تونسيون يتضامنون مع مهاجرين أفارقة وهيومن رايتس ووتش تطالب بوضع حد لطردهم إلى الصحراء

منذ 1 سنة 146

عبّر تونسيون عن تضامنهم مهاجرين غير نظاميين بتقديم المساعدات الغذائية والطبية لمن وجدوا أنفسهم في الشوارع، في وقت طالبت هيومن رايتس ووتش الحكومة التونسية، بإنهاء عمليات "الطرد الجماعي" للمهاجرين الأفارقة، ونقلهم إلى منطقة صحراوية نائية بالقرب من الحدود الليبية.

مئات المهاجرين المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء وجدوا أنفسهم في وضع صعب، في منطقة صحراوية في جنوب تونس، بعد طردهم في الأيام الأخيرة من مدينة صفاقس في وسط تونس الشرقي، إثر صدامات مع سكان في المحافظة طالبوا برحيلهم، بحسب شهادات جمعتها وكالة فرانس برس.

تصاعدت يومي الثلاثاء والأربعاء أعمال العنف التي استهدفت هؤلاء المهاجرين، بعدما أقدم أحدهم على قتل أحد سكان المدينة خلال الصدامات. واعتقلت السلطات ثلاثة مشتبه بهم وجميعهم من الكاميرون.

وقالت المنظمة في بيان: "قامت قوات الأمن التونسية بطرد جماعي، لعدة مئات من المهاجرين وطالبي اللجوء الأفارقة، بمن فيهم الأطفال والنساء الحوامل، منذ 2 تموز/يوليو إلى منطقة معزولة نائية وعسكرية عند الحدود التونسية الليبية.. الكثير من الأشخاص أبلغوا عن تعرضهم للعنف من جانب السلطات أثناء اعتقالهم أو ترحيلهم".

ودعت الباحثة في حقوق اللاجئين في المنظمة لورين سيبرت في البيان الحكومة التونسية، إلى "وقف عمليات الطرد الجماعي والسماح على وجه السرعة بوصول المساعدات الإنسانية" إلى هؤلاء المهاجرين، الذين "لديهم القليل من الغذاء ويفتقدون للمساعدة الطبية".

ونقلت المنظمة شهادات لمهاجرين يؤكدون فيها، أن "عدة أشخاص ماتوا أو قُتلوا في المنطقة الحدودية بين 2 و 5 تموز/يوليو"، وبحسب أقوالهم "تعرّضوا للضرب أو اطلاق النار من قبل الجيش التونسي أو الحرس الوطني"، بحسب البيان الصادر عن هيومن رايتس ووتش، والتي لم تتحصل على تأكيد لهذه المزاعم لعدم تمكنها من الوصول إلى المنطقة.

كذلك، دعت المنظمة تونس إلى "التحقيق مع قوات الأمن المتورطة في الانتهاكات وتقديمهم للعدالة". وأضافت الباحثة بالقول إن المهاجرين وطالبي اللجوء الأفارقة، بمن فيهم الأطفال، لم يتمكنوا من الخروج من المنطقة الحدودية الخطرة والعثور على الطعام والرعاية الطبية والسلامة. وقالت: "لا يوجد وقت نضيّعه".

"حياة السود مهمة"

وقال مهاجرون من الذين تم ترحيلهم إلى الصحراء، في اتصال هاتفي بوكالة فرانس برس الخميس، إن عددهم بالمئات ومن بينهم نساء وأطفال تُركوا في الخلاء دون مأوى.

وأظهر مقطع فيديو نشرته الجمعة جمعية أفريقية، بضع عشرات من اللاجئين، تم تقديمهم على أنهم من ساحل العاج ومالي، بعضهم جالس وآخرون مستلق على الرمال، وملامح الإرهاق بادية على وجوههم بشكل واضح، في منطقة صحراوية يحدها البحر الأبيض المتوسط قرب الحدود الليبية.

وغطى البعض رؤوسهم بقبعة وبقطعة قماش لحماية أنفسهم من أشعة الشمس الحارقة بينما حملت النساء أطفالهن، وصرخ أحدهم: "ليس لدينا ما نأكله، كم سيكون عدد الأيام التي سنعيش فيها؟".

وتجمع مئات المهاجرين الأفارقة الجمعة في حديقة وسط محافظة صفاقس مطالبين "بالسلام والأمن"، بحسب ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس في المكان.

وقال عبد اللطيف فراتي البالغ 18 عاما، والذي يعيش في تونس مع إخوته الأربعة منذ أربع سنوات: "لم يعد لدي مكان أعيش فيه، لم أعد أشعر بالأمان، أريد فقط العودة إلى بلدي بوركينا فاسو"، ورفع بعضهم لافتة كتب عليها "حياة السود مهمة".