تشييع شاب إسرائيلي قتل برصاص مسلح فلسطيني ومستوطنون يحرقون مزارع وسيارات تعود لفلسطينيين

منذ 1 سنة 123

شُيعت في إسرائيل جنازة هاريل مسعود، البالغ 21 عاما، وهو واحد من أربعة إسرائيليين قتلوا في هجوم بإطلاق نار الثلاثاء بالقرب من مستوطنة عيلي الإسرائيلية بالضفة الغربية المحتلة.

الهجوم نفذ من قبل شخصين أحدهما بحسب القوات الإسرائيلية من سكان قرية حوارة.

ويأتي الهجوم غداة مقتل ستة فلسطينيين في عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي في مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة. وقتل مساء الإثنين أيضا شاب فلسطيني في بلدة حوسان قرب بيت لحم في الضفة الغربية، التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967.

ويندرج هذا الهجوم الجديد في إطار تصعيد في التوتّرات رفع حصيلة قتلى الهجمات والمواجهات والعمليات العسكرية قبل الثلاثاء منذ مطلع كانون الثاني/يناير إلى ما لا يقلّ عن 166 فلسطينياً، و21 إسرائيلياً وأوكرانية وإيطالي.

في حوارة، قرب نابلس، هاجم نحو مئة مستوطن يهودي سكانا في المنطقة وأضرموا النار في أرض زراعية، وفق ما أفاد رئيس البلدية وأحد السكان وكالة فرانس برس عبر الهاتف.

وسبق أن شهدت حوارة أحداثا من هذا النوع بعد هجوم فلسطيني أوقع قتيلين إسرائيليين في شباط/فبراير.

وأفاد مراسل ميداني لفرانس برس بحرق أشجار زيتون. وبحسب الهلال الأحمر الفلسطيني أصيب العشرات.

مساء أفادت تقارير بوقوع هجمات نفّذها مستوطنون في اللبن الشرقية وفي قرية بيت فوريك في شمال الضفة الغربية.

الهجوم

اثنان من القتلى هم من سكان مستوطنة عيلي، كما قتل في الهجوم شاب من سكان وسط إسرائيل. بحلول المساء لم تكن هوية القتيل الرابع قد عرفت بعد.

وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن مدنيا مسلّحا تمكّن من "تحييد" أحد المهاجمين في موقع الهجوم، من دون أن يوضح ما إذا قُتل.

بحسب قوات الأمن الإسرائيلية، فر المهاجم الثاني لكن في نهاية المطاف "تم تحييده" قرب طوباس حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل فلسطيني "برصاص الاحتلال".

وقالت خدمة إسعاف نجمة داوود الحمراء الإسرائيلية في بيان "تأكّدت وفاة أربعة أشخاص وهناك أربعة جرحى آخرين، أحدهم مصاب بجروح خطرة".

وأعلن مسؤولون في عيلي مقتل اثنين من سكان المستوطنة في الهجوم هما إليشا أنتمان وعوفر فيرمان. وأعلن مسؤول محلي أن القتيل الثالث هو هاريل مسعود (21 عاما) وهو من سكان وسط إسرائيل.

ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الهجوم بأنه "إرهابي".

وأكّد غالانت أنّه سيدعو لاجتماع للقادة الأمنيين.

من جانبه، بعث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بتعازيه إلى أهالي القتلى ووصف الهجوم بأنه "مروّع"، مؤكدا على "تصفية الحسابات مع القتلة".

ووجّه نتانياهو تحذيرا قال فيه "أُذكّر كل أولئك الذين يسعون إلى إلحاق الأذى بنا بأنّ كلّ الخيارات مفتوحة. سنواصل محاربة الإرهاب بكل قوة وسنهزمه".

أما الجيش الإسرائيلي فأشار في بيان إلى أن المهاجمين وصلوا في سيارة إلى محطة وقود مجاورة لمستوطنة عيلي "وأطلقوا النار على المدنيين".

ودانت وزارة الخارجية الألمانية هجوم الثلاثاء، وجاء في بيان أصدرته "لا شيء يبرر هجمات إرهابية كهذه"، مبدية تضامنها مع ذوي الضحايا.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن واشنطن "قلقة أيضا بشأن استمرار العنف في إسرائيل والضفة الغربية في الأسابيع الأخيرة الذي أسفر عن مقتل وإصابة مدنيين فلسطينيين وإسرائيليين".

من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية "وصول شهيد بالإضافة إلى مصاب بحالة مستقرة برصاص الاحتلال الإسرائيلي قرب طوباس إلى مستشفى طوباس التركي الحكومي"، من دون أن تحدد ظروف إصابتهما.

وأكدت الوزارة في بيان لاحق أنّ "شهيد طوباس هو الشاب خالد مصطفى عبد اللطيف صباح (24 عاما)".

ورحّبت بالهجوم حركة حماس الإسلامية التي تسيطر على قطاع غزة.

وقالت حماس على لسان المتحدث باسمها حازم قاسم "لم يتأخر الردّ على جرائم الاحتلال ... هذه الثورة المتواصلة والانتفاضة العظيمة ستتواصل ولن تتوقف إلا بتحقيق أهداف شعبنا".

أما حركة الجهاد الإسلامي فاعتبرت "العملية الفدائية ... ردّاً طبيعيا على جرائم الاحتلال المتصاعدة"، مشيرة إلى أنها تندرج "في سياق ممارسة الحقّ المشروع في الدفاع عن النفس".

وشاهد مصوّر لوكالة فرانس برس عناصر شرطة إسرائيليين يعاينون جثث القتلى التي كانت مغطاة بشكل جزئي وعلى الأرض في موقع الهجوم.

وانتشرت القوات الإسرائيلية وعناصر الإنقاذ في محيط الهجوم على الطريق الرئيسي الواصل بين مدينتي رام الله ونابلس في الضفة الغربية والذي شهد ازمة مرورية خانقة.

- مقتل 7 فلسطينيين -

ويأتي هذا الهجوم غداة مقتل شاب فلسطيني قرب بيت لحم في جنوب الضفة الغربية المحتلّة وستة آخرين خلال عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي في مدينة جنين في شمال الضفة.

وقتلت القوات الإسرائيلية الشاب الفلسطيني ليل الإثنين-الثلاثاء قرب بيت لحم المحتلة، على ما ذكر الجيش الإسرائيلي ووزارة الصحة الفلسطينية.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية "استشهاد الشاب زكريا محمد زكريا الزعول (20 عاماً) برصاص الاحتلال الحي في الرأس، في بلدة حوسان".

وقال الجيش الاسرائيلي في بيان إنّ "مشتبهاً به ألقى قنابل حارقة باتجاه جنود إسرائيليين كانوا يقومون بعمليات روتينية" في بلدة حوسان.

وأضاف أنّ "الجنود ردوا بالنيران الحيّة وتم تحديد إصابة".

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أنّ "مواجهات جرت بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال الاسرائيلي التي أطلقت الذخيرة الحية واستخدمت الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية".

من جهة ثانية، ارتفعت حصيلة العملية العسكرية العنيفة التي شنّها الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين الإثنين وتخلّلتها اشتباكات وقصف مروحي إلى ستة قتلى فلسطينيين، بينهم فتى.

وأصيب في العملية أكثر من 90 فلسطينياً إلى جانب ثمانية عناصر من القوات الإسرائيلية.

وأكّدت وزارة الصحة الفلسطينية الثلاثاء "استشهاد أمجد عارف فياض جعص (48 عاماً) متأثراً بجروحٍ حرجة أصيب بها برصاص الاحتلال الحي في البطن، ليرتفع عدد شهداء عدوان الاحتلال على جنين، أمس الإثنين إلى ستة شهداء".

وتم تشييع جثمان جعص في موكب كبير من مدينة نابلس حتى جنين، وسط هتافات ندّد فيها المشاركون "بجرائم الاحتلال".

ولُفّ رأس جعص بالكوفية الفلسطينية وجثمانه بالعلم الفلسطيني.

وكان ابنه وسيم جعص (22 عاماً) قُتل برصاص الجيش الاسرائيلي في عملية عسكرية جرت في جنين في 25 كانون الثاني/يناير وقُتل فيها ثمانية فلسطينيين آخرين.

وشهدت العملية العسكرية الإثنين إطلاق صواريخ من مروحيات إسرائيلية وهو تكتيك لم تشهده الضفة الغربية منذ سنوات طويلة، بحسب مسؤول أمني فلسطيني.

وقالت القوات الإسرائيلية إنّها دخلت جنين لاعتقال اثنين من "المطلوبين" أحدهما ينتمي لحركة حماس والآخر لحركة الجهاد الإسلامي.

وتجري هذه الأحداث في الضفة الغربية في ظل جمود مفاوضات عملية السلام مع تدهور الوضع الأمني وعمليات التوغل الإسرائيلية المتكررة في المخيمات والقرى والمدن الفلسطينية لتتحول إلى مواجهات مع السكان.

ويعيش في الضفة الغربية من دون القدس الشرقية، نحو 2,9 مليون فلسطيني، بالإضافة إلى أكثر من نصف مليون مستوطن يهودي في مستوطنات تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.

وتحتلّ إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية منذ العام 1967.