دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كان دينو كارلون خائفًا عندما تمّ تشخيص إصابته بسرطان المثانة قبل ثلاث سنوات. لكن، ارتفعت معنوياته عندما عرف بوجود دواء فعّال للغاية وله سجل حافل.
كان يفترض أن يتلقى كارلون علاجه لسنوات عدّة، لكنه قال إنّه حصل عليه لبضعة أشهر فقط لأن طبيب المسالك البولية أخبره بوجود نقص في الدواء، واسمه Bacillus Calmette-Guérin، أو BCG.
وقدّر تقرير جديد أنّ أكثر من 8,300 مريض أمريكي سنويًا لا يتلقّون جرعات كاملة من الدواء لعلاج سرطان المثانة.
وأوضحت لورا براي، عضو مجلس إدارة تحالف End Drug Shortages Alliance: "هذه أزمة مروعة.. يجب أن نفعل كل ما في وسعنا لمنح كل مريض من هؤلاء أفضل فرصة للبقاء على قيد الحياة.. إنه أمر مفجع، وينبغي أن يكون الأداء أفضل".
وكتب متحدّث باسم Merck، الشركة المصنّعة الوحيدة لـBCG بأنحاء العالم، في بيان أرسله لـCNN، أنّ الشركة زادت من إنتاجية الدواء بنسبة 200٪ بين عامي 2012 و2019.
وتقوم بدورها ببناء منشأة لتوسيع إنتاجية BCG، لكن قد يستغرق الأمر خمس أو ست سنوات للبناء، والتفتيش، والحصول على الموافقات التنظيمية، بحسب ما ورد في البيان.
وهناك عدد من العوامل التي تساهم في نقص الدواء، بدأ عام 2019.
وBCG دواء بيولوجي، يستخدم البكتيريا، وبالتالي هو أكثر تعقيدًا في صنعه من العديد من أنواع الأدوية الأخرى. ويعتبر معرّضًا بشكل خاص لمسائل مراقبة الجودة.
وبدأت شركة Sanofi، الشركة الأخرى التي صنعت BCG ذات مرة، تواجه مشاكل في الإنتاج عام 2012. وفي عام 2016، أعلنت أنها ستتوقف عن تصنيع الدواء في العام الذي يليه.
وفي حين أن حالات سرطان المثانة تتزايد ببطء، إلا أنها لا تزال سوقًا صغيرًا نسبيًا، ويتطلب تصنيع الدواء استثمارًا كبيرًا.
وأوضح كارلون أنه كان يفترض به تلقي جرعات لقاح BCG على مدار عامين تقريبًا. لكن أخبره طبيب المسالك البولية أنه لن يتمكن من الحصول على جرعاته المتبقية بسبب النقص.
وقال الدكتور بنجامين ديفيز، المتحدث باسم الجمعية الأمريكية لجراحة المسالك البولية، إنّ معدل تكرار الإصابة بسرطان المثانة يتراوح بين 30٪ و40٪.
وتابع: "معدل التكرار هذا مرتفع للغاية.. إنه مرض سيئ".
وهناك حوالي 82,920 حالة إصابة جديدة بسرطان المثانة في الولايات المتحدة سنويًا، و16,710 حالة وفاة، وفقًا لجمعية السرطان الأمريكية.
وبسبب النقص الكبير، توصي جمعية المسالك البولية الأمريكية بإعطاء الأولوية للمرضى المعرضين لخطر أكبر.
ويذكر أن BCG هو واحد من الأدوية العديدة التي تعاني من نقص، ضمنًا أدوية السرطان الأخرى للبالغين والأطفال.
ويتساءل كارلون لماذا لا تستطيع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إقناع الشركات بصنع أدوية ليست بالضرورة مربحة جدًا.
وبحسب بيان إدارة الغذاء والدواء، لا تستطيع الوكالة أن تطلب من أي شركة تصنيع دواء محدد حتى إذا كان ذلك ضروريًا من الناحية الطبية.
ولا تستطيع أيضًا التحكم بكمية الدواء التي يتم توزيعها، أو الشارين الذين سيتم منحهم الأولوية.
وأوضحت مارتا ووسيسكا، المسؤولة السابقة في إدارة الغذاء والدواء، إن الحكومة الفيدرالية يمكن أن تقدم حوافز مالية للشركات لتصنيع الأدوية التي تعاني من نقص، كما دفعت الحكومة لصنع لقاحات وعلاجات "كوفيد-19".
وأوضح الدكتور يورام أونجورو، عضو هيئة التدريس الأساسية في معهد "جونز هوبكنز بيرمان لأخلاقيات علم الأحياء"، أنّ "شركات الأدوية يمكنها الاستمرار في جني الأرباح مع ضمان الوصول إلى الأدوية الأساسية".
وتابع أنّ الحكومة ملزمة بإصلاح هذا النقص.