تطوير الصين لحاملة طائرات نووية.. هي سيغير موازين القوى البحرية في العالم؟

منذ 1 أسبوع 27

قبل عقود عدة، كانت الصين قد شرعت في تحديث أسطولها البحري وتوسيعه، رغبةً في أن تصبح واحدة من أكبر القوى البحرية في العالم. واليوم، تظهر صور الأقمار الصناعية ووثائق حكومية الصينية جرى تحليلها في الآونة الأخيرة: إشارات واضحة على أن الصين تتجه إلى بناء أول حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية.

وفي خطوة غير مسبوقة، أتمت الصين إنشاء نموذج أولي لمفاعل نووي مخصص لأحد أكبر السفن الحربية في العالم، ليكون هذا المفاعل هو الأساس لإطلاق أول حاملة طائرات نووية لديها.

الطموحات الصينية في البحر لا تتوقف عند حدود الأسطول الحالي، الذي يعد بالفعل الأكبر في العالم من حيث العدد، بل تسعى الصين الآن إلى دخول دائرة القوى البحرية الكبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا التي تمتلك حاملة طائرات نووية. وبفضل التكنولوجيا النووية المتقدمة، ستتمكن الصين من بناء حاملة طائرات لا تحتاج إلى إعادة تزويد بالوقود بشكل متكرر، ما سيمنحها قدرة على العمل في أعالي البحار وعلى مسافات أبعد بكثير من سواحلها، وهو ما يشكل تحديا كبيرا للهيمنة الأمريكية في أعالي المحيطات.

ويعود الأمر إلى مشروع سري ضخم في منطقة ليشان في مقاطعة سيتشوان الصينية، حيث يُقال إن الصين كانت تعمل على تطوير مفاعل نووي لإنتاج الوقود النووي للأسلحة. لكن الفحوصات الأخيرة أثبتت أن هذا المشروع هو في الواقع مفاعل نووي معد خصيصا لتشغيل حاملة طائرات. وقد أطلق عليه اسم "مشروع لونغوي" أو "قوة التنين"، وهو يعد من أهم المشاريع العسكرية التي يجري تنفيذها تحت إشراف معهد الطاقة النووية التابع لمؤسسة الطاقة النووية الصينية.

ورغم أن الصين قد أطلقت بالفعل ثلاث حاملات طائرات، اثنتان منها تقليديتان تعملان بالوقود، بينما الثالثة هي حاملة طائرات مصممة محليًا، فإن حاملة الطائرات النووية ستكون خطوة غير مسبوقة في تاريخ البحرية الصينية. ويقول "تونغ زاو"، الباحث البارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي في واشنطن: إن هذا التطور سيكون بمثابة "رمز للفخر الوطني"، ما سيعزز صورة الصين كقوة بحرية عالمية رائدة.

ورغم أن توقيت إتمام بناء حاملة الطائرات النووية لا يزال غامضًا، فإن البحث الذي أُجري على صور الأقمار الصناعية والوثائق يثبت أن الصين متجهة بشكل جاد نحو الانضمام إلى "نادي" القوى البحرية النووية. فهل سيغير هذا التقدم الكبير موازين القوى في البحار ويجعل الصين منافسًا حقيقيًا للولايات المتحدة في هذا المجال؟ وهل ستمكن الصين من مواجهة التحديات البحرية الأمريكية في المحيطات البعيدة؟