تُركوا لحتفهم في لهيب الصحراء.. العثور على جثتي مهاجرين على الحدود التونسية الجزائرية

منذ 1 سنة 147

تحققت مخاوف المنظمات الإنسانية حيال المخاطر التي تهدد حياة المهاجرين العالقين على الحدود بين الجزائر وتونس، إثر تأكيد السلطات المحلية اليوم الثلاثاء أن سكان بلدة حزوة الحدودية عثروا على جثتين لمهاجرين يتحدران من إفريقيا جنوب الصحراء.

عثر سكّان في منطقة حدودية بين تونس والجزائر، على جثتين على الأقلّ تعودان لمهاجرين إفريقيين من جنوب الصحراء الكبرى، بحسب ما أكّد الثلاثاء لوكالة فرانس برس مصدر قضائي تونسي وشاهد.

وقال المتحدث باسم محكمة توزر (جنوب غرب تونس) نزار إسكندر: "فتحنا بحثاً تحقيقياً في وفاة إثر العثور على جثتين لمهاجرين من دول جنوب الصحراء. الأولى تم العثور عليها قبل عشرة أيام على الأقلّ والثانية الإثنين".

وقال أحد سكّان منطقة "حزوة" الحدودية لفرانس برس طالباً عدم الكشف عن هويته إنّ "الجثتين تعودان لشابين وسلمناهما للحماية المدنية". وأضاف هذا التاجر أنّه خلال الأيام الفائتة "وصلت حافلتان تقلان مهاجرين عددهم نحو مئة شخص وتركتهم في الصحراء".

وتابع "العديد من المهاجرين يحاولون الوصول إلى واحات النخيل حيث يمدّهم السكّان بالطعام والماء".

وإثر صدامات بين سكان في محافظة صفاقس ومهاجرين أودت بحياة مواطن تونسي، تمّ طرد العشرات من المهاجرين من جنسيات دول إفريقيا جنوب الصحراء من صفاقس (وسط شرق)، التي أصبحت نقطة الانطلاق الرئيسية للهجرة غير القانونية في اتجاه السواحل الأوروبية، وتم نقلهم إلى مناطق حدودية مع الجزائر وليبيا بحسب منظمات غير حكومية.

وروى يوسف بلاير (25 عاماً) وهو مهاجر من ساحل العاج أنّه أوقف في 4 تمّوز/يوليو في صفاقس، عندما كان بصدد ركوب قطار للتوجّه إلى تونس العاصمة، ونُقل مع مئات المهاجرين الآخرين إلى الحدود مع الجزائر.

وأضاف بلاير في اتصال هاتفي مع فرانس برس قوله: "كنّا في ستّ حافلات وانتشرنا في الغابة وتمّ إنزالنا بضربنا"، مشيراً إلى أن مجموعته المكونة من 8 أفراد انخفض عددها إلى 6، "لأنّ اثنين لم يعد بإمكانهما الاستمرار" ومواصلة السير، وتابع قوله: "نعاني كثيراً، وننجح في العثور على القليل من الماء في الغابة لكن ليس لدينا ما نأكله، وقد تمكنّا فقط من إعادة شحن هواتفنا".

وأكّد المهاجر الذي عمل لحّاماً لـ4 سنوات في محافظة صفاقس أنّه في كلّ مرة يحاول فيها مع رفاقه السير على الطريق، تدفعهم الشرطة إلى الخلف نحو الغابة والحدود الجزائرية. وأضاف قائلاً: "لقد حدث ذلك خمس مرات حتى الآن".

وتشهد تونس في هذه الفترة من السنة موجة حرّ شديدة خصوصاً في المناطق الجنوبية. وقالت سلسبيل شلالي مديرة مكتب تونس في منظمة "هيومن رايتس ووتش" لوكالة فرانس برس الإثنين: "جميع المهاجرين الذين يراوح عددهم من 500 و700 شخص والذين كانوا عند الحدود مع ليبيا تمّ نقلهم إلى مكان آخر".

وانتشر خطاب الكراهية تجاه المهاجرين الذي دخلوا تونس بطريقة غير نظامية، منذ دان الرئيس التونسي قيس سعيّد الهجرة غير النظامية في شباط/فبراير الفائت واعتبرها تهديدًا ديموغرافيًا لبلاده.

والإثنين، قال سعيّد في بيان: "إنّ تونس لقّنت هذه الأيام درساً للعالم في الرعاية والإحاطة بهؤلاء الضحايا، ولن تقبل أبداً بأن تكون ضحية، وستتصدّى لكلّ محاولات التوطين التي جَهَرَ بها البعض، كما لن تقبل إلا من كان في وضع قانوني طبق تشريعاتها الوطنية".