أثار تويتر ضجة واسعة في الأوساط الصحفية والسياسية الأمريكية بعد أن وضع علامة "وسيلة إعلام تابعة للدولة" على حساب الإذاعة الأمريكية العريقة "إن بي آر" الأربعاء.
ويجعل هذا التصنيف "إن بي آر" (الإذاعة الوطنية العامة) التي تتخذ من واشنطن مقرا لها وتملك أكثر من ثمانية ملايين متابع على قدم المساواة مع وسائل الإعلام الحكومية الصينية والروسية.
وأعرب الرئيس التنفيذي للإذاعة جون لانسينغ عن "الانزعاج لدى رؤيتنا الليلة الماضية أن تويتر صنفنا وسيلة إعلام تابعة للدولة، وهو وصف وفقا لإرشادات توتير الخاصة لا ينطبق على إن بي آر".
وأكد لانسينغ "إن بي آر تدعم حرية التعبير ومحاسبة النافذين. ليس مقبولا من قبل تويتر أن يضع لنا الوسم بهذه الطريقة".
وأفادت الإذاعة في تصريحات صحفية أن أقل من واحد بالمئة من تمويلها يأتي من مصادر فدرالية.
وتعليقا على كلام لانسينغ، كتبت كاري ليك، المرشحة الجمهورية في انتخابات حكام ولاية أريزونا في عام 2022: "إنه لأمر رائع أن نسمع أن "إن بي آر" مصممة على البحث عن الحقيقة والتحرر من وصمة العار التي يتعرضون لها كوسيلة إعلام تابعة للدولة.. من الواضح أنهم لم يعودوا بحاجة إلى تمويل دافعي الضرائب وسيرحبون بمكالماتنا".
وجاءت هذه الخطوة بعد تجريد منصة التواصل الاجتماعي التي يملكها الملياردير إيلون ماسك حساب صحيفة "نيويورك تايمز" من علامة التحقق، في أولى تحديثات ماسك للسياسات المتعلقة بوسائل الإعلام.
وعلق براين ستالتر، مراسل "نيويورك تايمز" في تغريدة نشرها عبر تويتر، قائلا "لم تغرد إن بي آر منذ قرار ماسك الجائر بوضع علامة "وسيلة إعلام تابعة للدولة"، والآن هذا التعديل (على حسابها) يرسل الزائرين إلى مكان آخر: "يمكنك أن تجدنا في أي مكان آخر تقرأ فيه الأخبار".
وفي موقف يتوافق مع تعديل تويتر، قال السيناتور الجمهوري مايك لي: "لنكون واضحين فإن "إن بي آر" هي وسيلة إعلامية تمولها الدولة".
بدوره، قال دين كاين الممثل والمخرج والمنتج الأمريكي، عبر تويتر : "يجب ألا تذهب أموال دافعي الضرائب كتمويل لـ "إن بي آر".
في المقابل، وصفت منظمة "بن أمريكا" التي تدافع عن حرية التعبير هذه الخطوة بأنها خطيرة.
وينظر المحافظون إلى المؤسستين الإعلاميتين باعتبارهما معقلين لليسار، وهو موقف غالبا ما عبّر عنه ماسك في تغريداته.
ووفقا لسياسة تويتر الذي يعد أداة تواصل رئيسية للمسؤولين والمشاهير ووسائل الإعلام، فإن هذا القرار سوف يحد من وصول تغريدات الإذاعة والصحيفة إلى المستخدمين.
وقالت ليز ووليري مديرة السياسة الرقمية في المنظمة "قيام تويتر من جانب واحد بوسم "أن بي ار" على أنها وسيلة إعلام تابعة للدولة، على قدم المساواة مع ار تي الروسية، يعد خطوة خطيرة يمكن أن تقوض ثقة الجمهور في مصادر إخبارية موثوقة".