جامعة أمريكية تبتكر مادة بسيطة توضع على الملابس لتبريد الجسم بما يصل إلى 8 درجات

منذ 2 أشهر 50

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قد يكون قضاء الوقت في الخارج بظل موجة حر أمرًا مزعجًا، وقد يشكل خطرًا على الصحة أيضًا، ولكن توصل علماء إلى ابتكار قالوا إنّه قد يوفر الراحة، وهو عبارة عن ملابس تعمل على تبريد الجسم.

وطور باحثون في جامعة "ماساتشوستس أمهيرست" طبقة مرنة مصنوعة بشكلٍ أساسي من الطباشير يمكن إضافتها إلى الأقمشة.

وأثناء إجراء الاختبارات في ظل حرارة الصيف الحارقة، وجدوا أن الملابس خفضت درجة الحرارة تحت الملابس بمقدار وصل إلى 8 درجات فهرنهايت مقارنة بحرارة الطقس، وبمقدار وصل إلى 15 درجة مقارنةً بالأقمشة غير المُعالَجة.

ويُعد هذا الابتكار واحدًا من بين عدد من الجهود المبذولة لتحويل ملابس الأشخاص إلى أدوات مضادة للحرارة الشديدة، والتي تزايدت مع الاستمرار في حرق الوقود الأحفوري الذي يسخن الأرض.

جامعة تبتكر حلاً لتبريد الملابس في وجه ارتفاع درجة الحرارة العالميةعينة من القماش المستخدم في دراسة جامعة "ماساتشوستس أمهيرست". Credit: Evan D. Patamia

وتُعد الحرارة من أكثر أنواع الظواهر المناخية القاسية فتكًا، إذ تسبب الإنهاك الحراري، وضربات الشمس، وهي حالة يفقد خلالها الجسم القدرة على التبريد الذاتي، وقد يكون الأمر مميتًا.

وأفاد الباحثون أنهم يريدون تطوير طريقة لتبريد الأقمشة باستخدام مادة صديقة للبيئة. 

وشكل الجص التقليدي المصنوع من الحجر الجيري بشكلٍ أساسي، والذي يُستخدم لتبريد المنازل في المناطق الحارة، مصدرًا للإلهام بالنسبة لهم.

وقاموا بتغليف الأقمشة بجزيئات من كربونات الكالسيوم، أي المكون الرئيسي في الحجر الجيري والطباشير.

ونجحت الطبقة في عكس طاقة الشمس إلى الغلاف الجوي، كما أنها سمحت لحرارة الجسم الطبيعية لمرتديها بالنفاذ، بحسب دراسة جديدة خاضعة لمراجعة النظراء حاليًا، وعُرِضت أمام الجمعية الكيميائية الأمريكية هذا الشهر.

وقالت الأخصائية الكيميائية وعالمة المواد في الجامعة، تريشا أندرو، لـ CNN: "نحن نبدأ بقميصك القطني.. ونضع هذه الطبقة على أحد وجهي القماش".

ووفقًا للعلماء، يمكن وضع هذه المادة على أي قماش متوفر تجاريًا تقريبًا، ويمكن وضعه في الغسالة أيضًا.

ولا تُعد أقمشة التبريد اختراعًا جديدًا، ولكن غالبًا ما تضمنت التصاميم هياكل صلبة، وعمليات تصنيع معقدة، ومكونات كهربائية، وفقًا لمراجعة علمية أُجريت في عام 2023 لأبحاث الأقمشة المبرِّدة، وجَعَلها ذلك غير مريحة وباهظة الثمن.

ويُعتَبَر ابتكار الجامعة جزءًا من مجموعة متنامية من الأبحاث التي تستكشف بدائل أرخص، وأكثر راحة، وقابلة للتطوير بشكلٍ أكبر مع تزايد خطر الحرارة الشديدة حول العالم.

وذكرت أندرو أن حجم معدات المختبرات الخاصة بالفريق شكل عاملاً مُقيِّدًا. 

ومع ذلك، تهدف المجموعة إلى بدء الإنتاج بشكلٍ تجريبي من خلال شركة ناشئة جديدة، وتصنيع أقمشة مُعالَجة يبلغ عرضها وطولها 1.5 مترًا و90 مترًا على التوالي.

وقالت أندرو إنّ تكاليف المواد الخام للطلاء "منخفضة إلى معقولة"، ولكنها تقبلت أن السعر الإجمالي سيرتفع قليلاً بسبب عملية التطبيق، والتي سيتم خلالها وضع الطبقة على القماش.

وفي حال ثبتت إمكانية زيادة إنتاج أقمشة التبريد بأسعار معقولة، يرى بعض الباحثين أن الفوائد قد تمتد إلى ما هو أبعد من الملابس.

ويأمل علماء من جامعة شيكاغو أن يتمكنوا من استخدام نسيج التبريد الخاص بهم، المصنوع من مواد تشمل الأسلاك الفضية النانوية والصوف، في تبريد المباني والسيارات.

ورغم أن التوصل ‘إلى حل بشأن الحرارة الشديدة تعني تقليل حرق الوقود الأحفوري بسرعة، إلا أنّ موجات الحرارة القاتلة أصبحت مشكلة بالفعل، ويعتقد بعض العلماء أن هذه الأقمشة المبردة قد تلعب دورًا مفيدًا مع تعرض المزيد من الأشخاص لمستويات حرارة يصعب التعامل معها.