♦ الملخص:
امرأة متزوجة تعلَّق قلبها وذهنها بمديرتها، وشغلت تفكيرَها، وحرمها ذلك الحب لذةَ العبادة، وهي تسأل: ما النصيحة؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا امرأة في الثامنة والعشرين من عمري، متزوجة ولديَّ بنتان، أعمل في مدرسة قرآنية بدولة أوروبية، مديرتي امرأة كبيرة في السن، ملتزمة، أحسَبها على خير، قلبي معلَّق بها، وصورتها لا تكاد تفارق ذهني، وأحب الحديث عنها كثيرًا، وأمتثل لكل ما تطلبه مني، أقول في نفسي: إنه حبٌّ لله، لكنَّ الحبَّ في الله لا يشغل التفكير، ولا يقطع لذة العبادة؛ لذا أفكر في ترك عملي؛ حتى لا يكون بيننا لقاء؛ فقد تعبت من هذا الحب، مع العلم أنني عاطفية وأحب من يهتم بي، بمَ تنصحونني؟ وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فملخص شكواكِ هو:
١- من الواضح جدًّا أنكِ تعانين من نقص عاطفي، لذا تستسلمين لمن يمنحكِ الاهتمام، وتبالغين في محبته.
٢- ثم لَمَّا وجدتِ الآثار السلبية لشدة التعلق بمديرة المدرسة، فكرتِ في حل سلبي وهو تركُ المدرسة.
فأقول مستعينًا بالله سبحانه:
أولًا: يجب معالجة النقص العاطفي الذي تُعانين منه عن طريق أهم مقومات العاطفة الصادقة؛ وهي تقوية الإيمان بالله سبحانه، وبرسوله صلى الله عليه وسلم، وتقوية محبة الله في قلبكِ عن طريق معرفة أسمائه الحسنى وصفاته العلا، ومعرفة معانيها، والعمل بها، وعن طريق مطالعة نِعَمِ الله عليكِ، والاجتهاد في شكرها، وعن طريق الإكثار من عموم العبادات، وخاصة تلاوة القرآن.
ثانيًا: إن كان لكِ زوجٌ، فيُنصح زوجكِ بإشباع عواطفكِ؛ حتى لا تحتاجي إليها عند غيره.
ثالثًا: عليكِ بكثرة الدعاء بصرف عواطفكِ القوية لله سبحانه، ولرسوله صلى الله عليه وسلم؛ محبة وتعظيمًا وامتثالًا.
رابعًا: لا شكَّ أن محبتكِ الجارفة للمديرة تعدت الحدود اللائقة، فاجتهدي في تهذيبها.
خامسًا: تفكيركِ في تركِ المدرسة ليس حلًّا جذريًّا؛ لأن مشكلتكِ أعمق من ذلك، وما دام النقص العاطفي موجودًا، فقد تنصرف العاطفة الجارفة لغيرها.
سادسًا: استخيري الله في تركِ المدرسة؛ لأنه قد يكون حلًّا، وقد لا يكون فيه فائدة في ظل النقص العاطفي.
حفِظكِ الله، ورزقكِ قوة الإيمان والمحبة الصادقة لله سبحانه، ولرسوله صلى الله عليه وسلم.