تفاصيل جديدة: خامنئي حذر نصر الله قبل أيام من الاغتيال والأمين العام لحزب الله آثر البقاء في لبنان

منذ 1 شهر 24

أشار المسؤول إلى أن أحد أفراد الحرس الثوري الذي كان يسافر بانتظام إلى لبنان أثار الشبهات بعد استفساره عن أماكن تواجد نصر الله والفترات التي سيمضيها في مواقع معينة.

ذكرت ثلاثة مصادر إيرانية، أن المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، طلب من الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، مغادرة لبنان قبل أيام من اغتياله. المصادر أشارت إلى أن خامنئي يشعر بقلق كبير بشأن احتمالية وجود عملاء إسرائيليين داخل الحكومة الإيرانية.

وفقا للمصادر، جاء هذا الطلب في أعقاب الهجوم على أجهزة النداء الخاصة بعناصر حزب الله، الذي وقع في 17 سبتمبر/أيلول. 

وذكرت في تصريح لـ "رويترز"، أن خامنئي بعث برسالة عبر مبعوث خاص إلى نصر الله، محذرا إياه من مخطط إسرائيلي لاغتياله، بناء على تقارير استخباراتية تشير إلى وجود عملاء إسرائيليين داخل حزب الله. 

أحد المصادر، وهو مسؤول إيراني كبير، أكد لوكالة "رويترز" أن المبعوث كان العميد عباس نيلفروشان، قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني، الذي التقى نصر الله قبل أن يتم اغتيالهما معا في هجوم إسرائيلي على الضاحية الجنوبية في بيروت في 27 سبتمبر.

وأشار المسؤول الإيراني إلى أن خامنئي، الموجود منذ السبت في مكان آمن داخل إيران، أصدر أوامر مباشرة بإطلاق حوالي 200 صاروخ على إسرائيل يوم الثلاثاء كجزء من الانتقام لمقتل نصر الله ونيلفروشان.

الحرس الثوري الإيراني أصدر بيانا أكد فيه أن الهجوم الصاروخي جاء ردا أيضا على اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في طهران في يوليو/تموز، وكذلك على الهجمات الإسرائيلية المتكررة على لبنان.ولم تتبن إسرائيل علنا مسؤوليتها عن مقتل هنية. 

ويوم الثلاثاء أعلنت بدء توغل بري "محدود" في جنوب لبنان لمواجهة حزب الله، مما أسفر عن مقتل وجرح العديد من الجنود في صفوف ألويتها.

ولم ترد وزارة الخارجية الإيرانية، ولا حزب الله، ولا مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المشرف على الموساد، على طلبات التعليق على تلك الأحداث.

جاء اغتيال نصر الله ضمن سلسلة من عمليات الاغتيال الإسرائيلية التي استهدفت قادة بارزين في حزب الله داخل لبنان. 

وتأسس حزب الله بدعم إيراني في الثمانينيات، ويعتبر اليوم أحد أقوى الفصائل المسلحة في المنطقة، حيث يشكل جزءا من تحالف يمتد إلى فلسطين واليمن والعراق.

وبحسب أربعة مصادر لبنانية، فإن الفوضى الحالية تجعل من الصعب على حزب الله تعيين خليفة جديد لنصر الله، وسط مخاوف متزايدة من أن تؤدي عمليات التسلل الإسرائيلية المستمرة إلى تهديد حياة الخليفة القادم.

تحقيق واسع النطاق في إيران

وأشار مسؤول إيراني كبير آخر، إلى أن مقتل نصر الله دفع السلطات الإيرانية إلى فتح تحقيق واسع النطاق في احتمالية وجود اختراقات داخل صفوف الحرس الثوري والمؤسسات الأمنية العليا في البلاد.

وذكر المسؤول أن هناك تركيزا خاصا على الأفراد الذين يسافرون إلى الخارج أو لديهم علاقات عائلية خارج إيران.

وأضاف أن أحد أفراد الحرس الثوري الذي كان يسافر بانتظام إلى لبنان أثار الشبهات بعد استفساره عن أماكن تواجد نصر الله والفترات التي سيمضيها في مواقع معينة. 

هذا الشخص تم اعتقاله، إلى جانب عدد آخر من المشتبه بهم، بعد تزايد المخاوف في أوساط الاستخبارات الإيرانية. عائلة المشتبه به انتقلت خارج إيران، دون أن يتم الكشف عن هوياتهم.

مصادر أخرى أفادت بأن خامنئي فقد الثقة في العديد من المسؤولين، مشيرة إلى أن المخاوف الإيرانية بشأن التسلل الإسرائيلي تعود إلى سنوات، حيث كان الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد قد كشف في عام 2021، أن رئيس وحدة استخبارات إيرانية كان يعمل كعميل للموساد. 

كما كانت إسرائيل قد حصلت في 2018 على وثائق سرية حول البرنامج النووي الإيراني من خلال عملية تجسس واسعة النطاق، وهو ما أكده رئيس الموساد السابق يوسي كوهين.

وجاء طلب خامنئي من نصر الله الانتقال إلى إيران بعد انفجار آلاف من أجهزة البيجر والاتصال اللاسلكي التي يستخدمها حزب الله في 17 و18 سبتمبر/أيلول.

نصر الله أصر على البقاء في لبنان.

هذا الهجوم، المنسوب إلى إسرائيل رغم عدم إعلانها المسؤولية رسميا، زاد من مخاوف إيران من التسلل.

وعلى الرغم من تلك التحذيرات، كان نصر الله واثقا في سلامته ويثق تماما في دائرته الأمنية المقربة، وفقا لمسؤول إيراني. 

هذا وأرسل خامنئي تحذيرا آخر عبر نيلفروشان، ولكن نصر الله أصر على البقاء في لبنان.

وفي الوقت نفسه، بدأ حزب الله تحقيقا واسعا داخل صفوفه بعد انفجارات أجهزة النداء، حيث استدعى المئات من أعضائه للتحقيق، بحسب ما ذكرته ثلاثة مصادر في لبنان. 

قاد الشيخ نبيل قاووق، أحد كبار المسؤولين في حزب الله، هذا التحقيق، ولكن تم اغتياله في غارة إسرائيلية بعد يوم واحد من مقتل نصر الله.

التصعيد الإسرائيلي الأخير يأتي بعد مرور عام تقريبا على اندلاع المواجهات الحدودية، إثر تدخل حزب الله لدعم حركة حماس والشعب الفلسطيني في مواجهة إسرائيل.

الحرب الدامية التي تخوضها الدولة العبرية أسفرت عن مقتل أكثر من 41 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفقا لبيانات وزارة الصحة في قطاع غزة.