من أن العمليات العسكرية ستتزايد "بكثافة غير مسبوقة" ما لم تفرج حماس عن عشرات الرهائن وتتنازل عن سيطرتها على غزة.
ومنذ استئناف العمليات، أسفرت الهجمات الإسرائيلية عن سقوط مئات القتلى والجرحى. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن المستشفيات استقبلت منذ فجر الثلاثاء 710 قتلى وأكثر من 900 جريح، وسط أوضاع إنسانية متدهورة ونقص حاد في الإمدادات الطبية.