تشخيص السرطان لدى بريطانية بعد نوبات "ابيضاض العينين"

منذ 1 سنة 152

بعدما انتحر والدها وشخص الأطباء إصابتها بورم في الدماغ بفاصل بين الحدثين لم يتعد الستة أشهر، وبدأت تواجه نوبات من الصرع بلغت ثلاث مرات في الشهر، عَلَّمَتْ إبنها البالغ من العمر 10 سنوات الخطوات اللازمة للاتصال بخدمة الطوارئ البريطانية على الرقم 999، وتفيد بأن "طفليها هما السبب الوحيد في بقائها على قيد الحياة".

وتعيش البريطانية كيري واربورتون (35 سنة) في بلدة "جينسبوروه" بمقاطعة "لينكولن شاير"، مع زوجها كريغ كيركهام (36 سنة)، وابنهما إيثان (10 شهور)، وابنتهما إيلانا (10 أشهر). وقد حصلت على وظيفة أحلامها كمدرسة مساعدة في ديسمبر (كانون الأول) 2019، ولكن في أبريل (نيسان) 2020، بدأت تعاني نوبات صرع يتغير لون عينيها خلالها إلى "بياض تام"، [بمعنى أنهما تنقلبان في محجريهما]، وصارت عاجزة عن العمل.

علاوة على ذلك، فارق والد كيري الحياة في يوليو (تموز) 2020 منتحراً. وفي يناير (كانون الثاني) 2021، اكتشف الأطباء وجود ورم في دماغها يتسبب في نوبات الصرع التي تنتابها.

بعد مرور شهر واحد، حاول الأطباء استئصال الورم من طريق إجراء جراحة "الدماغ المفتوح" [إشارة إلى أنها تتضمن إجراءات جراحية في الدماغ مباشرة، بعد فتح الجمجمة]، ففقدت إثرها القدرة على النطق. وخلال وجودها في المستشفى، أصيبت بـ"كوفيد" وبقيت في غرفة معزولة طوال 12 يوماً. اعتقد زوجها كريغ أنها على "عتبة الموت" وكان الأطباء "على بعد ثوان" من إيقاف أجهزة الإنعاش التي تبقيها على قيد الحياة، غير أنها تعافت.

ثم بدأت الأمور تتحسن. وحملت كيري ثانية بابنتها إيلانا. ولكن، بعد استئناف العلاج، كشف التصوير بالرنين المغناطيسي أن الورم في دماغها قد بلغ المرحلة الرابعة [أي أن السرطان في حال تكاثر قوي وعلى وشك الانتشار السريع].

الآن، يعتزم كريغ قطع ما يعادل نحو نصف سباق ماراثون سيراً على القدمين بغية جمع الأموال المطلوبة لعلاج بالخلايا الجذعية يعِدْ بإضافة ما يتراوح بين ثلاث وخمس سنوات، إلى عمر زوجته كيري.

وبحسب تلك الزوجة، "كنت في أسوأ حالاتي على الإطلاق حينما تلقيت العلاج، خصوصاً بعدما فقدت والدي، وما زلت على قيد الحياة الآن من أجل طفليّ فحسب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في ديسمبر 2019، حصلت كيري أخيراً على وظيفة أحلامها، كمدرسة مساعدة، بعد عودتها إلى الكلية كطالبة أكبر سناً من زملائها.

ولكن، في أبريل 2020، بدأت كيري تواجه نوبات صرع التي مثّلت علامة تحذيرية أولى على وجود ورم عضال في دماغها في مرحلة نهائية.

وبحسب زوجها كريغ، "كانت ترتجف بشدة، وعيناها تتحركان وتختفيان في محجريهما، ورأيت رغوة ودماء تخرج من فمها. لم أعرف ما الذي يحدث. كنت مرعوباً، واعتقدت أنها تحتضر".

وتابع، "كان السرير كله يرتجف، واعتقدت أننا نتعرض لزلزال أو حادثة من هذا القبيل. لم أعرف كيف أتصرف. حاولتُ أن أدفع رأسها إلى الخلف كي أضعه على الوسادة لعلها تتوقف عن الاهتزاز، وكانت عيناها تحولتا إلى اللون الأبيض تماماً".

ثم استدعى كريغ سيارة إسعاف بسرعة، فنقلت كيري إلى "مستشفى لينكولن" حيث خضعت لفحوص وتحاليل طبية وفحص بالرنين المغناطيسي.

ولكن، لم تكشف الفحوص إصابة كيري بأي حالة صحية. وبقيت تعاني تلك النوبات التي وصل تكرّرها إلى ثلاث مرات في الأسبوع، فيما توفي والدها منتحراً في يوليو 2020.

ووفق كيري، "وصلتُ إلى الحضيض. وقد منعوا عني أدوية النوبات لأنها كانت تتركني في حال مزاجية سيئة ومتقلبة، فتفاقمت نوباتي، وباتت تنتابني مرتين في الأسبوع".

في كانون الثاني 2021، تلقت كيري أخباراً غمرتها بحزن شديد مفادها أنها مصابة بورم في دماغها يبلغ حجمه 5×5×5 سنتيمتراً.

وبعد أسابيع قليلة، في فبراير (شباط)، خضعت كيري لجراحة "الدماغ المفتوح"، وأُخبِرَتْ أنها مصابة بسرطان دماغي في المرحلة الثانية أدى إلى معاناتها ما يسمى "حبسة الكلام"aphasia  التي تعني مواجهة صعوبة فائقة في الكلام والنطق.

وأوضحت كيري أنها "فقدت القدرة على الكلام تماماً. كان الأمر مروعاً. كانت الحالة صعبة جداً بالنسبة لي لأنني أردت أن أتكلم. كنت قادرة على التكلم بوضوح في عقلي، ولكن لم أقوَ على إخراج الكلمات من فمي".

وأثناء وجودها في المستشفى، أصيبت بـ"كوفيد- 19". ووُضِعَتْ في غرفة منعزلة طوال 12 يوماً.

وبحسب زوجها كريغ، "اعتقدت أنها كانت على وشك الموت. كان الوضع مخيفاً جداً. كان الأطباء على خطى ثوان من تركها تموت من دون ألم. كانت التجربة مرعبة لأني لم أستطع أن أزورها وأراها. لم أنم على الإطلاق. كنت أراسلها عبر الهاتف وأتفقد الـ"واتساب" الخاص بها باستمرار كي أتأكد من أنها على قيد الحياة".

وحينما خرجت من المستشفى، اكتشفت كيري أنها حامل. وفي يونيو 2022، أنجبت طفلتها إيلانا.

بعد مرور شهرين، خضعت كيري لفحص آخر بالرنين المغناطيسي كشف أن الورم الدماغي الذي تعانيه كان مستعصياً وقد بلغ المرحلة الرابعة.

ووفق كريغ، "اعترانا خوف أشبه بالجحيم. بعد أن عادت السعادة إلينا جميعاً، وأنجبنا طفلتنا، أطيح بنا إلى الهاوية مرة أخرى".

وبحسب توضيح من الزوج، "مجدداً، توجب علينا قطع مسافة 55 ميلاً كل يوم كي تتلقى زوجتي العلاج على مدى ستة أسابيع".

منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2022، تواظب كيري على تلقي العلاجين الإشعاعي والكيماوي. وقد تساقط شعرها وازداد وزنها أكثر من 13 كيلوغراماً. وبحسب كيري، "تزعزعت ثقتي في نفسي، ولا أريد أن أغادر المنزل".

لا تزال كيري تعاني نوبات الصرع، لكن معدلها تراجع إلى ثلاث نوبات في الشهر. وقد اضطرت إلى تعليم ابنها إيثان البالغ من العمر 10 سنوات كيفية الاتصال بسيارة إسعاف.

وبحسب كيري، "يتملكنا الخوف حتى الموت من أن أصاب بنوبة صرع فيما يكون كريغ في العمل، لذلك علمناه [إيثان] كيف يتصل بسيارة إسعاف".

وأضافت، "كان علينا أن نستعين بالمدرسة كي تقدم له النصح والمشورة علّه يتقبل أني أكابد مرضاً شديداً. كان من الصعب تعليمه كيفية القيام بذلك [الاتصال بذلك]. كنت مرعوبة، وقد ساعدتنا مدرسته في ذلك. أعلم أن هذه الحال التي نعيشها فظيعة بالنسبة إلى ابني. وأنا ألوم نفسي على شعوره بالحزن والاستياء".

وسعياً إلى جمع أموال العلاج بالخلايا الجذعية، الذي ربما يمد بعمر كيري بين ثلاث وخمس سنوات، أنشأ كريغ صفحة على المنصة الأميركية الإلكترونية للتمويل الجماعي "غو فاند مي" GoFundMe. ويعتزم أن يقطع المسافة بين قلعة لينكولن ومنزله سيراً على القدمين، أي ما يعادل نصف ماراثون، ناقلاً على ظهره حمولة تساوي وزن كيري، تحديداً 76.204 كيلوغرام.

ويصف الزوج ذلك الأمر، "ستحاول الجاذبية أن تشدني إلى الأرض على غرار ما يحاول هذا الورم أن يقضي على زوجتي. ولكننا سوف نتحداهما كليهما".

وأضافت كيري، "سيكون من الرائع أن أتلقى العلاج، فيعيش ابني من دون قلق بعد اليوم".

لمعرفة المزيد حول حملة كريغ لجمع التبرعات، تفضلوا بزيارة موقع www.gofundme.com/f/kerry-the-white-knight.