تصبغ المرأة شعرها لألف سبب فماذا عن الرجل؟

منذ 1 سنة 147

لطالما اعتُبر شعر المرأة رمزاً لأنوثتها، ويأتي صبغ الشعر ضمن الخطوات التي قد تقوم بها لتضفي المزيد من الجمال على إطلالتها، خصوصاً أن هذا التغيير خياراته مفتوحة وقابل للتعديل والتحسين والعودة متى شاءت إلى المظهر الأساسي.

بالنسبة للرجل، لو عدنا سنوات إلى الوراء، لم يكن صبغ الشعر يحصل علناً، وكان الرجل يتستر حول هذه الخطوة، ولكن في السنوات الأخيرة، لم يعد ذلك يدعو للإحراج كما في الماضي.

يختلف الوضع بالنسبة للمرأة التي تتبع أحدث صيحات الموضة وتسعى إلى التجدد الدائم. كما قد تذهب إلى الحد الأقصى في التغيير، بحسب درجة الجرأة التي تتميز بها. بحسب مزين الشعر داني إبراهيم، نسبة 65 في المئة من النساء اللواتي يقصدن الصالون لديه يصبغن شعرهن بهدف تغطية الشيب، ونسبة 35 في المئة بهدف إحداث تغيير في الشكل.

وقد تلجأ المرأة إلى تغيير لون شعرها بشكل تام وجذري كرد فعل انفعالي في مواجهة حالة توتر أو مشكلة ما. وكثيرات صبغة الشعر هدفها التشبه بإحدى النجمات. إلا أن مثل هذه الخطوة لا تنجح دائماً على حد قول إبراهيم، وقد لا تناسب الكل. وفي حالات معينة، يمكن ألا تسمح ظروف حياة المرأة أو عملها بأن تحدث تغييراً جذرياً في مظهرها أو في لون شعرها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"ترغب كثيرات بالحصول على شعر أشقر لتغيير جذري في الإطلالة. ويعتبر اللون الأشقر من الصبغات المرغوبة بشكل خاص من النساء، وإن كان لا يليق بهن في كثير من الحالات. فيكون من واجب مزين الشعر عندها إقناع المرأة للتوصل إلى حل وسط. حتى لا تكتشف في وقت متأخر أن اللون لا يليق بها، فتضطر إلى تغييره من جديد".

التغيير ضمن حدود

أياً كان نوع التغيير الذي يريد الشخص أن يحدثه في شكله، سواء عبر التجميل أو عبر تلوين الشعر، وطالما ثمة اعتدال، ما من مشكلة في ذلك، بحسب اختصاصية في المعالجة النفسية جيزال نادر. أما في حال المبالغة، فتفقد الأمور منحاها الإيجابي، ويمكن التحدث عن الآثار النفسية السلبية عندها. فبشكل عام، يعتبر التغيير إيجابياً دائماً. إذ يرتبط المظهر إلى حد كبير بالتغيير الذهني والمزاج والحالة النفسية. وبالنسبة للمرأة، بشكل عام، يعطيها تغيير لون شعرها نوعاً من الرضى ويساعدها على تحسين مزاجها أو قد تهدف من خلاله إلى لفت الأنظار.

يهدف اللجوء إلى تلوين الشعر في مراحل عمرية متقدمة عادةً إلى إخفاء الشيب، وإن كان الشعر الأبيض حالياً من الصيحات التي تلقى رواجاً، وتشجعت كثيرات على تركه ظاهراً، خصوصاً إذا كان الشيب يليق بهن. "لكن اللجوء في مرحلة المراهقة إلى تغيير المظهر، وتحديداً في لون الشعر بدرجات متفاوتة، يكون عادةً بحثاً عن إطلالة أجمل في إطار البحث عن الهوية والسعي إلى اكتشاف الجسم والهوية والشخصية. هذا، من دون أن ننسى ما لوسائل التواصل الاجتماعي من أثر مهم في التحفيز على مواكبة أحدث صيحات الموضة أو التشجيع على اعتماد إطلالات مشاهير ومؤثرين. كما قد يكون وراء هذا التغيير رغبة في مواكبة الموضة أو تحسين المظهر".

pexels-spencer-selover-428338.jpg

قد لا يقتصر صبغ الشعر على مجرد تغيير في المظهر، إذ يخفي وراءه أحياناً حزناً أو غضباً لدى من يمرون بمراحل صعبة. يسعون إلى إخفاء تداعياتها، عبر اللجوء إلى تغيير لون الشعر لتخطيها والشعور بحال أفضل. وفي حال مواجهة صدمة معينة أو فقدان شخص عزيز أو فسخ علاقة، قد ترغب المرأة بإحداث تغيير كلي ومفاجئ في لون شعرها بما يختلف عن أسلوبها المعتاد، وإن كان لا يشبه شخصيتها. وهنا لا يكون الهدف من هذا التغيير، إلا تخطي هذه الحالة.

أما التغيير الذي تُطرح علامات استفهام حوله، فهو ذاك الذي يلجأ فيه بعضهن إلى ألوان صارخة بشكل متكرر وجذري. فالنساء اللواتي يلجأن إلى هذا النوع من التغيير الحاد هن من طبيعة تميل إلى التطرف في نظرتهن إلى أنفسهن وإلى المجتمع.

وقد يعكس تغيير لون الشعر رد فعل معيناً كالتمرد على موقف أو قرار أو التعبير عن قضية. بكل بساطة، قد يكون التغيير المستمر في لون الشعر لمجرد التسلية وعلى سبيل المتعة، فيما يكون أحياناً دليلاً على قلق أو على زعزعة في الصورة الشخصية.

نسبة تغيير محدودة في شعر الرجل

بالنسبة للرجل، زاد اهتمامه بمظهره في السنوات الأخيرة، سواء باللجوء إلى التجميل أو بصبغ الشعر أو حتى بالعناية ببشرته. فحصلت تحولات في المجتمع وتبدلت الذهنية بحيث لم يعد الاهتمام بالمظهر محصوراً بالمرأة. شيئاً فشيئاً، بات الرجل أكثر جرأة في التغيير في مظهره بحسب الفئة العمرية التي هو منها، إما لتغطية الشيب مع ظهوره، أو لمواكبة الموضة وإحداث تغييرات في الطلّة في فئة الشباب. لكن في كل الحالات، تشير جيزال نادر إلى أن نسبة التغيير في إطلالة الرجل، وتحديداً في لون شعره محدودة عامةً، ولا يكون المجال مفتوحاً بالنسبة له في اتباع صيحات أو في قص شعره أو تغيير لونه. حتى أن فكرة التغيير الجذري في إطلالة الرجل عبر تغيير لون شعره لا تزال غير مقبولة في المجتمع بنسبة عالية، وقد يكتفي بلمسات بسيطة تكاد لا تكون ظاهرة. لذلك، قد يلجأ إلى صبغ شعره بهدف تغطية الشيب لا أكثر، وذلك لدى فئة محدودة من الرجال بما أن النسبة الكبرى منهم تحافظ على لون الشعر مع ظهور الشيب فيها لاعتباره أن الشعر الأبيض مقبول لدى الرجل أكثر من المرأة. وبالتالي، بقي التغيير محدوداً ولا يكون جذرياً، كما هي الحال بالنسبة للمرأة التي قد تغير مظهرها تماماً بصبغه أو بخطوات أخرى عديدة.