بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 01/02/2023 - 20:30
extract video - حقوق النشر extract video
رفع سكان في جزيرة بالاو باري الإندونيسية دعوى قضائية ضد شركة "هولسيم" السويسرية لمواد البناء للمطالبة بتعويضات عن الأضرار المناخية اللاحقة بهذه الجزيرة المهددة جراء ارتفاع مستوى المياه، في سابقة من نوعها.
وقالت منظمة "أنتراد بروتستانت سويس" غير الحكومية، وهي من الجهات الداعمة للسكان، في بيان "للمرة الأولى، يتعين على الشركة السويسرية أن تتحمل أمام القضاء المسؤولية عن دورها في التغيرات المناخية".
تعويضات مالية وتمويل تدابير حماية ضدّ الفيضانات
ويطلب المدّعون، وهم ثلاثة رجال وامرأة، من شركة مواد البناء أن تدفع لهم تعويضات عن الأضرار اللاحقة بالجزيرة والمشاركة في تمويل تدابير حماية ضدّ الفيضانات والتقليص السريع لانبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون.
وفي تمّوز/يوليو، رفع المدّعون دعوى قضائية في زوغ، حيث مقرّ المجموعة السويسرية التي نشأت إثر الاندماج مع شركة "لافارج" الفرنسية سنة 2015.
وكان المسار الأوّلي يلحظ في بادئ الأمر مرحلة مصالحة، لكنّها "باءت بالفشل" وفق منظّمة "أنتراد بروتستانت سويس"، وهي منظمة دينية تكافح من أجل حقوق الإنسان والعدالة المناخية.
ويطالب المدّعون الأربعة بتعويض قدره "3600 فرنك سويسري" (3933 دولاراً) لكلّ منهم، بينها مئة فرنك كتعويض فردي، وألف فرنك كتعويض معنوي و2500 فرنك لتمويل زرع غابة منغروف واتخاذ تدابير لحماية الجزيرة، بحسب ما قالت خلال مؤتمر صحفي المحامية كورديليا بار التي تمثل المدّعين.
وأكدت المنظمة غير الحكومية في البيان أن "هولسيم لم تُظهر خلال الجلسة أيّ نية للاستجابة لطلباتهم"، ما دفع السكان الأربعة إلى التقدّم بشكوى "باسم الجزيرة" ضد "هولسيم" أمام محكمة كانتون زوغ.
وتقع جزيرة بالاو باري في شمال غرب العاصمة الإندونيسية جاكرتا، ويعيش سكانها بشكل رئيسي من الصيد والسياحة. وقد غرقت بالطوفانات خمس مرات العام الماضي، وفق المنظمة غير الحكومية التي أشارت إلى أنها فقدت 11% من مساحتها في أحد عشر عاما.
وأوضح أحد المدعين الذي كان يتحدث عبر الفيديو بالاستعانة بمترجم فوري، أن جداراً في منزله تضرر، لكن مع المد والجزر، أثّرت الفيضانات أيضاً على الآبار التي توفر المياه للاستخدامات اليومية، وألحقت أضراراً بالأشجار التي تنتج البابايا أو الموز، كما أن الصدأ لحق بالدراجات النارية التي تسمح بالتنقل في جميع أنحاء الجزيرة.
وتندرج هذه الشكوى في إطار حركة دولية أوسع لمطالبة الشركات الكبرى بتحمل مسؤولياتها بمواجهة الاختلالات المناخية التي تؤثر على سبل بقاء ملايين الأشخاص، خصوصا في بلدان جنوب الكرة الأرضية.
وقال ناطق باسم "هولسيم" ردا على أسئلة وكالة فرانس برس إن "العمل المناخي يشكل أولوية مطلقة" للمجموعة السويسرية ويحتل "موقعاً مركزياً في استراتيجيتنا".
غير أن المجموعة السويسرية أضافت "لا نرى أن رفع دعاوى قضائية تتركز على شركات بصورة معزولة يشكّل آلية فعالة لمقاربة التعقيدات العامة للعمل المناخي".