جسمنا مبرمج للاحتفاظ بالدهون.. إليك 5 حقائق يجب وضعها بعين الاعتبار بشأن فقدان الوزن

منذ 9 أشهر 145

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- إذا كنت تعتقد أنّه من الصعب فقدان الوزن والحفاظ عليه، فأنت لست وحدك، إذ وجدت الدراسات أنّ فقدان الوزن على المدى الطويل أمرٌ صعب للغاية.

ورغم اختلاف التقديرات، يُعتقد أنّ أكثر من 80% من الأشخاص الذين فقدوا قدرًا كبيرًا من الوزن يستعيدونه في غضون 5 أعوام.

لكن الفشل في التخلص من الوزن الزائد لا يرجع في كثير من الأحيان إلى الافتقار إلى قوة الإرادة لإجراء تغييرات مهمة في نمط الحياة، مثل تناول الطعام صحي، وتقليل السعرات الحرارية، وزيادة النشاط البدني. 

ويتمثل السر في كون أجسامنا مبرمجة من خلال التطور للاحتفاظ بالدهون.

وقال عالم الحفريات، دانييل ليبرمان، لكبير المراسلين الطبيين لـCNN، الدكتور سانجاي غوبتا، مؤخرًا في برنامج Chasing Life: "لقد تطورنا حتى لا نفقد الوزن عمدًا".

ويدرس ليبرمان، وهو أستاذ ورئيس قسم علم الأحياء التطوري البشري في جامعة "هارفارد"، السبب وراء ظهور جسم الإنسان ووظائفه كما هو.

وقال: "جميع الحيوانات تحتاج إلى بعض الدهون، لكن البشر تطوروا ليصبح لديهم مستويات عالية بشكلٍ استثنائي من الدهون، حتّى النحفاء منهم".

وأوضح ليبرمان أنّ الدهون عبارة عن طاقة قابلة للتخزين، وقد ساعدت البشر الأوائل على البقاء على قيد الحياة، ومدّت أجسادهم بالطاقة للعثور على الطعام، وحافظت على عمل أدمغتهم، وجعلتهم يتمتعون بصحة جيدة بما يكفي للتكاثر.

وبينما لم تتطور أجسادنا حقًا من تلك الأوقات السابقة، إلا أنّ بيئتنا تطورت، وهذا ما اعتبره ليبرمان عدم تطابق كبير.

وفي الوقت الحاضر، لم يعد علينا الهروب من الحيوانات البرية، أو السفر لمسافات طويلة سيرًا على الأقدام، أو الصيد، وجمع وجبتنا التالية.

يمكننا التقاط هاتف ذكي لطلب وجبة وتجربة جميع أنواع وسائل الراحة الحديثة.

ونتيجةً لذلك، يعاني العديد من الأشخاص الآن من مشاكل الوزن والسمنة، وجميع "أمراض عدم التطابق" التي تنبع من ذلك.

ويقترح ليبرمان، الذي قال إنّنا بحاجة إلى أن نكون "متعاطفين للغاية" تجاه أولئك الذين يواجهون تحديات الوزن، بما في ذلك أنفسنا، وضع هذه الحقائق الخمسة بعين الاعتبار:

تطوير المنظور (التطوري)

ليس من المفترض أن يكون جميع البشر نحفاء، بغض النظر عما تراه على شاشة التلفزيون، أو في الأفلام، أو على منصات التواصل الاجتماعي.

وكتب ليبرمان في رسالة بالبريد الإلكتروني: "الدهون مهمة بشكل خاص بالنسبة للبشر. حتى البشر النحفاء المتمتعون بـ15% إلى 25% من الدهون في الجسم، وهو ما يزيد بـ3 إلى 4 مرات عن معظم الثدييات".

ستكون لديك دائمًا كمية معينة من الدهون، وهي ضرورية في بعض النواحي.

الدهون تعادل النجاح التطوري

تساعدنا الدهون في الواقع على البقاء والازدهار.

وقال ليبرمان: "تطورنا لتخزين الكثير من الدهون، وهي مصدر للطاقة المخزنة، بسبب أجسامنا المكلفة من ناحية الطاقة، وتاريخ حياتنا". ووفقًا له، "تساعد هذه الدهون في تغذية أدمغتنا الكبيرة وتكلفة التكاثر المرتفعة لدينا مع الحفاظ على النشاط البدني".

ومع ذلك، أشار ليبرمان إلى أنّنا "لم نتطور أبدًا لتخزين الكثير من دهون البطن، ما قد يؤدي إلى مشاكل صحية".

التقلبات الصغيرة طبيعية

لا تقلق إذا زاد وزنك وانخفض بضعة أرطال خلال فترات زمنية قصيرة.

وأشار ليبرمان إلى "أنّ الكثير من هذا الاختلاف يعود إلى المياه"، مضيفًا أنّه خلال أغلبية تاريخ البشرية، مر الأشخاص بانتظام بأوقات استهلكوا فيها كمية طاقة أكبر ممّا استخدموه، وقاموا بتخزين الفائض على شكل دهون، ومن ثم استخدموا احتياطيات الدهون هذه خلال أوقات اتّسامهم بالنحافة عندما استخدموا طاقة أكثر ممّا استهلكوا".

الاحتمالات ضدك حقًا

إذا وجدت صعوبة في إنقاص الوزن، فلا تلم نفسك.

وقال ليبرمان: "تطور البشر لتخزين الكثير من الدهون عندما يكون ذلك ممكنًا، ثم استخدامها عند الحاجة. لكنّنا لم نتطور أبدًا لنستهلك طاقة أقل طوعًا ممّا كنا نستخدمه، أي الحميات".

وشرح أنّ اتباع حمية يشعل استجابات التجويع في الجسم، ما يجعل من يتبع الحميات يرغب بتناول الطعام، وتوفير الطاقة عبر إبطاء عملية التمثيل الغذائي عنده. 

وشرح: "لذا عندما يتبع الأشخاص نظامًا غذائيًا، فإنهم يكافحون دائمًا تقريبًا للتغلب على عمليات التكيّف الأساسية القديمة لمنع أجسامهم من فقدان الوزن".

اتباع حمية غذائية مقابل ممارسة الرياضة

إذا كنت تتساءل عمّا إذا كانت ممارسة الرياضة أو اتباع حمية غذائية هي الأكثر أهمية لفقدان الوزن، فالإجابة هي كلاهما، ولكن لأسباب مختلفة.

وأوضح ليبرمان: "يمكنك فقدان المزيد من الوزن عن طريق اتباع حمية غذائية أكثر من ممارسة الرياضة، لكن التمارين الرياضية تساعد على منع اكتساب الوزن أو استعادته، بالإضافة إلى أنّ لها العديد من الفوائد الأخرى للصحة النفسية والجسدية".

وفيما يتعلق بعدم التطابق بين أجسامنا في العصر الحجري وبيئتنا الحديثة المسببة للسمنة، يرى ليبرمان أنّه يتعين علينا "أن نكتشف كيفية هندسة عوالمنا لمساعدتنا في اتخاذ الخيارات التي نود القيام بها".