تعرضت للتنمر

منذ 1 سنة 230

تعرضت للتنمر


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/7/2023 ميلادي - 7/1/1445 هجري

الزيارات: 41



السؤال:

الملخص:

فتاة تتعرض للتنمر باستمرار؛ في المدرسة، وفي الشارع؛ بسبب طولها، وشكلها؛ لذا فقد حاولت الانتحار خمس مرات، وأصبح الحزن رفيقها، وكرِهت وجودها، وتسأل: ما الحل؟

التفاصيل:

أنا فتاة أبلغ من العمر التاسعة عشرة، تعرضت للتنمُّر في كل أطوار حياتي؛ في مدرستي، في الشوارع، فأينما ذهبت، يُتنمَّر عليَّ، أصبحت أخشى التواجد بين الناس، أو البيات في منزل غير منزلنا، حتى لو كان بيت جَدِّي، لا أفعل شيئًا في حياتي سوى العزلة واعتناق السكون، لا أحد يقدِّرني؛ فوجودي غير مرغوبٍ فيه، عندي عُقَدٌ نفسية بسبب شكلي، وطولي، بل كل ما في نفسي، كل يوم أستيقظ فيه يعتبر معركة، وفي نهايته أخرج من تلك المعركة حية، وأستعد للقادم الذي سيكون أصعبَ، لجأت للانتحار أكثر من خمس مرات دون جدوى، وكلما أخدش يدي أو أي مكان في جسمي، فتلك الدماء تريحني، أصبحت حياتي مملوءة حزنًا، حتى إن كسرت كأسًا دون قصد، تنهمر دموعي، ومع أنني أنصح للجميع بالقرآن والصلاة، فقد ابتعدتُ عنهما، بعد تمسُّكٍ، ليس لي أحدٌ أخبره وأبثه ما في نفسي، ومع ذلك أستمع لكل من جاء يبثُّني ما في نفسه، وأحاول أن أساعده، وأعانقه، وأبكي معه، فما الحل؟ أرجو الرد، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين؛ سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:

فنشكركِ على تواصلكِ معنا وثقتكِ بنا، بداية يتضح أن ما أنتِ عليه الآن من مشاعر وأفكار نتيجة التنمر منذ فترات طويلة؛ لذا نوجه النداء إلى احترام الآخرين، وعدم السخرية منهم، حتى وإن كان من باب الْمُزَاح؛ فالنفس تُحْييها كلمة، وقد تقتلها أخرى؛ لذا نجد أن الله عز وجل في كتابه الشريف يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ﴾ [الحجرات: 11]، وفي هذا أمر صريح لاجتناب التنمر وغيره، مما يهين كرامة الإنسان.

أختي الفاضلة، أنتِ لستِ وحدكِ ممن يعاني قلة فقه بعض الناس، وقلة أدبهم، كما أننا لا نستطيع أن نغلق أفواه الجميع أو نصلحهم، لكننا نستطيع تغيير أنفسنا، والتحكم في أفكارنا ومشاعرنا، ومن ثَمَّ سلوكياتنا؛ وفيما يلي بعض التوجيهات التي تعينكِ على ذلك:

1- اعلمي أنكِ نفخة من روح الله، وأن الله قد اصطفاكِ على كثير من خلقه، وأكرمكِ، وخلقكِ من بني الإنسان، فكفى بالله وكيلًا ومعينًا وشاهدًا عليكِ، سخر لكِ - وأنتِ من بني آدم - ما في السماء والأرض لخدمتكِ، فأي كرم هذا وأي خير؟

2- أحبِّي نفسكِ كما أنتِ؛ طويلة كنتِ أو قصيرة، سمراءَ كنتِ أم بيضاء، أحبِّيها لأنها جزء منكِ، وأنتِ جزء منها، وما يعينكِ على ذلك تذكر ما تُجِيدينه من مهارات وأعمال، وتذكر إنجازاتكِ وصفاتكِ الحسنة.

3- تقبَّلي ما لا يمكنكِ تغيره؛ مثل الطول، لون البشرة...؛ إلخ، وحاولي تحديد ما يمكنكِ تغييره؛ مثل: تكوين علاقات صداقة جيدة، تغيير الأفكار السلبية بمساعدة مختصين.

4- حددي أهدافكِ، وحقِّقي إنجازًا حقيقيًّا لكِ؛ فهذا يعزز إقبالكِ على الحياة، ويزيد من تقديركِ لذاتكِ.

5- حاولي الابتعاد أو التقليل من الاحتكاك مع الوسط الذي يقلل من شأنكِ، ويشعركِ بالدونية، وكوِّني لنفسكِ بيئة داعمة بتكوين صداقات صالحة، والاحتكاك بأفراد طيبين.

6- إن ممارسة الرياضة تعزز إفراز هرمون السيروتونين، وهرمون السعادة؛ لذا فاحرصي على ممارسة أي نشاط رياضي لبضع ساعات من الأسبوع.

7- حاولي أن تنظمي روتين حياتكِ لبداية جديدة؛ من مواعيد النوم والاستيقاظ، والأكل، والعمل...؛ إلخ.

5- خصصي وقتًا ثابتًا للعبادة، والتزود بالطاقة الروحية، وذلك بالتقرب من الله عز وجل بأيِّ عمل تحبينه.

6- قومي بزيارة مختص نفسي في أقرب وقت يساعدكِ على ما ذكرناه سابقًا.

وفقكِ الله لِما يحب ويرضى.