تعتقد الحكومة الأوكرانية أن عدد المعتقلين الأوكرانيين المدنيين قد يصل إلى نحو عشرة آلاف، وفقاً للمفاوض الأوكراني أولكسندر كونونيكو.
تحتجز روسيا في جميع أنحاء أراضيها والأراضي التي تحتلها آلاف المدنيين الأوكرانيين في شبكة من السجون الرسمية وغير الرسمية، حيث يتعرضون للتعذيب والإيذاء النفسي وحتى السخرة.
وتحدثت وكالة أسوشييتد برس مع عشرات الأشخاص، بمن فيهم 20 معتقلاً سابقاً وأسرى حرب سابقين، وعائلات أكثر من عشرة مدنيين محتجزين، واثنين من مسؤولي المخابرات الأوكرانية ومفاوض حكومي.
وتؤكد روايات هؤلاء الأشخاص، وكذلك صور الأقمار الصناعية ووسائل التواصل الاجتماعي ووثائق حكومية ونسخ رسائل أرسلها الصليب الأحمر، وجود خطط منظمة روسية لاحتجاز وإساءة معاملة المدنيين على نطاق واسع، بما يتعارض بشكل مباشر مع اتفاقيات جنيف.
وتعتقد الحكومة الأوكرانية أن عدد المعتقلين المدنيين قد يصل إلى نحو عشرة آلاف، وفقاً للمفاوض الأوكراني أولكسندر كونونيكو.
وهذا العدد قُدّر بناءً على تقارير من عائلات وأحباء المعتقلين، بالإضافة إلى مقابلات مع مدنيين معتقلين بعد إطلاق سراحهم.
روايات صادمة
وأُطلق سراح حوالي 400 مدني تقول روسيا إنهم فقط الذين كانوا معتقلين لديها، وتنفي احتجاز آخرين.
واحتُجز بعض المدنيين لأيام أو أسابيع، بينما اختفى آخرون منذ أكثر من عام. وقال جميع المفرج عنهم تقريباً إنهم تعرضوا للتعذيب أو شهدوا عليه، ووصف معظمهم نقلهم من مكان إلى آخر دون تفسير.
وقالت أولينا ياهوبوفا، وهي موظفة إدارية متزوجة من جندي أوكراني ومحتجزة سابقة: "لقد قيدوا يدي وقدمي على كرسي مكتب وضربوني على رأسي بزجاجة ماء سعتها لترين".
أُجبرت أولينا خلال فترة احتجازها على حفر خنادق للروس في زاباروجيا، وتخضع الآن للعلاج من إصاباتها التي عانتها خلال الأشهر الخمسة التي قضتها في الأسر.
أما فيكتوريا أندروشا فاحتُجزت داخل روسيا لمدة ستة أشهر بعد اتهامها بنشر دعاية مناهضة لروسيا في الفصل الدراسي.
وقالت أندروشا إن آسريها الروس ضربوها وعذبوها في الحجز، مضيفة: "حبسوني في غرفة منفصلة وأحرقوا قطعة من الورق في مكان قريب وقالوا: سنشغل الغاز وستحترقين".
وأشارت إلى أنهم هددوها بتقطيع جسدها إلى أشلاء، قبل أن يُطلق سراحها مع مدنيين آخرين في صفقة تبادل مقابل جنود روس، ما يُعد انتهاكاً للقانون الدولي.
وتجهل العديد من العائلات الأوكرانية مصير أحبائها، الأمر الذي تقول الأمم المتحدة إنه قد يكون جريمة حرب في حد ذاته.
ولفتت آنا فويكو إلى أنها لم تر والدها رومان فويكو منذ آذار/ مارس من العام الماضي 2022، حيث أخبرها الجيران أن عامل المصنع السابق قد اصطحبه جنود روس من منزله في هوستوميل مقيد اليدين، ووضع على متن شاحنة.
وأضافت: "أعاني من ضغوط كبيرة. أفكر في الأمر كل يوم. لقد مر عام، وحتى أكثر، كم من الوقت يجب أن يمر؟ هناك الكثير من المدنيين هناك، ليس والدي فقط".