"تشات جي بي تي" يكتب رسالة "مهذبة وصارمة" لشركة طيران

منذ 1 سنة 187

انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي رسالة إلكترونية "مهذبة ولكن صارمة" كتبها روبوت المحادثة ذو الذكاء الاصطناعي "تشات جي بي تي" ChatGPT إلى شركة طيران نيابة عن سيدة تأخرت رحلتها لأكثر من ست ساعات.

وفي التفاصيل أن امرأة تدعى شيري لوو شاركت مقطع فيديو قصير "ريل" على حسابها على "إنستغرام" في ديسمبر (كانون الأول) من العام الفائت في شأن الحادثة بيد أن الفيديو لقي تفاعلاً كبيراً ليجمع حتى الساعة 2.6 مليون مشاهدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فبعد أن انتظرت لوو رحلتها على مدى أكثر من ست ساعات، قامت السيدة التي تملك 37.5 ألف متابع على منصة التواصل الاجتماعي وأكثر من 100 ألف متابع على تطبيق "تيك توك" بالطلب من روبوت المحادثة "تشات جي بي تي" (الذي يعرف أيضاً بالمحول التوليدي المدرب مسبقاً) كتابة "رسالة إلكترونية مهذبة ولكن صارمة بشكل شديد اللهجة لشركة الطيران".

وفي الفيديو الذي أرفقته بعبارة "هذا هو المستقبل. ما هي الوظائف التي ستستبدل بتقنية ’تشات جي بي تي‘؟"، ذكرت لوو: "تم تأخير رحلتنا لأكثر من ست ساعات، طلبت من ’تشات جي بي تي’ كتابة رسالة إلكترونية لشركة الطيران".

وجاء في طلب لوو ما يلي: "أكتب رسالة إلكترونية مهذبة ولكن صارمة لشركة الطيران. تأخرت رحلتنا لست ساعات من دون الحصول على أي معلومات إضافية فيما كنا ننتظر في المطار. لم نحصل على الإذن بالدخول إلى القاعة المخصصة لأولوية الدخول حتى بعد انتظارنا لأكثر من ثلاث ساعات على لائحة الانتظار الخاصة بها".

استهل "تشات جي بي تي" الرسالة كالتالي: "أتوجه إليكم للتعبير عن خيبة أملي وإحباطي الكبيرين من التجربة التي حظيت بها أثناء أحدث رحلة لي على متن خطوطكم الجوية".

ولم يتضح اسم الشركة التي تم توجيه الرسالة الإلكترونية إليها. كما أن الفيديو لم يشر إلى المدينة التي تتجه إليها الرحلة أو التي تغادر منها.

وتابع روبوت المحادثة: "أولاً، تم تأخير رحلتي لست ساعات من دون إطلاعي على أية معلومات إضافية أو أي تواصل من قبل طاقم عملكم طوال فترة انتظارنا في المطار. تسبب هذا الأمر بإزعاج وتوتر لي وللركاب الآخرين لأننا تركنا من دون أي معلومات في شأن ما يحدث والوقت المتوقع للإقلاع".

وأشار الروبوت في رسالته إلى أنه على رغم أن السيدة لوو هي "عضو حائز على أولوية المرور"، لم تتمكن من دخول القاعة المخصصة لذلك مع أنها أدرجت على قائمة الانتظار لأكثر من ثلاث ساعات.

وجاء في الرسالة أيضاً: "أتفهم احتمال حدوث التأخير بسبب ظروف غير متوقعة بيد أن سوء التواصل والفشل في الحصول على إذن للدخول إلى القاعات هو أمر غير مقبول بتاتاً".

تراوحت الردود على الرسالة الإلكترونية للروبوت بين المرح والقلق من نقل  تلميحات الإزعاج البشرية والعدوانية السلبية. وفي هذا السياق، كتب أحد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي: "إنه الاستخدام المثالي لتقنية ’تشات جي بي تي‘، الأمر مضحك للغاية. تلك هي الرسائل العملية التي يتمنى المرء عدم الاضطرار إلى كتابتها".

وكتب مستخدم آخر في خانة التعليقات: "الذكاء الاصطناعي سيدمر الذكاء الطبيعي للجنس البشري. لا يمكن أن يكون هذا مستقبلنا".

وقال آخر: "سيؤثر هذا الأمر في مهارات التفكير والتواصل التي يتمتع بها البشر... سيستخدم الأشخاص عقولهم بشكل أقل".

ولكن كان لأحد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي رأي مغاير إذ كتب: "أصبح سقوط العامل البشري واستخدام الدماغ رسمياً الآن... شكراً تشات جي بي تي".

وتوقع آخر: "سيفقد الإنسان قدرته على التفكير والتعبير والتواصل في العقد المقبل... ستحدد الآلات استجاباتنا وأفعالنا. وستتجاوز التداعيات مجرد خسارة الوظائف... كيف يمكن للناس أن يندهشوا من هذا الأمر".

يشار إلى أنه تم إطلاق تقنية "تشات جي بي تي" في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ومنذ ذلك الوقت، وصف المستخدمون المحادثات التي تشمل استخدام الذكاء الاصطناعي بـ"غير المتزنة" لأنها تكذب وتهاجم وتخمن بحسب أغراضها الخاصة. ويمكن للمرء الحصول على محادثات مع الروبوت الذي أطلقت عليه تسمية "شبيه بالإنسان" وحثه على كتابة مقالات وابتكار وصفات طعام والقيام بتشخيص طبي ومحاكاة المؤلفين المشهورين و تشفير البرمجيات الإلكترونية.