كشفت صحيفة غارديان البريطانية نقلا عن مصادر استخباراتية إسرائيلية، استخدام القوات الإسرائيلية نظام "لافندر" في الحرب على غزة وزعمت تلك المصادر أنه منح الإذن للإسرائيليين بقتل المدنيين أثناء ملاحقة المقاتلين الفلسطينيين.
أفادت المصادر الاستخباراتية أن القوات الإسرائيلية اعتمدت في حربها قاعدة بيانات مدعومة بالذكاء الاصطناعي، حددت 37 ألف هدفا فلسطينيا محتمل، بإنشاء قاعدة بيانات للأفراد تعتمد خوارزميات معينة تضبط معايير البحث. ويسمى نظام الذكاء الاصطناعي "لافندر" وقد طورته الوحدة 8200 (استخبارات النخبة).
وتقول الصحيفة التي استقت معلوماتها من شهادة ستة ضباط مخابرات، أدلوا بشهادتهم للصحفي يوفال أبراهام، الذي نشر تقريراً في وسيلتين إعلاميتين بالعبرية، إن استخدام إسرائيل لأنظمة الذكاء الاصطناعي في الحرب على غزة دخل مرحلة مبهمة، بعد ستة أشهر من القصف الدامي، الذي ذهب ضحيته عشرات آلاف الفلسطينيين بين قتيل وجريح ومشرد، ما يثير مجموعة من الأسئلة القانونية والأخلاقية، ويغير العلاقة بين العسكريين والآلات.
ويقول ضابط إسرائيلي استخدم نظام "لافندر"، إن الثقة في إحصاء آلي أكبر من الثقة في "الجندي الحزين"، وأضاف قوله: "الآلة تقوم بالأمر ببرود، وهذا جعل الأمر أسهل".
وفق أحد المصادر، فقد كانت هناك سياسة إسرائيلية متساهلة بشأن الخسائر البشرية، ما جعلها تنطوي على "عنصر الانتقام" مما جرى يوم بدء عملية طوفان الأقصى في غلاف غزة يوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عندما نفذت الفصائل الفلسطينية هجومها.
وبحسب الضباط الستة فإن "لافندر" أدرج حوالي 37 ألف فلسطيني، ألحقوا بحركتي حماس أو الجهاد الإسلامي عن طريق نظام الذكاء الاصطناعي.
وجاء في التقرير أنه كان يسمح للجندي الاسرائيلي خلال الغارة الجوية التي تستهدف مقاتلين، بقتل 15 أو 20 مدنيا، بإسقاط قنابل "غبية" تدمر منازل بأكملها وتقتل كل ساكنيها، وقد ارتفع عدد الضحايا القتلى بعد مرور ستة أشهر إلى أكثر من 33 ألفا فيما تجاوز عدد الجرحى 75 ألفا.
الأمم المتحدة قلقة حيال استخدام إسرائيل الذكاء الاصطناعي
في ذات السياق أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش عن القلق البالغ بشأن هذه المعلومات المتعلقة بنظام "لافندر"، المتعلق باستخدام الجيش الإسرائيلي للذكاء الاصطناعي في حرب غزة، وقال إن هذه التكنولوجيا ينبغي توظيفها للخير وليس للقتل.
وأوضح غوتيريش للصحفيين القول: "يساورني قلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد بأن حملة القصف التي يشنها الجيش الإسرائيلي، تشمل الذكاء الاصطناعي كأداة لتحديد الأهداف، ولاسيما في المناطق السكنية المكتظة بالسكان، مما أدى إلى ارتفاع مستوى الخسائر في صفوف المدنيين".