دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تحتوي بعض مساحيق البروتين المتاحة من دون وصفة طبية على مستويات مقلقة من الرصاص والكادميوم، حيث عُثر على أعلى كميات من هاتين المادتين في المنتجات النباتية والعضوية والمنكهة بالشوكولاتة، وفقًا لتحقيق جديد.
وذكرت وكالة حماية البيئة الأمريكية، أنه لا يوجد مستوى آمن من الرصاص للبشر.
يُعتبر الكادميوم بحسب إدارة السلامة والصحة المهنية التابعة لوزارة العمل الأمريكية، مادة مسرطنة سامة أيضًا للقلب، والكلى، والأمعاء، والدماغ، والجهاز التنفسي والتناسلي.
وقالت جاكلين بوين، المديرة التنفيذية لمشروع Clean Label، وهي منظمة غير ربحية مكرّسة لوضع العلامات الشفافة على الأغذية، والتي أصدرت التقرير الجديد، الخميس: "في المتوسط، تحتوي مساحيق البروتين العضوية على ثلاثة أضعاف كمية الرصاص، ومرتين كمية الكادميوم مقارنة بالمنتجات غير العضوية".
ووفقًا للتقرير، تحتوي المساحيق النباتية مثل تلك المصنوعة من فول الصويا، والأرز، والبازلاء، والنباتات الأخرى، على ثلاثة أضعاف كمية الرصاص الموجودة في المنتجات القائمة على مصل اللبن. (مصل اللبن هو المنتج الثانوي السائل لصناعة الجبن).
تمتص النباتات بشكل طبيعي المعادن الثقيلة من قشرة الكوكب، لكنها يمكن أن تحتوي على مستويات مرتفعة إذا نمت في تربة ملوثة بشكل أكبر بالتعدين، والنفايات الصناعية، وبعض المبيدات الحشرية والأسمدة.
وجاء في التقرير، أن ثمة مصدر رئيسي آخر للتلوّث في مساحيق البروتين يتمثّل بنكهة الشوكولاتة.
وأشارت بوين إلى أنّ "مساحيق البروتين بنكهة الشوكولاتة تحتوي على أربعة أضعاف الرصاص، ونحو 110 أضعاف الكادميوم بطريقة تُضاهي المساحيق بنكهة الفانيليا".
رغم كونها غنية بالفلافونويد، ومضادات الأكسدة، والمعادن المفيدة الأخرى، فإن عنصري الكاكاو والشوكولاتة الداكنة تحتويان على مستويات عالية من المعادن الثقيلة.
توصلت دراسة أجريت في يوليو/ تموز 2024، أنّ 43٪ من ست دزينات لمنتجات الشوكولاتة الداكنة تجاوزت الحد الأقصى المسموح به لجرعة الرصاص الوارد في اقتراح كاليفورنيا 65، أي 0.5 جزء في المليون.
لفتت بوين إلى أنّ "ملوّث المعادن الثقيلة يمثّل مشكلة عالمية تتعلّق بسلامة الغذاء. هذه الملوثات موجودة في كل مكان تقريبًا، من بينها تلك التي يُروج لها كأغذية صحية".
وأفاد مجلس التغذية المسؤولة (CRN)، وهو جمعية صناعية تمثل مصنعي المكملات الغذائية، لـCNN، أنّ التقرير الجديد لم يوفّر شفافية كافية حول المعايير المستخدمة لعتبات التلوث، وكيفية اختيار المنتجات.
وقالت أندريا وونغ، نائب الرئيس الأول للشؤون العلمية والتنظيمية لدى CRN، إنه "من دون مثل هذا الوضوح، لا يستطيع المستهلكون وأصحاب المصلحة في الصناعة تقييم صحة الادعاءات بشكل كامل".
وتابعت وونغ: "يمكن للتقنيات التحليلية الحديثة اكتشاف حتى مستويات ضئيلة من العناصر الطبيعية، مثل المعادن الثقيلة، الموجودة في التربة والهواء والماء. غالبًا ما تكون هذه المستويات الضئيلة أدنى بكثير من عتبات السلامة المحددة من قبل الوكالات الفيدرالية، مثل إدارة الغذاء والدواء (FDA) ووكالة حماية البيئة (EPA)".
أخبار جيدة عن مادة BPA
بالنسبة للتحقيق الجديد، اشترى مشروع Clean Label ما عدده 160 منتجًا من 70 من أفضل العلامات التجارية مبيعًا لمساحيق البروتين. لكن، لم يتم الكشف عن العلامات التجارية في التقرير.
وقالت بوين: "نحن لا نُفصح عن أسماء الشركات التي نختبرها من أجل الحفاظ على العدالة، والاتساق، وتجنّب تضارب المصالح المحتمل".
تم بعد ذلك، إرسال عينات مسحوق البروتين إلى مختبر معتمد مستقل، الذي أجرى قرابة 36000 اختبار فردي على 258 ملوثًا مختلفًا، من بينها المعادن الثقيلة، والبيسفينول، والفثالات، ومواد البيرفلورو ألكيل، والبولي فلورو ألكيل، أو PFAS.
رغم ذلك، لم يتضمّن تقرير عام 2024، سوى مستويات الرصاص، والكادميوم، والبيسفينول أ، والبيسفينول إس، المعروفين باسم BPA وBPS. وعلّقت بوين أنّ البيانات المتعلقة بالملوّثات الأخرى سيتم إصدارها في تحديث لاحق.
وتُعطل مواد البيسفينول، الهرمونات التي ربطتها الدراسات بتشوهات الجنين، وانخفاض الوزن عند الولادة، واضطرابات الدماغ، والسلوك عند الرضع والأطفال.
ترتبط المواد الكيميائية لدى البالغين، بتطور مرض السكري من النوع 2، وأمراض القلب، وضعف الانتصاب، والسرطان، وزيادة خطر الوفاة المبكرة بنسبة 49٪ في غضون 10 سنوات.
تم استخدام البيسفينول أ على نطاق واسع في صنع زجاجات الأطفال، وأكواب الشرب، وحاويات حليب الأطفال، حتى قاطع الأهل القلقون هذه المنتجات منذ أكثر من عقد.
وجد تحقيق مماثل أجرته شركة Clean Label في عام 2018، مستويات عالية من البيسفينول. ولفتت بوين إلى أن تقرير عام 2024، كان يحمل أخبارًا جيدة.
وأضافت: "لقد وجدنا مادتي BPA وBPS فقط في ثلاثة أنواع من 160 مسحوق بروتين، مقارنة بـ 55% من المنتجات التي اختبرناها في عام 2018".
بهدف تحليل المعادن الثقيلة، قارن الباحثون في مشروع Clean Label نتائج اختبار الرصاص والكادميوم بالمستويات التي حددها اقتراح كاليفورنيا 65 (Prop 65).
وأوضحت بوين أنّ "Prop 65 هو بلا شك القانون الأكثر تقدمًا في البلاد عندما يتعلق الأمر بالملوثات البيئية الصناعية. لديهم معايير واضحة جدًا للنجاح أو الفشل، والتي عادة ما تكون أكثر صرامة من الوكالات الفيدرالية في الولايات المتحدة".
ذكر التقرير أن 47٪ من 160 عينة مسحوق بروتين تم اختبارها بواسطة Clean Label Project في عام 2024 تجاوزت إرشادات Prop 65 التنظيمية. وقالت بوين إن حوالي 21٪ من المساحيق تحتوي على مستويات أعلى مرتين من حد Prop 65.
وكان نحو 80٪ من مساحيق البروتين النباتية والعضوية التي تم اختبارها، أعلى من حد Prop 65 للرصاص. مع ذلك، تجاوزت 26٪ فقط من منتجات البروتين القائمة على الكولاجين، و28٪ من المنتجات القائمة على مصل اللبن حد الرصاص في كاليفورنيا.
ما يمكن للمستهلكين فعله
رأت بوين أنه ليس من الضروري التوقف عن استخدام مساحيق البروتين كجزء من نمط حياة صحي، لكن التسوق الذكي يساعد على ذلك.
وأضافت: "بالنسبة للأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا قائمًا على النباتات بالكامل، يبدو أن مساحيق البروتين المصنوعة من البازلاء تحتوي على أقل مستويات من المعادن الثقيلة. وإذا لم يكن لديك أي قيود غذائية، تشير البيانات إلى أن مساحيق البروتين القائمة على مصل اللبن، أو القائمة على البيض بنكهة الفانيليا ستحتوي على أقل كمية".
وخلصت بوين إلى أن التواصل مع العلامات التجارية المفضلة للاستفسار عن مستويات الملوثات هو إجراء ذكي آخر من جانب المستهلكين.