تشييع جثامين قتلى فلسطينيين إثر اقتحام إسرائيلي لجنين واحتجاجات فلسطينيين في غزة

منذ 1 سنة 116

هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها مروحيات عسكرية إسرائيلية لقصف مواقع فلسطينية في جنين منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000-2005)

تجمع عشرات الشبان الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر وأحرقوا الإطارات بالقرب من الحدود مع إسرائيل، احتجاجًا على قتل القوات الإسرائيلية 5 أشخاص خلال اقتحامها مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة.

وهذه المرة الأولى التي تستخدم فيها طائرات مروحية عسكرية إسرائيلية لقصف مواقع فلسطينية في جنين منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000-2005).

وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل خمسة فلسطينيين وإصابة 91 آخرين بينهم 23 بين إصابات خطرة وحرجة" خلال المداهمة.

وقالت الوزارة، إن ّالقتلى هم خالد عزام عصاعصة (21 عاماً) وقسام فيصل أبو سرية (29 عاماً) والفتى أحمد يوسف صقر (15 عاما) وقيس مجدي عادل جبارين (21 عاما) وأحمد خالد دراغمة (19 عاما).

ونعت حركة الجهاد الإسلامي "كوكبة شهداء جنين" من بينهم أبو سرية الذي قالت إنّه ينتمي إليها. وأفاد أحد مراسلي وكالة فرانس برس، أن دوي إطلاق النار سُمع في أنحاء جنين فيما تدفق الجرحى الفلسطينيون إلى مستشفى ابن سينا في شمال الضفة الغربية في وقت مبكر من بعد الظهر.

وتجمعت حشود من بينهم مسلحون فلسطينيون خارج المستشفى في جنين. وشيعت الحشود القتلى الخمسة الذين لفت جثامينهم بالكوفية والعلم الفلسطيني.

وصرح نائب محافظ جنين كمال ابو الرب لوكالة فرانس برس، أن القوات الإسرائيلية شنت غارة حوالى الساعة الرابعة فجرا (01,00 ت غ)، ثم اقتحمت مخيم (جنين) والمدينة بأعداد كبيرة بعد صلاة الفجر، وكان هناك إطلاق نار كثيف".

وقال باسم طالب (38 عاما) من مخيم جنين إنه "استيقظ على أصوات إطلاق النار في الساعة الرابعة والربع فجرا"، وأضاف "استهدف الجيش أي شيء يتحرك".

وقال مراسل وكالة فرانس برس في المكان إن القوات الإسرائيلية انسحبت من جنين حوالي الساعة 15,10 (12,10 ت غ).

"اشتباكات كثيفة"

وفي إحاطة للصحافيين، أعلن متحدث باسم القوات الإسرائيلية أن القوات كانت تشنّ عملية "روتينية" تهدف لاعتقال مطلوبين لديها من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ووقع خلالها ما وصفه بأنه "تبادل كثيف لإطلاق النار" بين القوات الإسرائيلية ومسلحين فلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري، إن آلية مصفحة أصيبت بعبوة ناسفة، واصفا الأمر بأنه "غير عادي" ومشيرا إلى إصابة خمسة عناصر من القوات الإسرائيلية، بالإضافة إلى إثنين آخرين.

وبحسب مصور فرانس برس، فإن مسلحين فلسطينيين أطلقوا النار بكثافة على آلية عسكرية إسرائيلية. وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، أن قوات إسرائيلية "استهدفت مركبتي إسعاف بالرصاص الحي ما تسبب بأضرار مادية" مؤكدا أنه "تتم عرقلة وصول سيارات الإسعاف".

"حرب شرسة ومفتوحة"

دعت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة إلى إرسال "عاجل" للدم والإمدادات الطبية إلى جنين. أما أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ فكتب في تغريدة "حرب شرسة ومفتوحة تشن ضد الشعب الفلسطيني سياسيا وأمنيا واقتصاديا من قبل قوات الاحتلال".

وجاءت الغارة بينما كانت كبيرة مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف في رام الله للقاء القيادة الفلسطينية.

كما زار زعيم حركة حماس إسماعيل هنية وزعيم حركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة طهران لإجراء محادثات مع القادة الإيرانيين الاثنين.

من جانبه، أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك عن "قلقه الشديد من تدهور الوضع"، وقال: "عمليات القتل غير المشروع للفلسطينيين على أيدي قوات الأمن الإسرائيلية ازدادت، بما في ذلك عمليات إعدام خارج نطاق القضاء على ما يبدو".

وعبّر الاتحاد الأوروبي عن "قلق بالغ" إزاء الأحداث الأخيرة في جنين، وقال في بيان إن العمليات العسكرية يجب أن "متناسبة ومتوافقة مع القانون الدولي الإنساني".

أما جامعة الدول العربية فدانت "بأشد العبارات" العملية العسكرية الإسرائيلية و"ما يرتكبه جيش الاحتلال من جرائم مستخدما صنوف الأسلحة والمروحيات العسكرية".

في المقابل، دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموطريتش إلى شنّ عملية واسعة "للقضاء على أوكار الإرهاب" في شمال الضفة الغربية، وأضاف القول: "حان الوقت لإدخال القوات الجوية والدروع لحماية أرواح محاربينا...سأطالب بعقد اجتماع عاجل لمجلس الوزراء حول هذا الموضوع".

منذ بداية كانون الثاني/يناير، قُتل ما لا يقل عن 164 فلسطينيا، وعشرون إسرائيلياً وأجنبيان في اقتحامات عسكرية وهجمات، حسب حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى مصادر رسمية إسرائيلية وفلسطينية.