تنبأ بحدوث زلزال في 8 مارس.. الدكتور صالح عوض لـ"يورونيوز": أبحاثي تتحدث عني.. أنا عالم ولست منجّما

منذ 1 سنة 208

بقلم:  Mariam Chehab  •  آخر تحديث: 03/03/2023 - 19:15

العالم العراقي الدكتور صالح عوض في مقابلة مع "يورونيوز"

العالم العراقي الدكتور صالح عوض في مقابلة مع "يورونيوز"   -  حقوق النشر  يورونيوز

‎قلق وترقب … وما باليد حيلة! هذا هو حال ملايين المواطنين الذين يعيشون في المناطق المتضررة جراء الزلزال الأخير الذي ضرب سوريا وتركيا في 6 شباط/فبراير وشعر بارتداداته، سكان الدول المجاورة خلال الفترة الماضية، وأسفر عن مقتل أكثر من 50 ألف شخص ودمر مئات الآلاف من المباني. 

سبب هذا القلق يعود للكثير من التوقعات التي ظهرت مؤخرا وتشير إلى أن زلزالا جديدا سيضرب المنطقة في الأسبوع الأول من شهرِ مارس/آذار وتحذيرات أطلقَها عدد من العلماء أبرزهم العالم الهولندي المثير للجدل فرانك هوغربيتس، الذي ظهر في آخرِ فيديوهاته ليقول للعالم "أنا لا أحاول إثارةَ القلق بل أحذر مما هو قادم" … 

بعد أطل علينا عالم الجيولوجيا العراقي الدكتور صالح محمد عوض ليمضي أبعد من زميله الهولندي ويحدد بدقة أكبر موعد الزلزال، قائلا استعدوا يوم 8 مارس/آذار في منطقة الصفيحة الأناضولية! مشيرا إلى أنها "ضعيفة وخطرة".

للحديث عن هذا الموضوع، كان لـ"يورونيوز" هذا اللقاء الخاص مع الدكتور صالح عوض، من جامعة بغداد.

سبب الزلزال قوى خارجية من الكواكب

في البداية سألناه عن المعطيات التي استند عليها، قبل الإعلان عن إمكانية حدوث زلزال جديد في المنطقة يوم الثامن من الشهر الحالي، في وقت ينقسم علماء الجيولوجيا حول إمكانية التنبؤ بوقوع زلزال قبل فترة محددة، وتؤكد الأكثرية الساحقة من علماء الأرض أنهم لا يستطيعون تحديد وقت وصول الزلزال إلى ذروته بشكل دقيق. 

على هذا السؤال، أجاب عوض أن "النظرية السابقة، كانت عاجزة عن تحديد الزلزال وعن تفسير الزلازل إلا بعد وقوعها، إلا أن نظرية جديدة أعدها عن أسباب هذه الظاهرة الطبيعية ونشرها عام 2021، تشير إلى أن سبب الزلزال ليس باطن الأرض كما تنص النظرية القديمة وإنما قوى خارجية من الكواكب".

ولفت عوض في حديثه لـ "يورونيوز"، إلى أن "الأرض هي كوكب شأنه شأن كوكب المريخ والمشتري والزهرة، وهو جرم سماوي ضمن المجموعة الشمسية"، واعتبر أن هذه النقطة يبدو أنها غابت عن ذهن العلماء، ولم يلتفتوا إليها، قائلا "الأرض معلقة في الفضاء بحكم قوانين الجاذبية وقوانين الفيزياء الفلكية، فأي كوكب له ترتيب هندسي معين في كل لحظة، ويختلف هذا الترتيب بحكم سرعة كل كوكب وبحكم مساره، فإذا ما اصطفت هذه الكواكب أو اقتربت كواكب عملاقة ذات كتل كبيرة من الأرض فسوف تؤثر عليها جاذبيا، وبالتالي يختل توازن الأرض، وتختل سرعتها".

وتابع "هنا تكمن المشكلة، حدث ازدحام كوكبي، شكله موقع المشتري والزهرة والقمر بمساندة المريخ، فنلاحظ في كل موقع من مواقع القمر الأربعة التي حددناها، أنها تسببت بقيمة شد عالية على الأرض وحصلت الزلازل..  وبعد الزلزال الأخير الذي وقع يوم 27 فيراير/شباط، نتوقع حدوث انخفاض تدريجي في قيمة الشد خلال الشهر الحالي، هذا لا يعني استقرار اللوح، وإنما يبقى اللوح تحت الضغط، إلا أن هذا الشد سينخفض تدريجيا، بحكم خروج القمر من موقعه الحالي، بين الأرض والمريخ، وسيبدأ القمر بالاتجاه نحو اليسار ليصل يوم 8 مارس/آذار إلى الارتصاف وتصبح الأرض بين القمر والشمس"، وأشار إلى أنه استند سابقا إلى هذه الحسابات والمؤشرات، وأنه يتوقع حدوث شيء ما خلال هذا اليوم، قد لا يصل إلى 7 أو 8 درجات على مقياس ريختر، بل إلى 5 أو 6 درجات". 

وعندما سألناه عن توقعات العالم الهولندي، الذي أشار إلى إمكانية حدوث بعض الأحداث الزلزالية القوية خلال هذا الأسبوع، قال عوض "أنا احترم أي فكرة يقدمها أي عالم، لأنه يستند إلى حسابات معينة، أما عن رأيي الشخصي، والمبني على حساباتي .. فأنا دائما لا أقول زلزال، لأن الأرض تمر أحيانا بحالة من الشد العنيف ويتهيج اللوح، إلا أن قوة الشد تكون أكبر من مقدار الاستجابة للوح.. أنا أقول أعلى شد سيكون يوم 8 مارس/آذار، إذا كانت استجابة اللوح عالية لهذا الجهد نعم سيقع زلزال، أما إذا كانت الاستجابة أقل لن يقع الزلزال".

وتابع عوض في حديثه مع "يورونيوز"، أن لا أحد يستطيع أن يتوقع كيف ستكون الاستجابة مئة بالمئة إلا أنه ثمة احتمال كبير أن يستجيب اللوح وأن تحدث هزة أرضية.  وأن الزلزال سيكون أقل ضررا من ذلك الذي ضرب تركيا وسوريا على عكس توقعات هوغيربيتس. 

الصفيحة الأناضولية في عين زلزال جديد

ولدى سؤاله عن المناطق المتوقع أن تكون الأكثر تضررا، وإن كانت هي نفسها المناطق التي ضربها الزلزال المدمر، قال عوض " نعم، المرجح الأكبر هو الصفيحة الأناضولية، وتحديدا الحزام الأناضولي الشرقي والمناطق التي تقع على هذا الخط الزلزالي والتي شهدت مؤخرا العديد من الهزات"، ومنها مدينة كهرمان مرعش وغازي عنتايب وملاطية. 

وتابع الباحث الجيولوجي بجامعة بغداد، أنه لا يتوقع أن يشعر سكان الدول المجاورة بهذا الزلزال إذا كان أقل من 7 درجات على مقياس ريختر، أما إذا كانت الهزة شديدة، فبالتأكيد ستتأثر هذه المناطق.

نحن نقول ما نعلمه بالقوانين والأرقام

سألنا أيضا الأستاذ في علوم الأرض والكيمياء الجيولوجية، عن المواطنين الذين يشعرون بالرعب خوفا من أن تصدق هذه التوقعات، وما هي النصائح التي يمكن أن يقدمها لهم، فأجاب "نحن نتمنى ألا تصدق هذه التوقعات، لكن من وجهة نظر العلم.. نحن نقول ما نعلمه بالقوانين والأرقام.. ولدى كل دولة مراكز سيطرة، وفرق خاصة لإدارة الكوارث.. بحال أخذت هذه الدول توقعاتنا بجدية، فيمكنهم إنذار المواطنين. 

وتابع "أنا أقول رأيي العلمي، إذا أخذوا به وأرادوا أن ينذروا الناس خلال هذه الفترة، فإن وقع الزلزال يكون شيئا مفيدا وإن لم يحدث، فلا يكون هناك خسارة كبيرة، يمكننا بذلك أن نبعد هذه الأخطار الشديدة والكارثية". 

ربما لا يقع، لكن الشك موجود

وعن موقفه بحال مرّ  يوم 8 آذار/مارس بسلام، ولم يحدث أي زلزال، قال "أنا لم أقل أن الزلزال سيقع حتما، ولا تقوّلوني ما لم أقله، ولا تعترف به نظريتي، أنا أقول الجهد الجذبي هو سبب الزلازل، ونحن نحدد الجهد الجذبي من خلال قوانين الفيزياء الفلكية المعروفة، ولا نأتي بشيء من أنفسنا، وهذا الجهد الجذبي يزيد أو يقل، فإذا زاد عن الحد المعهود والحد الذي تتوازن به الألواح نقول هناك حالة من الخطر، يبقى .. أن لا أحد يستطيع معرفة مقدار استجابة اللوح مئة بالمئة، لأننا لا نعلم وزن اللوح ووزن الجبال، وكتلة اللوح ومدة التصاقه بجبة (قشرة) الأرض، هذه عناصر تؤثر على حركة اللوح، إنما من خلال خبرتنا ومدى استقرارية اللوح، والسيناريو الزلزالي، نربط هذه العناصر مع الجهد العالي ونخلص إلى أن هناك احتمالية عالية بحدوث الزلزال، وأؤكد ربما لا يقع، لكن أؤكد على وجود الشك".  

أنا عالم ولست منجما

وعن الاتهامات التي تطالهم، ووصفهم بالمنجمين قال عوض" هذا الكلام مجرد هراء، العلم يتطور والكثير من النظريات انتهت وألغيت وحلت مكانها نظريات جديدة، هناك نظريات قديمة للعديد من العلماء مشوا عليها لخمسين سنة وستين سنة ومئة سنة وثم ألغيت. كانوا يقولون إن الأرض مسطحة وأن الأرض قرص كبير يطفو على سطح الماء، وعملوا عليها لمدة قرون في الأزمنة الغابرة، ثم قالوا إن الأرض يحملها حوت عملاق لذلك هي تتحرك.. هذه نظريات سادت، ونظرية تكتونية الصفيح من عام 1912 وكانت تسمى بزحزحة القارات، فهي عاجزة عن الإجابة عن كثير من الأسئلة وهناك الكثير من التخمين فيها، وهو حركة الألواح، ويفسرونها على قوى داخلية، ولا يستطيعون حتى الآن التنبؤ  بالزلزال ويفسرون الزلزال بعد وقوعه، ما هذه النظرية، هذه ليست نظرية هي حتى لا تصلح لتكون فرضية في رأيي، نظريتي تنبأت بالكثير وهذا ليس تنجيما، أنا لست منجما، أنا باحث أكاديمي عالم عراقي لدي 120 بحثا، وأبحاثي معروفة على صعيد العالم، نحن لا نصدر أشياء مخالفة للقانون". 

وكان هوغربيتس، قد قال في تغريدة سابقة نشرها على موقع تويتر، إن "تقارب هندسة الكواكب الحرجة يومي 2 و5 مارس/آذار قد يؤدي إلى حدوث نشاط زلزالي كبير إلى كبير جدًا وربما حتى زلزال هائل في حوالي 3 و 4 مارس/آذار أو يومي 6 7 مارس/آذار، قد تصل قوته إلى 8 درجات على مقياس ريختر".

وكشف هوغربيتس في وقت سابق، أنه استند في تحليلاته وتنبؤاته إلى الدراسة السابقة التي أجراها العالم العراقي صالح عوض، حسب زعمه.

وكان عوض قد أشار سابقا، إلى أنه قبل حدوث الزلزال المدمر، كان هناك بطء في سرعة الدوران بكوكب الأرض بسبب ضغوط القوى الخارجية للكواكب، وهو ما أدى إلى تحرك الألواح في تركيا ووقوع هذه الكارثة. 

وأودى الزلزال الذي يعتبر أسوأ كارثة تتعرض لها تركيا في التاريخ المعاصر، بحياة أكثر من 45 ألف شخص في تركيا وأكثر من 5 آلاف في سوريا المجاورة.