توأم كندي ولدا قبل 4 أشهر يسجلان رقمًا قياسيًا.. ويعطيان أملًا بأن الحياة ممكنة!

منذ 1 سنة 183

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بالنسبة للوالدين شاكينا راجيندرام وكيفين ناداراجاه، اللذين كانا ينتظران توأمًا، كانت كلمات الطبيب حاسمة ومحبطة: طفلاهما غير "قابلين للحياة".

وتستذكر راجيندرام كيف أنها "حتى في تلك اللحظة، عندما كنت أسمع الطبيب يتفوه بتلك الكلمات، شعرت بأن الطفلين حيّين بداخلي. ولذلك، بالنسبة لي، لم أستوعب كيف أنّ الطفلين الذين شعرت بهما بداخلي غير قابلين للحياة".

توأمعاد التوأم إلى منزلهماCredit: Courtesy Shakina Rajendram

ومع ذلك، كانت تدرك أنّ ما من طريقة تمكّنها من الاستمرار بحملها بهما حتى النهاية. فقد بدأت تنزف، وقال الطبيب إنها ستلد قريباً. أُخطِر الوالدان بأنهما سيسمح لهما بحمل طفليهما لكنهما لن يتلقيا الإنعاش، لأنّ ولادتهما ستكون سابقة للأوان.

راجندرام، 35 عامًا، وناداراجاه، 37 عامًا، تزوجا واستقرا بأياكس، في أونتاريو، التي تبعد نحو 35 ميلًا شرق تورنتو، لتكوين أسرة. لقد حملت مرة واحدة من قبل، لكن الحمل كان خارج الرحم، وانتهى بعد بضعة أشهر.

قال نادراجاه إنه رغم الخبر السيء الذي نقله لهما الطبيب، رفضا تصديق أن طفليهما لن ينجيا. لذا أجريا أبحاثًا على الإنترنت، ووجدا معلومات أثارت قلقهما وشجعتهما في آن. كان الطفلان يبلغان من العمر 21 أسبوعًا وخمسة أيام فقط من الحمل، للحصول على فرصة بالحياة، سيحتاجان للبقاء في الرحم لمدة يوم ونصف يوم، وسيتعيّن على راجيندرام الذهاب إلى مستشفى متخصص يمكنه علاج "الأجنة الصغيرة".

وتفيد المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إنه كلما وُلد الطفل باكرًا قبل أوانه، زادت مخاطر الوفاة لديه أو الإعاقة الخطيرة. يمكن أن يعاني الأطفال المولودين قبل الأوان، قبل الأسبوع 37 من الحمل، من مشاكل في التنفس، وفي الجهاز الهضمي، ونزيف في الدماغ. كما يمكن أن تستمر تحديات النمو والتأخير مدى الحياة.

ويمكن أن تكون المشاكل شديدة تحديدًا بالنسبة للأجنة الصغار، أولئك الذين يولدون قبل الأسبوع السادس والعشرين من الحمل والذين يقل وزنهم عن 26 أونصة.

وبحسب دراسة وضعت عام 2019، فإنّ الأطفال الذين يولدون في الأسبوع 22 من الحمل الذين يتلقون علاجًا طبيًا فعالًا، لديهم معدلات بقاء تتراوح بين 25٪ و50٪.

توأمولد أدريال بوزن يقل عن 15 أونصة. Credit: Courtesy Shakina Rajendram

طلب راجيندرام وناداراجاه الانتقال إلى مستشفى Mount Sinai في تورنتو، وهو واحد من عدد محدود من المراكز الطبية في أمريكا الشمالية التي توفر الإنعاش والرعاية النشطة في الأسبوع 22 من الحمل.

بعد ساعة واحدة فقط من منتصف ليل 4 مارس/ آذار 2022، في الأسبوع 22 من الحمل، ولدت أديا ليلين ناداراجاه وتزن أقل من 12 أونصة. وانضم إليها شقيقها، أدريال لوكا ناداراجاه، بعد 23 دقيقة، وكان يزن نحو 15 أونصة.

وفقًا لموسوعة غينيس للأرقام القياسية، فإنّ التوأم هما المولودان الأخف وزناً والأصغر بين الأطفال التوأم المولودين قبل أوانهم. كان حاملا الرقم القياسي السابق التوائم إيولدت، المولودان في ولاية أيوا في الأسبوع 22، أي أكبر بيوم واحد.

إنه رقم قياسي يقول الوالدان أنهما يريدان كسره في أقرب وقت ممكن كي يتم منح المزيد من الأطفال فرصة للبقاء على قيد الحياة.

وقال راجيندرام إنهما "كانا رائعين بالنسبة لنا بكل ما للكلمة من معنى". لقد ولدا أصغر من كف اليد. لا يزال الناس لا يصدقوننا عندما نخبرهم بذلك".

"إنها بالتأكيد معجزات"

وُلد الطفلان في الوقت المناسب تمامًا كي يكونا مؤهلين لتلقي الرعاية الاستباقية، والإنعاش، والتغذية، ودعم الأعضاء الحيوية، بحسب مستشفى Mount Sinai. حتى لو ولدا قبل ساعة، ربما لم يتمكن فريق الرعاية من التدخل طبيًا.

وقالت راجيندرام" لم نفهم حقًا سبب هذا التوقيت الصارم المتصل بالأسبوع 22 من الحمل، لكننا نعلم أنّ المستشفى كانت لديها أسبابها. لقد كانوا أمام حالة بكر، وأدرك أنه ربما كان عليهم استشراف بعض المعايير حول ما يمكنهم القيام به".

وأعرب ناداراجاه عن لحظة رؤيته للتوأم في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة لأول مرة ومحاولة التصالح مع ما قد يمرون به في معركتهما من أجل البقاء على قيد الحياة: "إنهما بالتأكيد معجزتان.

وتابع: "خالجتني مشاعر مليئة بالتحدي، وأخرى متضاربة، ورؤية مدى صغر حجمهم من ناحية، والشعور بفرحة رؤية طفلين على يد واحدة. كنت أفكر بـ"مقدار الألم الذي يتحملانه؟".

في هذا الصدد، قال الدكتور براكش شاه، طبيب الأطفال العام في مستشفى ماونت سيناي، إنه كان صريحًا مع الزوجين بشأن التحديات التي تنتظر التوأم.

حذر من معاناة فقط لإبقاء أديا وأدريال يتنفسان، بالإضافة إلى إطعامهما.

كان وزنهما يزيد قليلا عن علبة صودا، ويمكن رؤية أعضائهما من خلال الجلد الشفاف. كان قطر الإبرة المستخدمة لمنحهما التغذية أقل من ملليمترين، أي بحجم إبرة حياكة رفيعة.

وقال شاه لـCNN إنه "في مرحلة ما، شعر الكثير منا بأن ’هل هذا هو الأمر الصحيح الذي يجب فعله لهذين الطفلين؟‘، فهما يعانيان من ألم شديد وضيق، وكان جلدهما يتقشر. حتى أن إزالة الشريط الجراحي يعني أن جلدهما سيتقشر".

لكن ما رآه والدايهما منحهما الأمل.

توأمكيفين ناداراجاه يغني لأدياCredit: Courtesy Shakina Rajendram

"يمكننا أن نرى من خلال جلدهما". قالت راجيندرام: "كنا نرى قلبيهما ينبضان".

كان عليهما موازنة جميع مخاطر قرار المضي قدمًا والموافقة على المزيد والمزيد من التدخل الطبي. قد تكون هناك أشهر أو حتى سنوات من العلاج المؤلم والصعب، إلى جانب المخاطر طويلة المدى مثل مشاكل نمو العضلات، والشلل الدماغي، وتأخر في النطق، وتأخر معرفي، والعمى، والصمم.

لم يجرؤ راجيندرام وناداراجاه على الأمل بحدوث معجزة أخرى، لكنهما قالا إنهما يعرفان أن طفليهما مقاتلان، وقررا منحهما فرصة للعيش.

وأشارت راجيندرام إلى أنّ "القوة التي امتلكناها أنا وكيفن كوالدين، تحتم علينا تصديق أنّ طفلينا يتمتعان بالقوة عينها، وأنّ لديهما نفس المرونة. لذا، نعم، سيتعين عليهما أن يمرا بالألم، ويستمران بالمرور بلحظات صعبة، حتى خلال حياتهما البالغة، ليس فقط كأطفال ولدا قبل الأوان. لكننا اعتقدنا أنه سيكون لديهما تصميمًا أقوى، ومرونة تمكنهما من تجاوز تلك اللحظات المؤلمة في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة".

التوأم رياديان

أمضت أديا 161 يومًا في المستشفى وعادت إلى منزلها في 11 أغسطس/ آب، قبل ستة أيام من انضمام شقيقها أدريال إليها.

كان طريق أدريال أكثر صعوبة بعض الشيء. تم إدخاله إلى المستشفى ثلاث مرات بعدها مصابًا بعدوى مختلفة، يقضي خلالها أسابيع في المستشفى.

يستمر الشقيقان بالخضوع لفحوص متخصصة وأنواع مختلفة من العلاج مرات عدة في الشهر.

لكن الأهل الجدد أصبحا أخيرًا أكثر راحة، حيث يحتفلان بعودة طفليهما إلى المنزل ويتعلمان كل ما في وسعهما عن شخصياتهما.

يلتقي التوأم الآن بالعديد من الأطفال في "سنّهما المصحّح" المفترض، لو ولدا بعد فترة حمل كاملة.

أديا اجتماعية للغاية وتجري محادثات طويلة مع كل من تلتقي به. يصف الأهل أدريال بأنه حكيم بالنسبة لعمره الصغير، وفضولي وذكي، ومحب للموسيقى.

يأمل والديهما أن تلهم قصصهما العائلات الأخرى والمهنيين الصحيين لإعادة تقييم مسألة الجدوى قبل 22 أسبوعًا من الحمل.

وقال شاه: "حتى قبل خمس سنوات، لم نكن لنخوض ذلك، لولا المساعدة الأفضل التي يمكننا تقديمها الآن"، مضيفًا أن الفرق الطبية تستخدم التكنولوجيا التي تحافظ على الحياة بطريقة أفضل مما كانت عليه في السنوات السابقة. "إنه يسمح لنا بإعالة هؤلاء الأطفال، والمساعدة في الحفاظ على الأكسجين في أجسامهم  ودور ثاني أكسيد الكربون، من دون التسبب بإصابة الرئة".

وقال والدا أديا وأدريال إنهما لا يتوقعان طفلين مثاليين يتمتعان بصحة مثالية ولكنهما يسعيان جاهدين لتوفير أفضل حياة ممكنة لهما.