توجيه الاتهام إلى ترامب في نيويورك.. إليك ما يجب معرفته في هذا الملف

منذ 1 سنة 142

بقلم:  يورونيوز  •  آخر تحديث: 31/03/2023 - 12:00

الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب

الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب   -  Copyright  أ ب

على أعتاب الانتخابات الرئاسيّة التي يسعى دونالد ترامب إلى خوضها في العام 2024، أصبح الجمهوري البالغ 76 عامًا أوّل رئيس أمريكي سابق يُوجَّه إليه الاتّهام بارتكاب جنائية. 

يأتي ذلك، بعد أن صوتت هيئة محلّفين كبرى في نيويورك على توجيه الاتّهام إلى دونالد ترامب في قضية دفع مبلغ 130 ألف دولار إلى ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز، واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد، لشراء صمتها قبل الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر 2016.

ويُرجّح أن يتمّ في الأيّام المقبلة الإعلان عن لائحة الاتّهام الممهورة بختم من مكتب المدّعي العام في مانهاتن، حسبما نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن أربعة أشخاص على دراية بالموضوع.

ومن المحتمل أن يخضع الرئيس كغيره من المتهمين في قضايا جنائية للإجراءات المعتادة من تسجيل بصمات أصابعه وأخذ صورة لوجهه بزوايا مختلفة. 

إليك ما يجب معرفته

يواجه ترامب اتهامات تهدد حريته، بعد عقود من التحقيقات في تعاملاته التجارية والسياسية والشخصية، ومن غير الوارد أن تدفع هذه القضية أو حتى إدانته إلى العزوف عن الترشح للانتخابات المقبلة أو القتال بشراسة للفوز في عام 2024.

 وسيتعين على ترامب الطامح للعودة إلى البيت الأبيض التعاطي مع هذه التحديات خلال الفترة المقبلة، مما قد ينعكس سلبًا على مسار حملته الانتخابية. 

وذكر مكتب المدعي العام في مانهاتن الخميس، أن المدعين قاموا بالتواصل مع محامي ترامب  لـ"تنسيق تسليم نفسه من أجل مثوله لتلاوة الاتهام"، وهو ما قد يحدث في وقت مبكر من الأسبوع المقبل. 

وقال المتحدث باسم مدعي عام مانهاتن ألفين براغ في بيان إنه "سوف يتم توفير الإرشادات عند اختيار موعد توجيه الاتهام"، مضيفا أن قرار الاتهام لا يزال مختوما.

بدورها أعلنت، محامية دونالد ترامب الجمعة أن الرئيس الأمريكي السابق يُتوقع أن يمثل أمام المحكمة الثلاثاء.

وتأتي لائحة الاتهام في وقت تحقق فيه العديد من هيئات إنفاذ القانون في سلوك ترامب في العديد من التحقيقات، من ضمنها الضلوع في تزوير حقائق مالية وانتهاك قانون الانتخابات وتضاف هذه القضية إلى لائحة تطول وتطول من الفضائح التي تطال الرئيس. 

ماذا حدث؟

كانت هيئة المحلفين الكبرى في مانهاتن تحقق في أموال دفعت بشكل سري في العام 2016 لامرأتين هددتا بفضح العلاقات التي ادعتا أنهما أقامتاها مع ترامب.

واستمعت إلى الشاهد الأساسي في الملف وهو محامي ترامب السابق مايكل كوهين الذي أصبح عدوه اللدود، وهو الذي دفع المبلغ لستورمي دانيالز عام 2016 وأعيد تسديده له لاحقًا.

وبعدما قضى عقوبة بالسجن، تعاون كوهين مع التحقيق اعتبارًا من نهاية 2018 وأدلى بشهادته مرارًا أمام هيئة المحلفين الكبرى.

وأقر محامي ترامب السابق مايكل كوهين، أنه دفع ما مجموعه 280 ألف دولار للعارضة السابقة بمجلة "بلاي بوي" الإباحية كارين ماكدوغال والممثلة الإباحية ستورمي دانيالز لشراء صمتهما خلال حملة الانتخابية.

واعترف كذلك في كانون الثاني/ يناير بأنه دفع أموالًا للتلاعب باستطلاعات للرأي بحيث تبدو نتائجها لصالح الملياردير في بداية حملته الانتخابية عام 2016، إضافة إلى قضية التهرب الضريبي والإدلاء بشهادات كاذبة لمؤسسة مالية، والحصول على مساهمات غير قانونية للحملة الانتخابية الرئاسية، والإدلاء بإفادات كاذبة للكونغرس. 

وشدد كوهين حينها، على أن عمله كان التغطية على أفعال موكله "القذرة".

ترامب يحافظ على براعته

ورفض ترامب الاتّهام الموجّه له وصبَّ جام غضبه على الادّعاء العامّ وخصومه السياسيّين.

وقال في بيان أصدره: "هذه ملاحقة سياسيّة وتدخّل في الانتخابات على أعلى مستوى في التاريخ"، مضيفًا: "أعتقد أنّ هذه الملاحقة سوف ترتدّ عكسيًّا على جو بايدن".

وأضاف: "حتّى قبل تأديتي اليمين رئيسًا للولايات المتحدة، شارك الديمقراطيّون اليساريّون الراديكاليّون، أعداء الرجال والنساء الكادحين في هذا البلد، في حملة ملاحقة ضدّي".

وفي بيان من خمس فقرات صدر في غضون دقائق من انتشار الأنباء عن قرار الاتّهام، تعهد ترامب الانتقام، في وقتٍ يُخطط للعودة إلى البيت الأبيض في انتخابات عام 2024.

وقال ترامب: "الديقراطيّون كذبوا وخادعوا وسرقوا في هوَسهم بمحاولة اصطياد ترامب، لكنّهم الآن فعلوا ما لا يمكن تصوّره، توجيه اتّهام إلى شخص بريء تمامًا، في تدخّل فاضح في الانتخابات".

وأضاف: "إنّ استخدام نظامنا القضائي سلاحًا لمعاقبة خصم سياسي، صادَفَ أنّه رئيس للولايات المتحدة والمرشّح الجمهوري الأبرز لمنصب الرئيس، لم يحدث من قبل على الإطلاق".

وتابع الرئيس السابق الذي وصل إلى البيت الأبيض عام 2017: "أعتقد أنّ هذه الملاحقة سترتدّ عكسيًّا وبشكل هائل على جو بايدن".

وشدّد ترامب الذي نظّم أوّل مهرجان انتخابي له نهاية الأسبوع الماضي على "أنّنا سنهزم جو بايدن ونطرد فلول هؤلاء الديمقراطيّين المحتالين من البيت الأبيض".

تحقيقات في قضايا أخرى

ويواجه ترامب تحقيقين جنائيين. الأول يتعلق بما إذا كان قد حاول بشكل غير قانوني قلب هزيمته في انتخابات 2020 في ولاية جورجيا، والثاني احتفاظه  بسجلات حكومية، بعضها مصنف على أنه سري للغاية، في منزله في "مار آلاغو" بمنتجع بالم بيتش في فلوريدا، بعدما انتهت ولايته. 

وأفادت شبكة "سي إن إن"، عن حوالي ثلاثين تهمة تتعلق بمخالفات بهدف إخفاء عملية دفع مبلغ 130 ألف دولار. وقبل ترامب، لم يواجه أي رئيس أمريكي سابق أو حالي اتهامات جنائية من قبل.

ونجا الرئيس السابق من محاولتين من الكونغرس للإطاحة به من المنصب، واحدة بسبب هجوم أنصاره على مبنى الكابيتول، والأخرى بسبب تحقيق استمر لسنوات بشأن اتصالات حملته الانتخابية بروسيا في عام 2016.

الامتناع عن انتقاده

وقد امتنع غالبية المرشحين المنافسين للرئيس السابق في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين عن انتقاد ترامب بسبب متاعبه القضائية حرصًا على عدم إثارة غضب زعيم حزبهم وقاعدته الانتخابية التي قد تكون مفيدة في مساعيهم للوصول الى البيت الأبيض.

إلا أن المرشح الوحيد المحتمل الذي تطرق إلى الموضوع هو حاكم فلوريدا رون ديسانتيس الذي أكد أنه لا يعرف ما قد يترتب على "دفع أموال لنجمة إباحية" لإسكاتها. وذلك قبل ان يواجه انتقادات واسعة من معسكر ترامب.

ولم يصدر أي تعليق من جانب الرئيس الحالي جو بايدن. 

حراسة واحتجاز

ذكرت وكالة "بلومبرغ" أنه لن يتم تكبيل يدي الرئيس الأمريكي السابق إذا وجه رسميًا ضده الاتهام في نيويورك.

وأشارت نقلًا عن مصدر مطلع أنه على الرغم من أن ترامب سيتم أخذ بصمات أصابعه وتصويره بشكل جانبي وأمامي، إلا أنه لن يتم تقييد يديه أمام الكاميرات أو وضعه في زنزانة.

ولفتت إلى أنه من المحتمل أن يظل رهن الاحتجاز تحت حراسة جهاز سري سيكون مكلفًا بحمايته.