تهدئة بين إسرائيل وقطاع غزة بعد جولة تصعيد أشعلتها وفاة قيادي فلسطيني أسير

منذ 1 سنة 118

أتى هذا التصعيد العسكري بعد وفاة الأسير خضر عدنان (45 عاماً) نتيجة اضراب عن الطعام بدأه قبل 86 يوماً احتجاجًا على اعتقاله في أوائل شباط/ فبراير في سجن الرملة.

هدأت صباح الأربعاء الجبهة بين إسرائيل وقطاع غزة بعدما شهدت على مدار 24 ساعة قصفاً متبادلاً أوقع قتيلاً وخمسة جرحى في الجانب الفلسطيني وثلاثة جرحى في الجانب الإسرائيلي، في جولة تصعيد أشعلتها وفاة قيادي فلسطيني في سجن إسرائيلي بعد إضرابه عن الطعام.

وقالت حركة الجهاد الإسلامي التي ينتمي إليها القيادي الراحل خضر عدنان "لقد انتهت جولة من جولات المواجهة لكنّ مسيرة المقاومة متواصلة ولن تتوقّف".

جهود للتهدئة

بدوره، قال مسؤول في حركة حماس التي تسيطر على القطاع لفرانس برس طالباً عدم نشر اسمه، إنّ "الفصائل تجاوبت مع جهود مصر وقطر والأمم المتحدة للتهدئة".

وأضاف "نحن نراقب ميدانياً، اذا قام الاحتلال بأيّ عدوان فسيكون هناك ردّ قوي من المقاومة".

وأكّد مصدر أمني مصري مطّلع على محادثات التهدئة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لفرانس برس، أنّه "تمّ التوصّل لتهدئة بدءاً من هذا الصباح".

وبحسب شهود عيان فإنّ آخر دفعة صاروخية أطلقت من القطاع باتجاه الأراضي الإسرائيلية كانت قرابة الساعة 05:30 (03:30 ت غ).

وفي بيان، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية "إنّنا إذ نجدّد موقفنا الحازم من جريمة القتل المتعمد نشدّد وكما أبلغنا جميع الوسطاء الذين تدخلوا على ضرورة تسليم جثمان الشهيد خضر عدنان لعائلته الصابرة ليحظى بما يليق بالشهداء".

وفي هذا السياق، قال رئيس نادي الأسرى الفلسطيني قدورة فارس "لقد طالبنا أمس الجانب الإسرائيلي بتسليم جثمان خضر عدنان عن طريق الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية، وحتى الآن لم نتلقّ أيّ جواب".

وقال خبراء مستقلون في الأمم المتحدة عينهم مجلس حقوق الانسان في بيان الأربعاء، إن وفاة خضر عدنان "هي شهادة مأسوية على سياسة اسرائيل وممارساتها الوحشية وغير الانسانية على صعيد الاعتقال".

ومنذ صباح الثلاثاء حتى فجر الأربعاء أطلق مقاتلون فلسطينيون نحو مئة صاروخ باتجاه المناطق الإسرائيلية.

104 صواريخ

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان الأربعاء، إنّه "خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، تمّ رصد إطلاق 104 صواريخ من قطاع غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية".

وأضاف أنّه من أصل هذه الصواريخ "تمّ اعتراض 24 صاروخاً من قبل منظومة الدفاع الجوي للجيش الإسرائيلي، وانفجر 14 صاروخاً في الجو داخل قطاع غزة، وسقط 11 صاروخاً في البحر المتاخم لقطاع غزة، وسقط 48 صاروخاً في مناطق مفتوحة".

وكانت الغرفة المشتركة التي تضم الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية في القطاع أعلنت الثلاثاء في بيان مسؤوليتها عن إطلاق رشقات صاروخية باتجاه إسرائيل "ردّاً على الجريمة النكراء" بوفاة عدنان في سجنه.

وردّت إسرائيل بشنّ عشرات الغارات الجوية التي استهدفت بشكل خاص مواقع ومقرات عسكرية لحماس وأسفرت عن سقوط قتيل وخمسة جرحى وأضرار مادية جسيمة.

وقالت وزارة الصحّة في قطاع غزّة في بيان تلقّته وكالة فرانس برس، إنّ "المواطن هاشل مبارك سلمان مبارك (58 عاماً) استُشهد في منطقة شمال مدينة غزة"، مضيفة أنّ "خمسة مواطنين آخرين أصيبوا في القصف" الذي استهدف موقعاً لحماس.

بالمقابل أصيب في القصف الصاروخي من قطاع غزة ثلاثة إسرائيليين بجروح في منطقة سديروت قرب الحدود مع قطاع غزة.

وفي قطاع غزة أعيد صباح الأربعاء فتح المدارس أمام التلاميذ، وفتحت الأسواق.

وأفاد مراسل لفرانس برس بأنّ الحياة بدأت تعود لطبيعتها في القطاع حيث شيّع عشرات الفلسطينيين مبارك إلى مثواه الأخير.

وحمل المشيعون جثمان مبارك الذي لف بعلم حركة حماس الأخضر.

أتى هذا التصعيد العسكري بعد وفاة خضر عدنان (45 عاماً) نتيجة اضراب عن الطعام بدأه قبل 86 يوماً احتجاجًا على اعتقاله في أوائل شباط/ فبراير في سجن الرملة.

من جهته، أعرب الممثّل الأعلى للسياسة الخارجة في الاتحاد الاوروبي جوزيف بوريل عن قلقه إزاء اندلاع العنف، وذلك خلال لقائه وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في بروكسل، في أول اجتماع بين الرجلين.

وشدّد بوريل على التزام الاتحاد الأوروبي حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنّه أشار إلى أنّ "أيّ ردّ يجب أن يكون متناسباً ومتوافقاً مع القانون الدولي".

وفي آب/ أغسطس 2022 ، أدت ثلاثة أيام من الاشتباكات بين إسرائيل والجهاد الإسلامي إلى مقتل 49 فلسطينياً، بينهم 12 من أعضاء الجهاد الإسلامي، وفقًا للحركة وما لا يقلّ عن 19 طفلاً، وفقًا للأمم المتحدة.