تعرف على أبرز الأزمات التي شهدها مضيق تايوان

منذ 1 سنة 123

منذ انفصال الصين الشيوعية وتايوان في نهاية الحرب الأهلية الصينية العام 1949، أصبح المضيق الذي يفصل بينهما نقطة توتر جيوسياسية.

والمضيق الذي لا يتعدى عرضه 130 كيلومترا في أضيق نقاطه، هو قناة دولية رئيسية لشحن البضائع، تفصل بين تايوان وجارتها الصين.

وبدأت بكين السبت تدريبات عسكرية تستمر ثلاثة أيام ردا على زيارة رئيسة تايوان تساي إينغ وين للولايات المتحدة حيث التقت رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي في لوس أنجليس.

ووصفت الصين التدريبات بأنها "تحذير جدي" إلى "القوى الانفصالية" التي تريد استقلال تايوان بالتواطؤ مع قوى أجنبية.

وكانت بكين ردت بغضب على زيارة للرئيسة السابقة لمجلس النواب نانسي بيلوسي إلى الجزيرة، ووجهت تهديدات متصاعدة وأعلنت عن سلسلة من المناورات العسكرية في المياه المحيطة بالجزيرة.

وكان محللون ذكروا أن لقاء تساي مع مكارثي في الولايات المتحدة قد يغضب بكين ويؤدي إلى عرض للقوة. فيما يأتي أبرز الأحداث التاريخية التي شهدها المضيق تحولت خلالها التوترات إلى أزمات.

أزمة مضيق تايوان الأولى

في نهاية الحرب الأهلية الصينية استولى الشيوعيون بزعامة ماو تسي تونغ على السلطة في بكين العام 1949، ما أضطر القوميين في حزب كومينتانغ بزعامة تشانغ كاي تشك للانتقال إلى ايوان.

واستقر الطرفان المتنافسان على جانبي المضيق، جمهورية الصين الشعبية في البر الرئيسي وجمهورية الصين في تايوان.

اندلعت أزمة المضيق الأولى في آب/أغسطس 1954 عندما ارسل القوميون آلاف الجنود إلى جزيرتي كينمين وماتسو الصغيرتين الخاضعتين لحكم تايوان، على بعد كيلومترات قليلة عن البر الرئيسي.

وردت الصين الشيوعية بقصف مدفعي للجزيرتين ونجحت في الاستيلاء على جزر ييجيانغشان، على بعد 400 كيلومتر شمال تايبيه.

وأُخمدت شرارة الأزمة في نهاية المطاف لكنها كادت أن تضع الصين والولايات المتحدة على شفير نزاع مباشر.

الأزمة الثانية

اندلع القتال مجددا في 1958 عندما قصفت قوات ماو بكثافة جزيرتي كينمين وماتسو في مسعى جديد لطرد القوات القومية المتمركزة هناك.

وخشية أن تؤدي خسارة الجزيرتين إلى انهيار القوميين وبالتالي سيطرة بكين على تايوان، أمر الرئيس الأميركي دوايت دي آيزنهاور قواته بمواكبة حلفائهم التايوانيين وتزويدهم الإمدادات.

وفي مرحلة ما فكرت الولايات المتحدة لفترة وجيزة في نشر أسلحة نووية ضد الصين. أعلنت بكين وقفا لإطلاق النار بسبب عجزها عن الاستيلاء على الجزر وفشل عمليات القصف في إخضاع القوميين.

ومع ذلك استمرت قوات ماو في قصف كينمين بشكل متقطع حتى عام 1979 بموازاة حالة من الجمود.

الأزمة الثالثة

اشتعل التوتر مجددا في 1995 عندما بدأت الصين تجارب إطلاق صواريخ في المياه المحيطة بتايوان احتجاجا على زيارة الرئيس التايواني لي تين هوي إلى الجامعة التي تخرج منها في الولايات المتحدة.

وكانت بكين تكره لي خصوصا لأنه كان يحبذ إعلان تايوان دولة مستقلة. وخلال السنوات السبع والثلاثين التي فصلت بين الأزمتين، تغيرت كل من الصين وتايوان بشكل كبير.

عقب وفاة ماو، بقيت الصين تحت سيطرة الحزب الشيوعي لكنها باشرت فترة إصلاح وانفتاح على العالم.

من ناحيتها بدأت تايوان في التخلص من سنوات حكم تشانغ كاي تشيك الاستبدادية والتحول إلى ديموقراطية تقدمية، بينما اعتنق كثيرون هوية تايوانية مميزة وليس صينية.

أجريت مزيد من التجارب الصاروخية بعد عام بينما نظمت تايوان أول انتخابات رئاسية مباشرة. جاءت الخطوات بنتائج عكسية. فقد أرسلت الولايات المتحدة مجموعتين من حاملات الطائرات لدفع الصين للتراجع، بينما فاز لي في الانتخابات بهامش كبير.

في العام 1997، أصبح نيوت غينغريتش أول رئيس لمجلس النواب الأميركي يزور تايوان في خطوة غير مسبوقة.

أوسع تدريبات عسكرية

مر أكثر من 25 عامًا قبل أن تتوجه رئيسة مجلس النواب التالية نانسي بيلوسي إلى تايوان. ردت الصين بإطلاق أكبر مناورات جوية وبحرية على الإطلاق عبر إرسال سفن حربية وصواريخ وطائرات مقاتلة إلى المياه والأجواء المحيطة بالجزيرة.

ردت تايبيه بإجراء مناوراتها، وبعد أسابيع، أرسلت الولايات المتحدة سفنا حربية إلى المضيق وأعلنت عن برامج مساعدات عسكرية جديدة للجزيرة.

بعد أقل من عام، وصلت رئيسة تايوان تساي إينغ وين إلى لوس أنجليس للقاء مكارثي.

وفي 8 نيسان/ابريل، بدأت جولة أخرى من التدريبات العسكرية الصينية لمدة ثلاثة أيام بالتزامن مع عودة تساي إلى الجزيرة.

في 10 نيسان/ابريل، أجرت الصين تدريبا ب"الذخيرة الحيّة" قرب بينغتان (جنوب شرق)، وهي أقرب نقطة في البر الصيني إلى تايوان، تحاكي فيها "تطويقا" لتايوان.