تواصل المعارك في السودان ومظاهرات محدودة في الخرطوم والنيل الأبيض

منذ 1 سنة 207

تظاهر عشرات السودانيين الجمعة في الخرطوم وولاية النيل الأبيض (جنوب شرق) ضد انتهاكات قوات الدعم السريع التي تواصلت معاركها مع قوات الجيش، وفق ما أفاد شهود عيان.

تظاهر عشرات السودانيين الجمعة في الخرطوم وولاية النيل الأبيض (جنوب شرق) ضد انتهاكات قوات الدعم السريع التي تواصلت معاركها مع قوات الجيش، وفق ما أفاد شهود عيان.

وأفاد شهود وكالة فرانس برس بـ"خروج العشرات في تظاهرة يهتفون شعب واحد-جيش واحد في مناطق الكلاكلة جنوب الخرطوم وشارع الوادي شمال أم درمان".

وأكد شهود آخرون خروج احتجاجات في كوستي كبرى مدن ولاية النيل الأبيض التي تبعد 350 كيلومترا جنوب العاصمة، بعد انتشار دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لإخراج قوات الدعم السريع من منازل استولت عليها.

وروّج العديد من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي إلى هذه التظاهرات تحت اسم "جمعة الغضب".

تزامنا مع ذلك، أفاد سكان بوسط أم درمان غرب الخرطوم بوقوع "اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة في حي الدوحة".

وتدور المعارك بين الجيش بقيادة عبد الفتّاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو منذ 15 نيسان/ابريل وقد أوقعت حتى الآن أكثر من ألفي قتيل، وفق تقديرات يرى خبراء أنّها أقلّ بكثير من الواقع.

كما بلغ عدد النازحين "مليوني شخص" في مختلف أنحاء السودان، وفق مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، كما أحصت المنظمة الدولية للهجرة فرار نحو 600 ألف سوداني إلى دول الجوار.

ويتركز القتال إلى حد كبير في العاصمة وإقليم دارفور (غرب)، لكن الأربعاء اتهم الجيش جماعة متمردة "بمهاجمة" قواته في ولاية جنوب كردفان على بعد مئات الكيلومترات جنوب غرب الخرطوم.

وانتهت صباح الأربعاء هدنة مدتها 72 ساعة تم الاتفاق عليها بين الطرفين بوساطة أميركية-سعودية.

في هذا الصدد، قالت مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإفريقية مولي في الخميس "أرجأنا أمس المحادثات لأن الصيغة لم تكن بالطريقة التي نريدها".

وأضافت أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب "وقف إطلاق النار لم يكن فعالا بشكل كامل، رغم أنه سمح بنقل مساعدات إنسانية هامة وعاجلة".

وكان الخبير البارز في الشؤون السودانية أليكس دي وال توقع أن يكون الفشل مصير مفاوضات جدة.

وكتب في الأسبوع الأول من الشهر الجاري يقول "إذا كانت جدة هي مركز التشخيص الأولي قبل التوجه إلى غرفة الطوارئ، فإن الأطباء المناوبين لم يشخصوا حال المريض قبل العمل"، مشيرا إلى أنه حتى العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على طرفي الصراع لن تنجح "حتى يثبّت الوسطاء استراتيجية" للتعامل مع الملف.

"قيود شديدة" على المساعدات

وحذّرت الأمم المتحدة من أن الصراع "اتخذ بعدا عرقيا" في إقليم دارفور الذي تقطنه قبائل عربية وأخرى غير عربية.

وأكدت المنظمة الأربعاء خروج نحو ثلثي مرافق الرعاية الصحية من الخدمة في مناطق القتال في السودان، وحذّرت من أن "مخاطر الأوبئة ستزداد" مع موسم الأمطار الذي بدأ هذا الشهر.

وأوضحت أن نحو 11 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة صحية، مبدية قلقها بشأن محاولات السيطرة على أوبئة الحصبة والملاريا وحمى الضنك المستمرة.

وكان المجتمع الدولي تعهّد خلال اجتماع عقد في جنيف الاثنين تقديم 1,5 مليار دولار من المساعدات، وهو نصف ما تحتاجه المنظمات الإنسانية وفق تقديراتها الميدانية.

لكن المنظمات غير الحكومية تقول إنها ما زالت تنتظر تمكينها من العمل، وقال مدير المجلس النروجي للاجئين بالسودان وليام كارتر إنه "لا يمكن مساعدة ملايين الأشخاص بسبب القيود الشديدة المفروضة على دخول العاملين في المجال الإنساني والمساعدات".

وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن الطلبات المقدمة إلى السلطات "يتم تأخيرها أو رفضها أو إلغاؤها أو عدم احترامها"، مضيفة "تعرض عاملون في المجال الإنساني للضرب أو التهديد بالعنف" بينما "صودرت شحنات" مساعدات.

يعتمد 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكّان السودان، على المساعدات الإنسانية في بلد يغرق في الدمار والعنف بسرعة "غير مسبوقة"، وفق الأمم المتّحدة.