من بين المقتنيات المعروضة في المزاد، قطع استثنائية من القرن العشرين من صنع كارتييه وهاري وينستون وبويفان وفان كليف أند آربلز، بالإضافة إلى مجموعة مختارة مهمة من اللآلئ وقطع اليشم وإبداعات من صنع دار بولغري من السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات.
تطلق دار كريستيز الأربعاء مزاداً عبر الإنترنت لمئات من قطع المجوهرات المملوكة للمليارديرة النمساوية هايدي هورتن التي جمع زوجها، وهو رجل أعمال ألماني، ثروته خلال حكم النازيين.
وأثار أصل هذه الثروة انتقادات طالت هذا المزاد الذي حمل عليه بعض المؤرخين في وسائل الإعلام.
وثمة أكثر من 700 جوهرة كانت في حوزة هذا الراعي النمساوي (1941-2022) هي جزء من هذه المجموعة التي تقدر بأكثر من 150 مليون دولار.
أربعمائة قطعة سيتم توزيعها في الداخل في جنيف في 10 و 12 أيار/مايو، وسيتم عرض الباقي عبر الإنترنت من 3 إلى 15 أيار/مايو ثم في تشرين الثاني/نوفمبر.
وقد تتفوق عملية البيع على الأرقام القياسية السابقة التي سجلتها دار كريستيز عندما تجاوزت مبيعات العقارات المملوكة للممثلة إليزابيث تايلور في عام 2011 ومجموعة "مهراجا وموغال ماجنيفيسنس" 100 مليون دولار في عام 2019.
قال رئيس منطقة أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط لدى دار كريستيز أنثيا بيرس "هذه لحظة تاريخية لكريستيز".
من بين المقتنيات المعروضة في المزاد، قطع استثنائية من القرن العشرين من صنع كارتييه وهاري وينستون وبويفان وفان كليف أند آربلز، بالإضافة إلى مجموعة مختارة مهمة من اللآلئ وقطع اليشم وإبداعات من صنع دار بولغري من السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات.
توفيت المليارديرة النمساوية في حزيران/يونيو 2022 بعد أيام قليلة من افتتاح متحف خاص في فيينا يعرض مجموعتها الفنية. وبحسب تصنيف مجلة فوربس، بلغت ثروتها 2,9 مليار دولار.
وُلدت هورتن في العاصمة النمساوية، وعملت في مكتب محاماة بعد أن أكملت دراسة في الكلية الفندقية. وبحسب دار كريستيز، التقت بزوجها المستقبلي أثناء إجازة مع والديها في قرية نمساوية، قبل الزواج منه في عام 1966.
وتوفي هورتن الذي كان يملك أحد أكبر سلاسل المتاجر في ألمانيا، عام 1987 في كروليو بكانتون تيتشينو السويسري، حيث توجد المؤسسة التي تحمل اسمه.
عضو في الحزب النازي
وتصفه المؤسسة بأنه "رجل أعمال يتمتع بإحساس قوي بالمسؤولية المجتمعية"، أطلق "أول متجر ألماني يعتمد على عادات الاستهلاك الأمريكية" في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي.
ويؤكد كانتون تيتشينو في موقعه على الإنترنت أنه "بنى إمبراطوريته منذ ثلاثينيات القرن الماضي، واكتسب خلالها العديد من الممتلكات".
في عام 1936، بعد ثلاث سنوات من تولي أدولف هتلر منصب المستشار الألماني، تولى هورتن إدارة شركة المنسوجات "ألسبرغ" بعد أن هرب أصحابها اليهود، قبل أن يستولي على العديد من المتاجر الأخرى المملوكة لليهود قبل الحرب.
وقد اتُهم لاحقاً من قبل البعض بتحقيق أرباح من عمليات سلب طاولت ممتلكات اليهود من خلال نقل ملكية أعمال تجارية كانوا يملكونها.
وبحسب كانتون تيتشينو، "بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، أسره البريطانيون واحتُجز حتى عام 1948 في مؤسسة في غرب ألمانيا".
ووفق تقرير نُشر في كانون الثاني/يناير 2022 من مؤرخين بتكليف من مؤسسة هورتن، بما في ذلك البروفيسور بيتر هوريس، فإن هورتن كان بالفعل عضواً في الحزب النازي، قبل طرده منه، وقد برأته لجنة اجتثاث النازية لاحقاً.
وصرح المدير العام لدار كريستيز غيوم سيروتي لوكالة فرانس برس الأحد، أن "كريستيز لم يكن لديها يوماً أي نية لحجب معلومات عن تاريخ هورتن الموثق جيدا"، وقد "أضفنا معلومات ذات صلة إلى وثائق مبيعاتنا وموقعنا الإلكتروني للتأكد من أن الحقائق واضحة للجميع".
واتُّخذ قرار المضي قدماً في المزاد "بعد دراسة متأنية، بما يشمل أهمية الأثر الخيري للمزاد، بالإضافة إلى الوعي بالممارسات التجارية الموثقة جيداً" لهورتن "خلال الحقبة النازية، بما يشمل شراءه شركات يهودية تم بيعها بالإكراه".
ستصب عائدات المزاد إلى مؤسسة هيدي هورتن، التي تم إنشاؤها في عام 2021 لدعم المجموعة التي تحمل اسمها، بالإضافة إلى الأبحاث الطبية وحماية الطفل والأنشطة الخيرية الأخرى التي دعمتها الوريثة الثرية لعقود عديدة.
وستتبرع دار كريستيز "بمساهمة كبيرة" من اللجان المرتبطة بالمبيعات إلى "منظمة تعمل على تطوير الأبحاث والتعليم المرتبط بالهولوكوست".