تغير المناخ يقلب وجه العالم.. وتحالف دولي يدعو لتسريع التخلي عن الوقود الأحفوري

منذ 1 سنة 231

مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى مستويات قياسية الأسبوع الماضي، وتعرض بلدان لفيضانات وعواصف وموجات حر تدمر المحاصيل الزراعية، لا يزال العالم بعيداً من المسار الصحيح لتحقيق أهدافه المناخية. وهو ما دفع بعض الدول إلى الدعوة للالتزام في "كوب 28" بالتخلي التدريجي عن الوقود الأحفوري.

أكد تحالف دولي يشمل بلدانا أوروبية وأخرى معرضة لتغيّر المناخ الجمعة، أن العالم بحاجة إلى التخلي بشكل "عاجل" عن الوقود الأحفوري ضمن الجهود المبذولة لخفض انبعاثات غازات الدفيئة والسيطرة على ظاهرة الإحتباس الحراري.

في بيان صدر في ختام محادثات بشأن المناخ في بروكسل، قال "تحالف الطموح العالي" (هاي أمبيشن كواليشن) إن الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب 28) المقررة نهاية العام، يجب أن تمهد "لانتقال عاجل وعادل إلى مصادر الطاقة المتجددة، وعالم أكثر تكيفاً مع المناخ، وعدالة مناخية للجميع".

ودعا إلى أن تبلغ انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ذروتها بحلول عام 2025، على أبعد تقدير وخفضها بنسبة 43% بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات عام 2019، بما يتماشى مع التوصيات الأخيرة لخبراء المناخ في الأمم المتحدة.

وأضاف التحالف القول: "يتطلب ذلك تحولات منهجية في كل القطاعات، مدفوعة بتخل تدريجي عاجل عن الوقود الأحفوري، بدءاً بخفض سريع في إنتاج الوقود الأحفوري واستخدامه خلال هذا العقد". ويأتي البيان في أعقاب قمة وزارية في بلجيكا حدد خلالها رئيس "كوب 28" سلطان الجابر أولويات المؤتمر الذي تستضيفه دبي.

لا يزال العالم بعيداً من المسار الصحيح لتحقيق أهدافه المناخية، وهو ما دفع بعض الدول إلى للالتزام في "كوب 28" بالتخلي التدريجي عن الوقود الأحفوري الذي يتسبب في ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض.

أهداف ملموسة

وتوقع سلطان الجابر، وهو أيضاً وزير الصناعة الإماراتي ورئيس شركة "أدنوك" النفطية، أن يستمر الوقود الأحفوري في أداء دور، وإن كان محدوداً ومترافقاً مع استخدام تقنيات التقاط الكربون المثيرة للجدل من أجل "تخفيف" الانبعاثات أو تحييدها.

وأضاف الجابر الخميس أن تقليص استخدام الوقود الأحفوري أمر "حتمي" و"دأساسي"، لكنه لم يحد إطاراً زمنياً لذلك. وتابع في حوار مع وكالة فرانس برس: "لا أملك عصا سحرية" تمكّن من تحديد متى سيتمّ ذلك.

أثار "تحالف الطموح العالي" مخاوف بشأن الاعتماد على تقنيات التقاط الكربون وخزنه، مثل تلك التي تحبس الانبعاثات من محطات الطاقة وتخزنها بشكل دائم تحت الأرض، والتي لم يتم استخدامها حتى الآن على نطاق واسع.

وقال في بيانه: "يجب عدم استخدام تقنيات الحد من التلوث لإعطاء الضوء الأخضر للتوسع المستمر في الوقود الأحفوري، بل يجب النظر إليها في سياق خطوات التخلص التدريجي من استخدام الوقود الأحفوري"، وأضافت الدول أن لهذه التقنيات "دوراً ضئيلاً" في إزالة الكربون من قطاع الطاقة.

من بين الأهداف الملموسة التي اقترح سلطان الجابر أن تكون أولويات "كوب 28" مضاعفة قدرة الطاقة المتجددة في العالم ثلاث مرات ومضاعفة تحسينات كفاءة الطاقة، على أن يتم تحقيقها بحلول عام 2030.

يتماشى ذلك مع توصيات وكالة الطاقة الدولية لتحقيق هدف اتفاق باريس المتمثل في الحد من الاحتباس الحراري إلى 1,5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الصناعة.