تواصل إسرائيل تنفيذ خطة "الجنرالات" بشكل غير معلن في شمال القطاع، حيث أجبرت المدنيين في جباليا على الإخلاء واعتقلت عددًا من الشبان. في هذا السياق، نشرت القوات الإسرائيلية يوم السبت مقطع فيديو على منصة "إكس" يظهر مجموعة من الرجال الفلسطينيين يسيرون رافعين أيديهم بجانب مركبات عسكرية.
في منشور للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أُعلن أن "مئات المدنيين أُجليوا من جباليا شمالي غزة، بينما اعتُقل عدد من المسلحين للتحقيق".
وأكد الجيش الإسرائيلي أن عملية الإخلاء جرت عبر "مسارات آمنة" سمحت للمدنيين بمغادرة المنطقة، فيما أفاد سكان محليون أن القوات الإسرائيلية أجبرت مئات النازحين على مغادرة جباليا باتجاه مدينة غزة تحت التهديد.
وقالت أم سيد، وهي أم لثلاثة أطفال، "أُجبرنا على المغادرة تحت تهديد السلاح، والدبابات والقوات المسلحة كانت تطوقنا من كل جهة". وأوضحت أن بعض الشبان اعتُقلوا للتحقيق، وأُفرج عن معظمهم لاحقًا.
وتُعد جباليا، وهي مخيم للاجئين تأسس بعد نكبة 1948، من أكثر المناطق تضرراً خلال الحرب. وتواصلت عمليات التوغل الإسرائيلي فيها بشكل متكرر، وسط دمار واسع في شمال القطاع.
وكانت إسرائيل قد أمرت بإخلاء الثلث الشمالي من قطاع غزة، بما في ذلك مدينة غزة، في الأسابيع الأولى من الحرب، وأعادت تأكيد هذه التعليمات في أكتوبر الجاري. وعلى الرغم من نزوح معظم السكان في العام الماضي، يُعتقد أن نحو 400 ألف شخص ما زالوا في تلك المناطق.
وأسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 42 ألف فلسطيني، وفق ما أفادت به وزارة الصحة في غزة. كما تسببت الحرب في تدمير مساحات واسعة من القطاع ونزوح نحو 90% من سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
من الجدير بالذكر أن خطة "الجنرالات"، التي قدمها عسكريون سابقون بقيادة الجنرال المتقاعد غيورا آيلاند، تهدف الخطة إلى تهجير السكان المتبقين وإعلان المنطقة عسكرية مغلقة، مع تنفيذ عمليات عسكرية ضد حماس. وقد حصلت الخطة على تأييد عدد من الضباط وعُرضت على المجلس الوزاري الإسرائيلي، حيث يعتزم الجيش إجبار 300 ألف فلسطيني على النزوح خلال أسبوع قبل فرض حصار عسكري كامل.