قبلت محكمة أمريكية دعوى جماعية قدمها نحو ثلاثين رجلاً وامرأة ضد شركة "آبل"، بسبب منتجها "إير تاغ" (AirTag) الذي قالوا إنه يساهم في التجسس وتعريض الأشخاص للخطر.
وقال قاض في كاليفورنيا: "المدعون يقولون إنه عندما تمت مطاردتهم، كانت المشاكل المتعلقة بميزات السلامة في "إير تاغ" كبيرة، وأن عيوب السلامة هذه تسببت في إصاباتهم".
"إير تاغ" هو قرص صغير، مزود بقدرات لتعقب الموقع، بدأت "آبل" في بيعه كوسيلة تتيح للناس تعقّب أشيائهم عبر الهاتف، حيث يضعه البعض مع مفتاح السيارة أو داخل حقيبة ثمينة. وقد أصبح في دائرة الضوء مرة أخرى، بسبب استخدام هذا المنتج بطريقة مسيئة، وتسجيل حالات ملاحقة وتعقب غير قانوني، عن طريق تثبيت جهاز التعقب على الضحية.
وكشفت أبل النقاب عن هذا الجهاز في أبريل 2021، ليساعد في البحث عن الأشياء التي يسهل فقدها. لكن عددا متزايداً من الأشخاص باتوا يعثرون على متعقبات "إير تاغ" في سياراتهم وبين مقتنياتهم الشخصية، ما أدى إلى تنامي المخاوف من تحويل هذه الأجهزة إلى وسيلة جديدة للتلصص.
وقال المدعون في الشكوى الجماعية: "بسعر 29 دولار فقط، أصبح هذا المنتج السلاح المفضل للملاحقين والمعتدين".
ففي حين يمكن للتكنلوجيا أن تساعدك في العثور على المفاتيح المخفية أو الحقيبة التي نسيتها في مكانٍ ما، ظهرت تقارير حول كيفية استخدام الناس له بطرق لم تكن قانونية تماماً، بل ووردت تقارير عن نشاط إجرامي علني.
وحققت الشرطة في العديد من الحوادث التي استخدم فيها المجرمون "إير تاغ" لسرقة السيارات. حيث يقومون بوضع الجهاز على السيارة ليتمكنوا لاحقاً من تحديد موقعها وسرقتها، كما أُستخدم لتعقب النساء. ويلصق الجناة القرص على سيارة امرأة أو يضعونها خلسة في حقيبتها، ثم يتأكدون من مكان إقامتها ويرون الطرق التي تمر بها بانتظام.
يعتقد الباحثون، أن هذه المتعقبات المجهزة بتقنية البلوتوث تكشف ربما عن مشكلة أكثر شيوعاً في التقنيات التي تسمح بالتعقب. إذ تصدر هذه الأخيرة إشارة يمكن رصدها بواسطة كل الأجهزة التي تعمل بنظام أبل التشغيلي
صحيح أن شركة آبل قد طورت ميزة تنبه المستخدمين عندما يتتبعهم جهاز "إير تاغ"، لكن هذه وغيرها من تدابير السلامة ليست كافية، وفقاً للدعوى.
ودافعت شركة آبل عن نفسها قائلة إنه لا ينبغي أن تتحمل المسؤولية عند إساءة استخدام المنتج، وأنها تدين أي استخدام غير قانوني وقد تعاونت مع الشرطة في هذه القضايا المختلفة.