یطبق الاقتصاد الأزرق على القطاعات الساحلیة، والحیاة والأنشطة البحریة، فهو ذلك الاقتصاد الذي یعزز التنمیة المستدامة، مع تقلیل المخاطر البیئیة والندرة الإیكولوجیة بدرجة كبیرة.
وبجانب الاهتمام بالطاقة المتجددة، وإدارة النفایات، والاستهلاك والإنتاج المستدام، یركز على النماذج الجدیدة والناشئة مثل الاقتصاد الدائري، والاقتصاد التعاوني، والاقتصاد الوظیفي، هذا بالإضافة إلى خلق سوق أكثر شمولا یدمج التكلفة البیئیة والاجتماعیة الحقیقیة للمنتجات والخدمات، وكشفت دراسة لمركز فاروس المتخصص في الشئون الأفريقية إمكانات الاقتصاد الأزرق لأفريقيا في أقليم البحر المتوسط.
مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية
تعد الثروة السمكية تقليديًا قطاعًا اقتصاديًا مناسبًا، فقد زادت عائدات مصايد الأسماك في عام 2018 لمنطقة البحر الأبيض المتوسط بنحو 10 % وتتراوح الإيرادات الإجمالية من عام 2013 إلى عام 2018 بين 3.2 و 3.7 مليار يورو. وزاد إنتاج تربية الأحياء المائية بمرور الوقت لتلبية الطلب على الأسماك مع انخفاض المخزونات الحية ، ومن المتوقع أن يستمر هذا القطاع في التطور والتنويع مع زيادة الطلب على المنتجات السمكية للاستهلاك البشري ومع استمرار انخفاض المخزونات البرية بحلول عام 2025 .
السياحة الساحلية والبحرية
يمثل هذا القطاع 30 % من التدفقات السياحية العالمية واستضافة الوجهات السياحية الرائدة في العالم، ويعد هذا القطاع قطاعا متقلبا معرضا لتأثيرات تغير المناخ مثل تآكل السواحل والصدمات العالمية مثل الأزمات المالية والأوبئة وما إلى ذلك، وتظهر به الحاجة الواضحة لإجراء تغييرات هيكلية نحو نماذج أكثر استدامة بيئيًا وأكثر مرونة اجتماعيًا بالاستناد إلى نقاط القوة المحلية لضمان العوائد المحلية.
الطاقات البحرية المتجددة
تُمنح مصادر الطاقة المتجددة البحرية دوًرا بارًزا في الصفقات الأوروبية الخضراء وحزمة الشفاء من كوفيد ما مجموعه 70 جيجاوات من إنتاج طاقة الرياح البحرية سيتم وضعها في مياه جنوب أوروبا بحلول عام 2040 ويمكن للطاقة المتجددة المعتمدة على المحيطات أن تلبي ما يقرب من 10 % من التقليل السنوي لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري اللازمة بحلول عام 2050
الموانئ والنقل البحري
يعتبر الشحن التجاري محركًا أساسيًا للنمو العالمي، وهو يغطي حوالي 80 % من التجارة العالمية، يعتبر القطاع عنصرًا أساسيًا في الاقتصاد وخلق فرص العمل عبر البحر الأبيض المتوسط، ولكنه معرض أيضًا لتقلبات السوق والأزمات الدولية، وهذا يجعله مصدًرا متقلبًا نسبيًا للنمو والوظائف في عالم يتعرض بشكل متزايد للصدمات.
الأبحاث البحرية والابتكار
إن البحث والابتكار هما العمود الفقري الأساسي الذي يقود الاقتصاد الأزرق المستدام في البحر الأبيض المتوسط، لكي تكون فعالة ومؤثرة بشكل كامل، يجب أن تعكس أنشطة البحث والابتكار الاحتياجات والفرص المحددة للمنطقة، ومن الضروري زيادة التعاون والشعور بشكل أقوى بالمجتمع الإقليمي.